السفر في زمن كورونا.. "جواز السفر المناعي" وحده لا يكفي
لا يوجد دليل على أن المتعافين من كوفيد-19 محصنين ضد الإصابة بعدوى جديدة والأجسام المضادة يمكن أن توفر لهم بعض الحماية فقط.
تستمر حكومات العالم في استكشاف الطرق المناسبة لإعادة الأشخاص إلى العمل وفتح باب السفر مجددا لتعويض الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة الدولي على وجه الخصوص، دون التعرض لموجات أخرى أكثر عنفا من وباء كورونا المستجد.
وبالإضافة إلى الشهادات والأساور الذكية وتطبيقات الهواتف التي تبنتها بعض الدول لتعقب المصابين والمتعافين من الفيروس على حد سواء، ظهر ما يطلق عليه "جواز السفر المناعي" الذي يثبت أن حامله يحمل أجسام مضادة لكوفيد-19 .
نظريا، يمنح جواز السفر المناعي حامله الحرية المطلقة في التنقل والسفر دون الحاجة إلى وضع قناع الوجه على متن الطائرات علاوة على التجول في المتاحف والمتنزهات الفارغة دون خوف من الإصابة بكوفيد-19 استنادا إلى النظرية التي تقول إن متعافي كورونا لا يصاب به مجددا.
لكن عمليا تقول جهات صحية بارزة مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن خضوع المتعافي إلى اختبار أجسام مضادة واحد غير كاف وأنه ينبغي أن يخضع لاختبارين على الأقل. فضلا عن أن فيروس كورونا المستجد يختلف عن أي فيروس آخر وذلك بسبب قدرته المستمرة على التحول.
كما أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا آخر إبريل قالت فيه إنه لا يوجد دليل على أن المتعافين من كوفيد-19 محصنين ضد الإصابة بعدوى جديدة وأن الأجسام المضادة يمكن أن توفر لهم بعض الحماية فقط.
ناهيك عن أنه لتكون جوازات السفر المناعية فعالة في قطاع السفر ينبغي أن يكون هناك عدد كافي من الأشخاص حاملين لها. وبالرغم من أن الدول ذات معدلات الإصابة بكوفيد-19 الأكبر في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والبرازيل والهند وأجزاء من أوروبا الغربية، تمتلك السبب الأفضل لتبني إصدار جوازات السفر المناعية، إلا أن عدد المتعافين من كورونا في هذه الدول ليس كافيا لتطوير هذا النظام وجعله جديرا بالاهتمام.
جوازات السفر المناعية
ربما تكون جوازات السفر المناعية جيدة من حيث المبدأ، لكن يظل الأفضل منها حسب ما اقترحت شبكة سي إن بي سي الأمريكية إصدار ما وصفته بـ"جوازات سفر صحية رقمية" لتكون وثيقة سفر أكثر فائدة لحاملها خلال فترة التعايش مع فيروس كورونا المستجد.
وقالت أن هذا النوع من الجوازات يمكن أن يتضمن نتائج اختبارات الأجسام المضادة الإيجابية، ونتائج الإصابة السلبية بكوفيد-19 وإثبات الحصول على اللقاح المضاد للفيروس عند التوصل إليه.
وأضافت أن جوازات السفر الصحية يمكن أن تخفف جزء من المشكلات المتأصلة في جوازات السفر المناعية وليس كلها، وأنه ينبغي التعامل مع اعتبارات الخصوصية والتعاون الدولي لجعل أي برنامج جواز سفر صحي يعمل بكفاءة.
من جانبه قال الدكتور بيتر جوليك، خبير الأمراض المعدية في كلية الطب التقويمي بجامعة ميشيغان، إننا حتى الآن لا نعرف على وجه الدقة المدة التي تظل فيها الأجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد داخل الجسم هل هي سنة أم بضعة شهور. مضيفا: "بمجرد توصلنا إلى لقاح، سيكون طلب إثبات الحصول على اللقاح بالإضافة إلى إثبات الأجسام المضادة الوقائية له مغزى أكبر وأكثر أمانا فيما يتعلق بالسفر".
وبالرغم من أن اختبارات الأجسام المضادة لا يمكن أن تكون تذكرة ذهبية للسفر حول العالم في ظل وباء كورونا، إلا أنها مهمة لأسباب أخرى إذ يمكنها تعقب نطاق الوباء في مناطق معينة وتحسين بيانات النمذجة وتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للتعامل مع المصابين. كما يمكن أن يقوم الحاملون لأجسام مضادة لكوفيد19 بالتبرع بالبلازما لمساعدة مصابين آخرين، وفقا للشبكة الأمريكية.
ولا يبدو أن عدم إصدار جوازات سفر مناعية بعد يعوق شركات الطيران أو شركات الرحلات البحرية أو الفنادق إذ اختارت معظم الدول والشركات السياحية التي بدأت في فتح أبوابها للسفر خلال موسم الصيف المقبل خيارات أخرى مثل زيادة الفحوصات الصحية وعمليات التطهير والمبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي.