"إسقاط النظام".. "نبوءة" تربك العراق
"نبوءة" سياسية بـ"إسقاط" وشيك للنظام في العراق يزلزل المشهد العام ويقسمه بين التصديق والتشكيك.
تصريحات أدلى بها السياسي المستقل فائق الشيخ علي، زلزلت العراق وفجرت ردود أفعال ومواقف متضاربة، وافتكت الأضواء من المستجدات الروتينية.
وتلقفت منصات التواصل الاجتماعي تصريحات الشيخ علي التي أدلى بها خلال حوار متلفز بثته إحدى القنوات الفضائية في العراق قبل يومين، وأنذر خلالها من مغبة الوقوف ضد التغيير القادم، زاعما أن رموز النظام الحالي سيكون مصيرها "القتل أو المحاكمة".
وقال الشيخ علي، في تصريحاته، إن "النظام السياسي في العراق على موعد مع تغيير قادم لا محالة لن تتجاوز مدة تنفيذه نهاية العام المقبل على أكثر تقدير".
ولفت إلى أنه يمتلك معلومات لم يطلع عليها أي أحد سوى الجهة المخططة والمسؤولة عن التنفيذ بالنظام السياسي. رافضاً الكشف عن تسميتها أو عن مشاربها وهويتها.
وأشار في تصريحه المثير للجدل، إلى وجود فريق دولي وصفه بـ"العظيم"، يقف وراء ذلك المخطط، معتبرا أن الأخير "لن يرحم"من يقف أمام عجلة إرادته بالتغيير.
وبشأن مصير رموز النظام الحالي، أكد أن مصيرهم سيكون "القتل أو الزج بهم في السجون".
وتابع حديثه: "النظام القادم عاصف لا يرحم على الإطلاق، ولن تقف بوجهه أي قوة بالعالم، ولا يوجد فيه من رجالات البعث، ولا مدّعي التمسك بالحكم من الشيعة".
وعرف فائق الشيخ علي، منذ بدايات ظهوره في المشهد السياسي بالعراق ما بعد عام 2010، بالمواقف والتصريحات التي دائماً ما كانت تغضب الأحزاب الدينية ذات الأجنحة السياسية، خصوصاً أنه يحملها على الدوام مسؤولية الفساد والفوضى وضياع الدولة.
وتصاعدت حظوظ النائب السابق الشيخ علي إبان الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت العراق في صيف 2019، بعد أن تبنى مواقف تناغمت مع الشارع الغاضب، ما جعله يطرح اسمه كمرشح لرئاسة الوزراء بدلاً عن المستقيل حينها عادل عبدالمهدي.
وسبقت تلك التصريحات معلومات وأنباء مماثلة أشار إليها خبراء ومحللون سياسيون مناهضون للتدخل الإيراني في العراق ورافضون للسلاح المنفلت.
تشكيك
القوى المقربة من إيران رأت في حديث الشيخ علي تهديداً لرموزها وأسمائها ووجودها السياسي في العراق، وشنت حملة هجوم كلامية وصفت ما طرح من معلومات بـ"محض الافتراء وضرب من الجنون".
وجاء التعليق على لسان حيدر موات، أحد أعضاء قوى "الإطار التنسيقي" (المظلة السياسية للقوى المقربة من طهران)، حيث وصف فائق الشيخ بـ"الإنسان المهزوز"، معتبرا أن "كلامه جاء وفق اجتماعات يجريها مع جهات مخابراتية دولية مشبوهة في خارج العراق، وهي من تصور لهم الأمور بهذا النحو" .
واعتبر موات، في تصريحات تابعتها "العين الإخبارية"، أن "ما قاله فائق الشيخ علي بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع"، مشيراً إلى أن "العراق لا يمكن له أن يكون كما يتحدث عنه الشيخ علي، فالعراق الحالي يختلف عما قبل 2003".
وتعقيباً على ذلك، رد الشيخ علي، في تغريدة عبر صفحته الشخصية بموقع تويتر، قائلاً :"اكتبوا علِّقوا تحدثوا قولوا حللوا شككوا اتهموا اطعنوا شرِّقوا غرِّبوا اسرحوا امرحوا حلِّقوا تفلسفوا كما تريدون وتشتهون، فلن أرد عليكم، ولن أدخل معكم في نقاش، ولن أحاوركم.. لأنني مشغول ومنغمس بالإعداد للعراق الجديد.. يعني بالعراقي ما عندي وكت (وقت)، فاغتنموا الفرصة".
تأييد
وبمواجهة التشكيك، أبدت أوساط شعبية عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي مواقف تأييد وتصديق لـ"نبوءة" الشيخ علي، معربة عن أملها بتحقيق التغيير المنشود الذي طال انتظاره.
المحلل السياسي إحسان عبدالله، يرى في قراءة لتصريحات النائب السابق، أنها جاءت في توقيت مقصود ولم تطلق جزافاً كونها تأتي ضمن برنامج مخطط له لاستنهاض الهمم في الداخل من أجل تحقيق إرادته عبر دعم دولي بعد أن أخفقت في تحقيق ذلك عبر مظاهرات تشرين.
ويقول عبدالله، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إنها "ليست المرة الأولى التي يكشف فيها الشيخ علي عن معلومات مؤكدة، فقد رجح مسبقاً بمقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني وما قبلها تنبأ بسقوط صدام حسين".
وينحدر فائق الشيخ علي من مدينة النجف وسط العراق، حيث عاش صباه قرب العديد من المرجعيات الدينية، وهو محامٍ وسياسي ليبرالي، وعضو مجلس النواب العراقي لدورتين على التوالي، وأمين عام حزب الشعب للإصلاح.
وبالرغم من ولادته في بيئة دينية، إلا أنه كان من الأوائل الذين دعوا إلى إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الّتي تحافظ وتحمي المجتمع بأكملهِ، بغض النظر عن انتماءات أبنائه القومية أو الدينية أو الفكرية.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg جزيرة ام اند امز