كورونا وترامب.. الوباء يقلب السياسة الأمريكية مرتين

كانت جائحة كورونا أحد أهم الأأسباب التي ساهمت في هزيمة دونالد ترامب في انتخابات 2020 قبل أن تعيده إلى البيت الأبيض في 2025.
في 2020، كان وباء كوفيد-19 قضية رئيسية في استطلاعات الرأي الأمريكية حيث قال 52% من الناخبين إن السيطرة على الفيروس أكثر أهمية من إعادة بناء الاقتصاد بعد انتهائه.
وعلى مدار السنوات الأربع التالية، تغيرت هذه العقلية، حيث أحبط إغلاق المدارس والتضخم والعزلة، الناخبين وغير العديد منهم آراءهم، وذلك وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وقال جون ديلا فولبي، مدير استطلاعات الرأي في معهد "هارفارد كينيدي" للسياسة: "الناخبون الأصغر سنًا في طور فهم من هم وما هي قيمهم، وقد تشكل ذلك بشكل غير متناسب بسبب كوفيد. لقد أدى ذلك إلى تكثيف القلق الاقتصادي وخلق عقلية البقاء على قيد الحياة"، وأضاف أن "الديمقراطيين ساعدوا في خلق الفراغ، الذي ملأه ترامب والمذيعون المؤثرون الموالون له".
وعلى سبيل المثال، في عام 2020، فاز الرئيس السابق جو بايدن بأصوات الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا بفارق 24 نقطة، ولكن في عام 2024، فازت كامالا هاريس بأصوات الشباب بفارق 4 نقاط فقط.
من جانب آخر، غير العديد من الآباء في المدن والبلدات الديمقراطية الزرقاء مواقفهم السياسية بعد رؤية تأثير إغلاق المدارس وعزل كوفيد على أطفالهم.
وقالت ناتاليا موراخوف، وهي أم من مدينة مانهاتن: "عندما أغلقت المدارس كنت دائمًا أشعر بقلق عميق من أن التضحية بالأطفال ستكون خطيرة".
وأضافت موراخوف، التي نظمت دعوى قضائية بقيادة الآباء لإعادة فتح مدارس مدينة نيويورك بالكامل: "لا يمكنك التوقف عن النمو، وهذا يستلزم علاقات اجتماعية لا يمكن أن تكون إلا في مساحة مادية".
وكشفت موراخوف أنها صوتت للديمقراطيين طوال حياتها بما في ذلك لبايدن عام 2020، لكنها صوتت لترامب في 2024 وأوضحت أن نقطة التحول بالنسبة لها، كانت عندما بدأت إدارة بايدن في التراجع عن تعهدها بإعادة فتح المدارس في غضون أول 100 يوم لها.
كان هذا التحول متوقعا بالنسبة لبعض الخبراء الذين قالوا إن الأوبئة تؤدي إلى تآكل ثقة المواطنين في الحكومة وخاصة، بين الشباب القابلين للتأثر.
ووفقًا لدراسة أجراها مركز المخاطر النظامية في كلية لندن للاقتصاد، فإن الشباب بين 18 و25 عاما الذين يمرون بهذه الأحداث هم أكثر عرضة لتطوير نقص دائم في الثقة في المؤسسات السياسية والقادة.
وقال أوركون ساكا، مؤلف الدراسة: "يمكنك التفكير في الأوبئة باعتبارها نوعًا من اختبار الإجهاد للحكومات. يجب على القادة الاستجابة بسرعة وبسياسات صحيحة"، وأضاف: "لا توجد طريقة تقريبًا لتصحيح الأمر تمامًا.. عندما تخطئ فهناك ندبة عميقة في عيون الجيل الشاب".
أخيرا، فإنه على الرغم من مرور خمس سنوات وانتهاء سياسات عصر الوباء إلا أن الألم الاقتصادي والانقسامات التي أثارتها جائحة كوفيد لا تزال قائمة وتستمر في التأثير على السياسة.
aXA6IDE4LjIyMi4xMDkuODcg
جزيرة ام اند امز