الطيران بين أمريكا والصين.. حرب باردة في المجال الجوي
هيئة تنظيم النقل الجوي تقول إنّه بمقدور كلّ شركات الطيران الأجنبية أن تسيّر اعتباراً من 8 يونيو/حزيران رحلة واحدة إلى الصين ومنها.
لم تتوقف أجواء الحرب التجارية الباردة بين واشنطن وبكين عند حدود السلع فقط، بل طالت المجال الجوي للطرفين، حيث أعلنت بكين الخميس، أنّها ستسمح اعتباراً من الإثنين المقبل لكلّ شركات الطيران الأجنبية، الممنوعة حالياً من السفر إلى الصين بسبب تدابير مكافحة وباء كوفيد-19، بأن تسيّر رحلة واحدة أسبوعياً من هذا البلد وإليه، في قرار يعني عملياً رفع الحظر المفروض على شركات النقل الجويّ الأمريكية.
- الصين تودع كورونا وتستقبل أول رحلة أوروبية
- لاستعادة النشاط الاقتصادي.. تخفيف قيود السفر بين الصين وسنغافورة
وقالت هيئة تنظيم النقل الجوي في بيان إنّه سيكون بمقدور كلّ شركات الطيران الأجنبية أن تسيّر اعتباراً من الثامن من يونيو/حزيران رحلة واحدة إلى الصين ومنها.
ومنعت الحكومة الصينية شركتي "United Airlines" و"Delta Airlines" من تسيير رحلاتهما عبر المحيط الهادئ، بعد أن طلبت الشركتان استئناف الرحلات المتوقفة ابتداء من 1 يونيو/حزيران الجاري.
لكنها أوضحت أن كل الركاب يجب أن يخضعوا لفحص طبي عند وصولهم إلى الأراضي الصينية.
وأضافت أن أي شركة طيران يمكنها تسيير رحلة ثانية كل أسبوع إذا أثبتت الفحوص عدم إصابة أي من المسافرين على متنها بكوفيد-19 لثلاثة أسابيع على رحلاتها القادمة من مكان واحد.
وكانت الصين أول دولة سجلت فيها إصابات بفيروس كورونا المستجد، خفضت بشكل كبير في نهاية مارس/آذار الماضي رحلاتها الجوية مع العالم خوفا من قدوم مصابين جدد من الخارج.
قرار أمريكي مريب
ويأتي هذا القرار غداة إعلان وزارة النقل الأمريكية عزمها على منع شركات طيران صينية من السفر إلى الولايات المتحدة بسبب رفض بكين السماح للشركات الأميركية باستئناف رحلاتها إلى الصين.
وأعلنت وزارة النقل الأمريكية أن القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ في 16 يونيو/حزيران يهدف إلى الرد على رفض السلطات الصينية السماح لشركات الطيران الأمريكية باستئناف نشاطاتها في الصين على الرغم من رفع إجراءات العزل.
وقالت وزارة النقل الأمريكية إنها مستمرة في التواصل مع نظرائها في الصين بهف ضمان حصول طائرات البلدين على حقها بممارسة نشاطها التجاري بشكل طبيعي، مؤكدة أن قرارها مرتبط بأن "سلطات الطيران المدني الصينية فشلت في منح إذن تشغيل للطائرات الأمريكية" عبر المسارات الجوية التي كانت تتبعها هذه الطائرات سابقا".
وأمس الأربعاء، اتفقت سنغافورة والصين على تخفيف قيود السفر لممثلي الشركات والمسؤولين في الجانبين، في ظل تطلعهم إلى استعادة الأنشطة الاقتصادية الأساسية التي تعطلت بسبب جائحة كورونا.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء الأمريكية، عن بيان مشترك صدر عن وزارات التجارة والصناعة والشؤون الخارجية في الجانبين، أنه فيما يتعلق بالسفر إلى سنغافورة، سيقدم المسافرون عن جهات حكومية طلبات من خلال جهاتهم بداية من 8 يوينو/حزيران الجاري.
وتنطبق الاتفاقية الأولية على السفر بين سنغافورة من جانب، وبين مناطق شنغهاي وتيانجين وتشونجتشينج وقوانجدونج وجيانجسو وتشجيان في الصين.
وجاء في البيان :"إن هذا يأتي في إطار إعادة فتح سنغافورة التدريجية لحدودها للمواطنين والمقيمين للقيام بالأنشطة الأساسية في الخارج، والسماح بسفر آمن للأجانب القادمين إلى سنغافورة بأعداد محدودة، مع تنفيذ التدابير اللازمة لضمان اعتبارات الصحة العامة".
وصلت إلى الصين، في 30 مايو/ أيار الماضي، طائرة تقلّ نحو 200 موظف وعائلاتهم معظمهم ألمان، في أول رحلة عودة لأوروبيين إلى البلاد منذ تعليق التأشيرات في أواخر مارس/آذار الماضي بسبب تفشي كورونا.
تداعيات الفيروس
وأغلقت الصين حيث ظهر الفيروس أولاً، حدودها في أواخر مارس/آذار الماضي أمام كل حاملي التأشيرات والإقامات، خشية من موجة إصابات جديدة من الخارج.
وظهر الفيروس لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ولم تسجل الصين اليوم تقريبا إصابات جديدة، لكنها تخشى حاليا أن تتسلل إليها إصابات من الخارج.
ووجد كثرٌ أنفسهم عالقين في الخارج أمام استحالة عودتهم بعد رحيلهم من الصين في خضمّ أزمة تفشي الوباء.
وتراجع عدد الرحلات الجوية بين الصين وسائر دول العالم بشكل حاد بسبب تفشي الوباء. ويُتوقع أن يرتفع من 134 إلى 407 رحلات في الأسبوع اعتباراً من يوم الإثنين المقبل، وفق الهيئة الصينية للطيران المدني.
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، انخفض عدد الرحلات الوافدة إلى الصين والمغادرة منها بنسبة كبيرة عن مستواها ما قبل تفشي الوباء
وتضرر الاقتصاد الصيني نتيجة انتشار فيروس كورونا منذ منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، حيث انكمش بنحو 6.8% في الربع الأول مقارنة به قبل عام، وذلك للمرة الأولى منذ 1992 على الأقل، إذ شل تفشي الفيروس الإنتاج والإنفاق وكثف الضغوط على السلطات لبذل مزيد من الجهد لوقف نزيف الوظائف.
في الوقت نفسه ذكر تقرير مؤسسة جيفريز للاستشارات أن شكل تعافي صناعة الطيران خلال الفترة المقبلة مازال غامضا، بافتراض حدوث تحسن مطرد خلال العام، مع احتمال تراجع طفيف خلال الربع الأخير من العام، وتوخي بعض المستثمرين الحذر من نتائج القطاع خلال العام المالي الحالي.
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" التي سجلت إلغاء 4.5 مليون رحلة إلي أن النقل الجوي لن يعود إلى مستواه المعتاد قبل عام 2023.