أوكرانيا تُكرس أزمة الطاقة بأوروبا.. منع ضخ الغاز الروسي
أظهر تقرير اقتصادي نُشر الخميس، تراجع كميات الغاز الطبيعي التي تضخها روسيا إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وسط أزمة راهنة تخنق المستهلكين.
تراجع ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا
وبحسب تقرير شركة جازبروم الروسية المصدرة للغاز الطبيعي بلغت كميات الغاز التي تضخها عبر أوكرانيا إلى أوروبا 25.1 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يقل بنسبة 28% عن متوسط الضخ اليومي في الفترة السابقة.
ويذكر أن خطوط الأنابيب العابرة للأراضي الأوكرانية هي آخر خطوط نقل مباشر مازالت تنقل الغاز الروسي إلى أوروبا؛ حيث لا يتم ضخ أي كميات عبر خطي نورد ستريم1 ونورد ستريم2 اللذين يمران تحت مياه بحر البلطيق.
وفي أواخر سبتمبر/أيلول من العام الماضي تضررت ثلاثة من 4 أنابيب تمثل خطي نورد ستريم 1 و2 نتيجة تفجيرات لم يتم معرفة سببها حتى الآن. وفي حين أوقفت موسكو الإمدادات عبر خط نورد ستريم1 فإن خط نورد ستريم2 لم يدخل حيز التشغيل حتى الآن.
واستمرت روسيا في ضخ الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أوكرانيا حتى بعد شن عمليتها العسكرية في أواخر فبراير/شباط الماضي، مع خفض الكميات إلى حوالي 40 مليون متر مكعب يوميًا بما يعادل نحو نصف الطاقة التشغيلية للخطوط الأوكرانية. لكن منذ بداية العام الحالي بدأت الكميات التي يتم ضخها في التراجع بشدة.
وتتهم شركة جازبروم أوكرانيا بمنعها من ضخ كامل الكميات المتفق عليها عبر خطوط الأنابيب.
وتأتي بيانات التصدير الجديدة في الوقت الذي تكثف فيه أوروبا جهودها لإيجاد مصادر غاز طبيعي بديلة للغاز الروسي.
وتسعى حكومات دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد موردي طاقة جدد، مع مراقبة لإمدادات الطاقة من روسيا وغيرها لتجنب حدوث نقص في الإمدادات، وبخاصة في فصل الشتاء الذي يشهد ذروة الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا بسبب الطقس البارد.
وأدى تراجع درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة إلى زيادة استهلاك الغاز في العديد من دول أوروبا، ومنها ألمانيا، مما أدى إلى ترجع في المخزونات.
انخفاض مستوى ملء خزانات الغاز الألمانية
وبحسب البيانات الرسمية تراجع مستوى الملء في خزانات الغاز الألمانية لليوم الثاني على التوالي وذلك بسبب انخفاض درجة الحرارة في الوقت الراهن.
وسجل مستوى الملء في خزانات الغاز الألمانية تراجعا بمقدار نصف نقطة مئوية في اليومين الماضيين وذلك حسب البيانات المؤقتة التي نشرها الاتحاد الأوروبي لخزانات الغاز "جي آي إي" في بروكسل اليوم الخميس.
وكان مستوى الملء وصل صباح أمس الأربعاء إلى 89.3%، ووصل مستوى الملء في أكبر خزان ألماني في مدينة ريدن مؤخرا إلى 90.3%، ووصل مستوى التخزين على مستوى الاتحاد الأوروبي إلى 80.6% بتراجع بمقدار 0.5% مقارنة بأول أمس الثلاثاء.
وتسجل مستويات الملء تراجعا منذ التاسع من كانون الثاني/يناير الجاري، وذلك بعد زيادة في مستوى التخزين استمرت على مدار أكثر من أسبوعين وهو أمر غير معتاد في مثل هذا الوقت من العام.
ويُذكر أن خزانات الغاز تعوض التقلبات في استهلاك الغاز وبالتالي فإنها تشكل نظام احتياطي بالنسبة للسوق، وجرت العادة أن تقل مستويات الملء مع بدء فترة التدفئة في الخريف. وكانت الخزانات سجلت مستوى ملء بـ 100% في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ووفقا لقانون شركات الطاقة، فإنه يتعين أن تصل نسبة الملء في الخزانات إلى 40% في مطلع شباط/فبراير المقبل.
الجدير بالملاحظة أن الوكالة الاتحادية للشبكات الألمانية أفادت أول أمس الثلاثاء بأن الغاز مستمر في التدفق إلى ألمانيا عبر خط الواردات القادم من النرويج وهولندا وبلجيكا وفرنسا، كما تحصل ألمانيا على الغاز الطبيعي أيضا عن طريق محطتي الغاز المسال الجديدتين في فيلهلمسهافن ولوبمين.