لماذا تتحطم مقاتلات روسيا؟.. مزيج العقوبات والأخطاء
تتوقع الجيوش خسارة الطائرات في القتال، وحتى في وقت السلم تقع حوادث عند تسيير طائرات سريعة ومعقدة، لكن موسكو تعيش وضعا مرتبكا.
وتشير سلسلة من حوادث تحطم المقاتلات الروسية في الفترة الأخيرة إلى أن العقوبات الغربية تقلص قدرة موسكو على صيانة طائراتها.
وبحسب موقع "إنسايدر" الأمريكي، كتب المهندس والمحلل في مؤسسة راند البحثية الأمريكية مايكل بونيرت في نوفمبر/تشرين الثاني، أن "العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ربما تؤثر على قدرة روسيا على تصنيع وصيانة قطع الغيار المطلوبة للحفاظ على سلامة الطائرات".
وأشار بونارت في مقاله إلى حدوث ما لا يقل عن ست حوادث تحطم بين سبتمبر/أيلول ونهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال موقع "إنسايدر" إن الحوادث شملت الطائرات الهجومية القديمة من طراز "سو-25"، والطائرة الهجومية الحديثة من طراز "سو-34" التي تحطمت عند اصطدامها بمبنى سكني في روسيا، ومقاتلة من طراز "ميغ-31" التي تحطمت عند الإقلاع، وليست مفاجئة.
ولفت إلى أن تلك الطائرات حلقت بشكل مكثف فوق أوكرانيا، وبالتالي يمكن أن تكون تعرّضت لأضرار هناك أسفرت في النهاية عن تحطمها بهذه الطريقة.
ومع ذلك، وقع حادثان تحطم لطائرات لم تستخدم في أوكرانيا. ففي منتصف أكتوبر/تشرين الأول، اصطدمت طائرة من طراز "سو-34" بأحد المباني بمدينة ييسيك. وبعدها بأسبوع، اصطدمت مقاتلة من طراز "سو-30" بمبنى سكني في سيبيريا.
وأشار التحقيق الأولي بشأن تحطم الطائرة "سو-34" إلى "عطل فني بالطائرة"، بحسب السلطات الروسية.
وكتب بونيرت عن حوادث التحطم التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول: "الأمر المثير للاهتمام أنه حتى الطائرات غير المشاركة في الحرب الروسية تتحطم.. كانت تلك الطائرات تستخدم كمنصات تدريب، ونظيراتها القتالية مستخدمة على نطاق محدود بالحرب الحالية".
وأضاف بونيرت: "في حين أن الأعطال الفنية متوقعة في الطائرات بمرور الوقت، ربما تشير الزيادة السريعة في الأعطال الميكانيكية على مستوى الأسطول الروسي إلى أن شيئا أساسيا قد تغير".
ويكمن السؤال في "ما الذي تغيّر في الطائرات الروسية وصيانتها، وهل العقوبات حرمت الطيران الروسي من قطع الغيار المستوردة؟
وأشار "إنسايدر" إلى أن شركات الطيران تفكك بالفعل الطائرات القديمة من أجل قطع الغيار التي تسببت العقوبات في جعلها غير متوفرة. وفي الوقت نفسه، هناك مؤشرات تفيد بأن روسيا تفتقر للطيارين العسكريين المؤهلين.
ووضع بونيرت، ثلاثة أسباب محتملة لحوادث التحطم، تتمثل في الافتقار إلى الميكانيكيين المهرة، أو عدم وجود شركات خارجية لتصنيع أو إصلاح قطع غيار الطائرات، أو نقص الأدوات والمواد لتصنيع أو إصلاح تلك الأجزاء.
ومع ذلك، لا يرى بونيرت أن تلك التفسيرات كافية بحد ذاتها. ففي حين يستشهد الخبراء الغربيون بممارسات الصيانة غير المتقنة مع فشل الطواقم الأرضية في إزالة الأغطية من المستشعرات قبل الإقلاع، يعتقد بونيرت أن عدم وجود ميكانيكيين أكفاء غير مرجح.
وقال بونيرت لـ"إنسايدر": "لقد رأينا أعطالا ميكانيكية مستمرة وربما متزايدة لدى الجيش الروسي والطائرات المدنية. أصبح من الصعب التأكد من السبب".
وفي النهاية، قد تواجه صيانة الطائرات الروسية مزيجا من المشاكل. وقال بونيرت: "الأسباب المحتملة للأعطال تظل مزيجا من الأفراد والأدوات وزيادة الطلب على قطع الغيار".
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز