أنشودة "القطن" تصدح من جديد في منازل مزارعي دمياط المصرية
مصر توقّع مع "يونيدو" والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي، عقد تنفيذ مشروع تبلغ قيمته 1.5 مليون يورو؛ لاستعادة القطن المصري مكانته.
استعاد مزارعو محافظة دمياط المصرية ذكريات الماضي عندما كانت أنشودة "القطن" لـ"كوكب الشرق" أم كلثوم تصدح في منازلهم بالتزامن مع موسم حصاده، واحتفلوا مؤخرا بنجاح الدورة الأولى لزراعة القطن طويل التيلة وفائق الطول باستخدام طرق الزراعة العضوية والتقليدية، من خلال المشروع المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" ووزارتي الزراعة والصناعة المصريتين، وبتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في مصر.
واعتاد مزارعو مصر في الماضي الاستماع لهذه الأنشودة التي كانت تأتيهم عبر الراديو بالتزامن مع موسم حصاد هذا المحصول الاقتصادي، وهي الأجواء نفسها التي عاشتها المزارعة سمية المغربي، عندما وقفت وسط حقلها في محافظة دمياط مبتهجة بإنتاجها الغزير من القطن.
تقول سمية، لـ"العين الإخبارية": "كان والدي يحكي لنا عن ذكرياته مع أغنية القطن لأم كلثوم وموسم الحصاد، واليوم أشعر بأجواء قريبة من ذلك".
وأمسكت بالقطن الذي خرج من أرضها ضمن المشروع الذي يشمل محافظة كفر الشيخ أيضا، مرحلة أولى، مضيفة: "هذا الإنتاج يحمل ملامح الماضي".
ووقّعت الحكومة المصرية مع "يونيدو" والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي عقد تنفيذ هذا المشروع يوليو/تموز 2017، وتبلغ قيمته 1.5 مليون يورو، أي ما يعادل 1.74 مليون دولار، ويهدف إلى استعاده القطن المصري مكانته.
ويقول عادل عبدالعظيم، وكيل مركز البحوث الزراعية، والرئيس السابق لمعهد بحوث القطن، إن بدايته كانت في يوم الحصاد بدمياط، مضيفا: "يبدأ القطن المصري استعادة مكانته عندما ننجح في تكرار النموذج الذي شاهدناه بدمياط في كل الأراضي التي تزرع القطن".
ومن خلال المشروع، خضع مزارعو القطن في دمياط إلى برامج تدريبية تم تنفيذها بهدف زيادة قدرة المزارع على زراعة القطن العضوي والتقليدي.
ويوضح عبدالعظيم، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن المشروع استفاد في إنتاج القطن العضوي من التقنيات التي تتيحها إحدى شركات الزراعة العضوية الشهيرة، حيث درب المزارعون عليها بهدف إنتاج زراعي يحافظ على البيئة ويقلل من استهلاك المياه، كما يسعى المشروع إلى تطوير الزراعة التقليدية باستخدام ماكينات حديثة لزراعة المصاطب، بما يعمل على تخفيض كمية المياه والأسمدة المستخدمة.
ووفق تقارير الأمم المتحدة يستخدم القطن 18% من المواد الفعالة كيميائيا المستخدمة عالميا لحماية النباتات، كما يستهلك كميات كبيرة من المياه، ويحتاج المزارع ألفي لتر من المياه لري شجيرات تكفي لعمل تي شيرت واحد فقط، وتساعد الزراعة العضوية على تقليل نسبة المياه المستخدمة بمعدل 20%، كما يقل استخدام المبيدات بمعدلات تصل إلى 90%، وتسعى الزراعة بأسلوب المصاطب إلى تحقيق الهدف نفسه وإن كان بنسب أقل.
وبالتوازي مع تطوير أساليب الزراعة، يهدف المشروع إلى تعزيز القدرة التنافسية وطلب الأسواق الدولية على القطن المصري، من خلال مبادرة "من البذرة إلى المصنع" التي أطلقها المشروع، ويتعاون فيها مع أحد مصانع المنسوجات بمنطقة برج العرب بالإسكندرية.
ويقول عبدالعظيم: "من خلال هذه المبادرة يجري تأهيل مصممين شباب على تصميم المنسوجات والأزياء بشكل عصري، بما يسهم في تحويل القطن الذي يخرج من الأراضي التي يشرف عليها المشروع إلى منتجات تصدر".
وتعودت مصر منذ زمن بعيد على تصدير القطن الخام إلى الخارج، ليأتي إلى الداخل منتجات مستوردة بأسعار مرتفعة جدا، وهو الوضع الذي يهدف المشروع إلى تجاوزه بخلق قيمة مضافة للقطن بتحويله إلى منتجات للتصدير.
ونفذت "يونيدو"، في هذا الإطار، أكثر من ورشة تدريبة لمصممين شباب بالتعاون مع المجلس المصري للأزیاء والتصمیم والموضة، والمجلس التصديري للملابس الجاھزة، ودرب فيها مصممة الأزیاء الإیطالیة مارینا سبادافورا والبروفیسور جیوفاني ماریا كونتي، الأستاذ المساعد في جامعة بولیتیكنیكو في میلانو.
ووفق بيان صحفي صادر عن "يونيدو" وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، فإن المستهدف خلال مدة المشروع الذي ينتهي العام المقبل هو تدريب 400 مزارع قطن، وتنمية مهارات 300 من العاملين بمجال الزراعة والمهنيين والفنيين العاملين بشركات المنسوجات، وتنفيذ برامج تدريبية لـ300 طالب بالمدارس الصناعية والزراعية.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA==
جزيرة ام اند امز