تيبو كورتوا.. حارس الـ50 هدفا يرد اعتباره
ارتدى البلجيكي تيبو كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد، ثوب البطولة في فوز فريقه باللقب الـ14 في دوري أبطال أوروبا
ريال مدريد فاز على ليفربول 1-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا، مساء السبت على ملعب "دو فرانس" بالعاصمة الفرنسية "باريس"، ليحقق لقبه الأول منذ 2018.
ولعب كورتوا دورا محوريا في تتويج ريال مدريد باللقب الأوروبي، بفضل بتصدياته المذهلة طوال الموسم، وخاصة في المباراة النهائية.
كورتوا بات أول حارس في تاريخ دوري أبطال أوروبا يتصدى لـ9 تسديدات على المرمى في النهائي، وهو الرقم الذي منحه جائزة رجل مباراة ليفربول وريال مدريد.
بداية مفاجئة
بعد عدة محاولات فاشلة للتعاقد مع الإسباني ديفيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد، وجّه ريال مدريد أنظاره إلى كورتوا ليكون الحارس الأول للفريق الملكي، بعد رحيل إيكر كاسياس في 2015، وتقدم الكوستاريكي كيلور نافاس في العمر.
ودفع ريال مدريد 35 مليون يورو لشراء كورتوا في صيف 2018 من تشيلسي، بعد شهر واحد تقريبا من انتهاء بطولة كأس العالم، التي شهدت تتويج تيبو بجائزة القفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى، بعدما ساهم في حصول منتخب بلجيكا على المركز الثالث.
كورتوا صاحب الطول الفارع (200 سم) كان يبلغ من العمر وقتها 26 عاما، وكان مناسبا تماما لبدء مشروع رياضي جديد فهو أحد حراس الصفوة في العالم، كما سبق له اللعب 3 مواسم في الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد (2011-2014)، حقق خلالها جائزة "زامورا" كأفضل حارس في الليجا مرتين.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بداية كورتوا مع ريال مدريد كانت محبطة وكارثية، بسبب كثرة هفواته في الموسم المخيب (2018-2019) الأول له مع الفريق.
تزامن قدوم كورتوا مع رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، حتى أن بعض الجماهير كانت تقول ساخرة "الريال تخلى عن لاعب يسجل 50 هدفا في الموسم وضم حارسا يستقبل نفس العدد من الأهداف".
سخرية الجماهير لم تكن بعيدة تماما عن الواقع، حيث ارتكب كورتوا أخطاء فادحة في موسمه الأول مع ريال مدريد، واستقبل 48 هدفا في 35 مباراة، فيما حافظ على نظافة شباكه في 10 مناسبات فقط.
انتفاضة سريعة
بالرغم من سقوطه فريسة لانتقادات الإعلام والمشجعين بسبب سوء مستواه، فإن كورتوا نجح سريعا في محو الصورة السلبية بعد انفراده بالمركز الأساسي عقب رحيل كيلور نافاس في 2019.
في موسمه الثاني 2019-2020، استقبل كورتوا 32 هدفا في 43 مباراة، وخرج بشباكه نظيفة في 21 لقاء، وخلال الموسم الثالث 2020-2021، استقبل 44 هدفا في 51 لقاء، كما حافظ على نظافة شباكه في 21 مواجهة.
وخلال الموسم الحالي لعب كورتوا 50 مباراة استقبل خلالها 46 هدفا وحافظ على نظافة شباكه في 22 لقاء.
وقام كورتوا بعدة تصديات خيالية ليستعيد مستواه ويخرج من كبوة البدايات مع ريال مدريد، وتتحول الشكوك والانتقادات الموجهة إليه إلى إشادات بعد أن أنقذ الفريق من التعثر في أكثر من مناسبة.
جدير بالذكر أن كورتوا في موسم 2019-2020 بات أول حارس من ريال مدريد يحصد جائزة زامورا، منذ أن فاز بها إيكر كاسياس في نسخة 2007-2008 من الدوري الإسباني.
رد الاعتبار
بعد الفوز بلقب دوري الأبطال، قال كورتوا في تصريحات لشبكة "بي تي سبورت" البريطانية: "قلت قبل المباراة إن ريال مدريد يلعب النهائيات من أجل الفوز بها، أنا في الجانب الجيد من التاريخ".
وأضاف: "اليوم كنت بحاجة للفوز بنهائي من أجل مسيرتي، وتكليل العمل الجاد الذي قدمته كي أحظى بالاحترام لاسمي".
وتابع: "لا أعتقد أنني حظيت باحترام كاف خاصة في إنجلترا، حيث واجهت العديد من الانتقادات حتى بعد تقديم موسم مذهل".
وأتم: "أنا فخور بالفريق الذي احتاجني وكنت في الموعد، تغلبنا على عدد من أفضل فرق العالم، خاصة مانشستر سيتي وليفربول اللذين قدما أداء مذهلا هذا الموسم وقاتلا حتى النهاية في الدوري الإنجليزي".
aXA6IDE4LjIyMC4yMDAuMzMg
جزيرة ام اند امز