بلد "التاكو" يتجه لانتخاب أول امرأة للرئاسة

بينما تصنف 14 مدينة داخل المكسيك بـ"الخطيرة"، تتجه الدولة الواقعة في أمريكا الشمالية إلى انتخاب أول امرأة للرئاسة بعدما رشح كل من الائتلاف الحاكم والمعارضة سيدتين.
ورشح الحزب الحاكم عمدة مكسيكو سيتي السابقة كلوديا شينباوم في الانتخابات المقررة في الثاني من يونيو/حزيران المقبل، وفقا لما أعلنه ائتلاف حركة التجديد الوطنية المؤلف من ثلاثة أحزاب أمس الأربعاء.
وأعلن تحالف المعارضة (الجبهة العريضة للمكسيك) الأسبوع الماضي ترشيح السيناتور والمهندسة زوتشيتل جالفيز في الانتخابات الرئاسية.
وقد تمكنت شينباوم من التغلب على خمسة منافسين في حزبها لتصبح مرشحة الحزب.
يشار إلى أن شينباوم مقربة من الرئيس أندريس مانويل لوبيز، الذي لم يعد يمكنه الترشح في الانتخابات بعد تولي الرئاسة لمدة ستة أعوام.
ومطلع العام الجاري كشفت إحصائية أن من بين 50 مدينة خطيرة في العالم، 38 منها توجد في أمريكا اللاتينية و17 في المكسيك حيث احتلت مدينة كوليما المكسيكية المرتبة الأولى.
الإحصائية التي يصدرها سنوياً مجلس المواطنين للأمن العام والعدالة الجنائية في المكسيك، تتناول معدّلات جرائم القتل في مدن العالم التي يزيد عدد سكّانها على الـ300 ألف نسمة.
وتشتهر المكسيك بطبق التاكو، حيث يعد واحدا من أشهر الأطباق التقليدية بالبلاد.
وسيشكّل فوز امرأة في الانتخابات الرئاسية سابقة في المكسيك حيث تسجّل سنويًا آلاف حالات قتل النساء وعنفًا شديدًا تمارسه عصابات المخدّرات.
تصدّرت شينباوم، المقرّبة من لوبيز أوبرادور، نتائج استطلاع رأي نظّمه حزب "مورينا" (حركة التجديد الثورية) للاختيار بين ستة متنافسين.
وتُعدّ شينباوم، المدعومة من الرئيس الذي يتمتع بنسبة التأييد الشعبي تبلغ 60% ويحظى حزبه بأغلبية في البرلمان، المرشحة الأوفر حظًا في الانتخابات التي من المقرر أن تجري في الثاني من يونيو/حزيران 2024.
وقالت بعد إعلان النتائج "اليوم، شعب مكسيكو هو الذي اتخذ القرار (...) تبدأ العملية الانتخابية غدًا على المستوى الوطني. ليس لدينا وقت نضيعه".
قوّض استطلاع الرأي، الذي أُجري على عيّنة من 12500 شخص، وحدة حزب "مورينا" اليساري الذي فاز مرشحه لوبيز أوبرادور بانتخابات عام 2018.
قبل الإعلان عن النتائج، طلب المنافس الرئيسي لشينباوم وزير الخارجية السابق مارسيلو إبرارد، إعادة إجراء استطلاع الرأي، منددًا بـ"مخالفات".
وحده إبرارد، من بين المرشحين الستة، رفض نتيجة الاستطلاع، قائلًا إن إحدى المندوبات عنه تعرّضت لضرب من الشرطة.
وأكّد "مورينا" أن النتائج نهائية.
واعتبر رئيس المجلس الوطني للحزب الحاكم ألفونسو دورازو، خلال إعلان النتائج، أن هذه الانتخابات التمهيدية كانت "ممارسة ديموقراطية".
وأضاف "لم تقع أي حوادث أثّرت بشكل قاطع على النتيجة النهائية".
ويُحتمل أن يترك إبرارد حزب "مورينا" على اثر هذه النتائج، وفق تقارير بدأت تنتشر في الصحف المكسيكية قبل انطلاق الانتخابات التمهيدية.
برجوازية يسارية ضدّ يمينية عفوية
تَعِد المبارزة النسائية بين شينباوم وغالفيس بأن تكون مواجهة مباشرة بين مسيرتَين وأسلوبَين مختلفَين.
فشينباوم، المتحدرة من البرجوازية اليسارية في مكسيكو، خريجة كلية العلوم بتخصص الفيزياء، وهي حفيدة مهاجرين يهود متحدّرين من بلغاريا وليتوانيا ومعروفة بأسلوبها الحذر والمتحفّظ. وتعهّدت بمتابعة أجندة لوبيز أوبرادور السياسية.
وتؤكد الرئيسة السابقة لبلدية مكسيكو أنها "ابنة العام 1968"، بالإشارة إلى الحركة الطلابية الواسعة النطاق في ذلك العام في المكسيك. وتقول دائمًا إنها حملت في مسيرتها إرث النضالات الاجتماعية التي عرفها بلدها، مع أنها لم تنتسب أبدًا إلى "الحزب الثوري المؤسساتي" الذي حكم البلد طيلة 70 عامًا.
وتعهدت أيضًا الدفاع عن الأكثر فقرًا، لا سيّما مجتمعات السكان الأصليين، مسلّطة الضوء على النتائج الاقتصادية الجيدة المحققة في عهد لوبيز أوبرادور الذي رفع شعارات مثل "لخير الجميع، الفقراء أوّلًا" و"اقتصادنا قوي ومواردنا المالية قوية".
أمّا اليمينية سوتشيل غالفيس المتحدّرة من مجتمع أوتومي للسكان الأصليين، فهي مهندسة ورائدة أعمال وتعرف بعفويتها وإدراج تعابير من اللهجة العامية في خطاباتها.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس الإثنين، قالت غالفيس: "قاعدتي الذهبية: لا كسالى ولا مخادعين ولا أوغاد"، مؤكدة أنها ستحارب أعمال العنف بكل ما لديها.
وتحدّت غالفيس منافستها شينباوم للخروج من ظل لوبيز أوبرادور، ودعتها إلى أن "تقول له (...) اهتمّ بحكم البلاد واتركني أنا أكون المرشّحة".
وتتعرّض غالفيس التي تمثّل معارضة ضعيفة ومنقسمة، لهجمات من الرئيس منذ إعلان ترشّحها في حزيران/يونيو.
على الصعيد السياسي، تقول غالفيس إنها تتبنى أفكارًا من الأحزاب الثلاثة التي تدعمها، أي الليبرالية الاقتصادية (حزب العمل الوطني - يمين) ومبدأ العدالة الاجتماعية (حزب الثورة الديموقراطية - يسار) والتراث المؤسسي (الحزب الثوري المؤسساتي - وسط).
ولدى سؤالها عن إلغاء تجريم الإجهاض في بعض الولايات في المكسيك في سبتمبر/أيلول 2021، قالت: "لن تكون هناك عودة إلى الوراء معي على مستوى الحقوق المكتسبة، سواء بالنسبة لمجتمع الميم-عين أو للنساء".
غير أنها تواجه معركة شاقّة نظرًا لشعبية حزب "مورينا" وبالتالي شعبية مرشحته شينباوم.
وفي استطلاع نشرته صحيفة "ريفورما" في 28 أغسطس/آب، قال 46% من المستطلعين إنهم قد يصوتون لشينباوم في حال انخراطها في السباق الرئاسي، مقارنة بـ31% لغالفيس.
aXA6IDMuMTQ1LjQ4LjE1NiA= جزيرة ام اند امز