هجمة مرتدة للأوراق النقدية في بريطانيا.. ماذا حدث قبل عيد الميلاد؟
كان من المفترض أن يؤدي الوباء إلى مجتمع غير نقدي، وقد أصبحت العديد من الشركات تعتمد على البطاقات فقط، لكن البريطانيين يجدون صعوبة في التخلي عن الأوراق النقدية والعملات المعدنية.
تتمتع الأموال النقدية بعودة غير متوقعة، وهو ما يعكس حقيقة مفادها أن الأموال المادية تظل بالنسبة لكثير من الناس أداة الميزانية النهائية في الأوقات المالية الصعبة.
كشفت بيانات جديدة من Nationwide، أكبر جمعية بناء في بريطانيا، أن الاستخدام النقدي ارتفع للسنة الثالثة على التوالي.
وشهدت ما يقرب من 33 مليون عملية سحب من أجهزة الصراف الآلي الخاصة بها في العام الماضي، بزيادة قدرها 4.6% عن عام 2023 وبزيادة 29% تقريبا عن رقم 2021 البالغ 25.4 مليون.
ونقلت صحيفة الغارديان عن جمعية البناء قولها، إن أكبر الزيادات في السحب النقدي تم تسجيلها في تشيسويك في غرب لندن، وبلدة شوتون في فلينتشاير في ويلز.
وقالت شركة Nationwide إن استخدام النقد كان "مزدهرا"، مضيفة أن هذه "الزيادة" الأخيرة تزامنت مع اعتماد العديد من المستهلكين بشكل متزايد على الأوراق النقدية والعملات المعدنية لمساعدتهم على إدارة ميزانياتهم في وقت لا تزال فيه تكلفة المعيشة مرتفعة.
ومع ذلك، فقد ارتفع استخدام أجهزة الصراف الآلي أيضا بسبب إغلاق فروع البنوك.
في الصيف الماضي، قالت الهيئة المصرفية UK Finance إن هناك قفزة مفاجئة في عدد الأشخاص الذين يستخدمون الأوراق النقدية والعملات المعدنية بشكل أساسي في إنفاقهم اليومي، على الرغم من اقتراب المملكة المتحدة من أن تصبح مجتمعا غير نقدي.
أدت أزمة تكلفة المعيشة، التي تصاعدت بشكل حاد في عام 2022 عندما ارتفعت فواتير الأسر، إلى تزايد الاهتمام باتجاهات الميزانية مثل "حشو النقد" - المعروف أيضا باسم نظام المغلف النقدي - والذي يتضمن تقسيم الأموال إلى مظاريف مصنفة لفئات مختلفة مثل البقالة والفواتير وغيرها.
تسارعت التغييرات في عادات الإنفاق بشكل كبير بسبب الوباء، مع انخفاض عدد المدفوعات التي تتم باستخدام الأوراق النقدية والعملات المعدنية بنسبة 35% في عام 2020. في ذلك الوقت، بدأ المزيد من المتاجر والمطاعم والشركات الأخرى في رفض قبول الأموال النقدية.
قبل عام 2022، كان عدد عمليات السحب النقدي في Nationwide يتناقص بشكل مطرد من ذروته في عام 2014.
لكن الأرقام الجديدة تظهر أن عمليات السحب تصاعدت للعام الثالث على التوالي منذ تفشي الوباء.
بلغ متوسط المبلغ النقدي الذي تم سحبه في المرة الواحدة من أجهزة الصراف الآلي على مستوى البلاد 112 جنيها استرلينيا في العام الماضي، وكان الوقت الأكثر ازدحاما في العام للسحب النقدي هو الأسبوع الذي يسبق عيد الميلاد عندما تم سحب 97.9 مليون جنيه استرليني.
وقالت جمعية البناء: "هذا هو أعلى مبلغ يتم صرفه خلال أسبوع منذ ما قبل كوفيد".
وارتفعت عمليات السحب من قبل العملاء من خارج البلاد بنسبة 16%، وهو ما قالت إنه يسلط الضوء على تأثير إغلاق فروع البنك وأجهزة الصراف الآلي التي جعلت من الصعب على المجتمعات في جميع أنحاء البلاد الوصول إلى النقد والقيام بمعاملاتهم المصرفية.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjE1MCA=
جزيرة ام اند امز