"المتوسط" يفيض بالغاز لإنقاذ أوروبا.. كشف ضخم جديد بفضل "إيني" و"توتال"
مع دخول فضل الشتاء وتزايد ضغط أزمة الطاقة في أوروبا، تواصل الشركات الأوروبية تكثيف عملياتها لإخراج الغاز من باطن البحر المتوسط.
واليوم، كشف كونسورتيوم يضم إيني الإيطالية وتوتال إنرجيز الفرنسية عن المزيد من الغاز الطبيعي قبالة قبرص مما عزز آمال أوروبا في الاستغناء عن الغاز الروسي بسهولة.
كشف غاز جديد في المتوسط
وقالت الشركتان ووزارة الطاقة في قبرص اليوم الأربعاء أن كمية تقدر بشكل مبدئي بما يتراوح بين تريليونين وثلاثة تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي تم اكتشافها في بئر زيوس1 قبالة الساحل في منطقة معروفة باسم منطقة الامتياز6.
وأشارت إيني إلى أن الكشف هو الثالث على التوالي في منطقة الامتياز تلك بما "يؤكد النظرة المستقبلية الواعدة للمنطقة وتطويرها".
ومنحت قبرص تراخيص للتنقيب في عدة مناطق امتياز تحيط بساحلها الجنوبي وأعلنت عن أول كشف للغاز الطبيعي في 2022 لكن الكميات لم تدخل مرحلة الإنتاج بعد.
وبرنامج التنقيب والاستكشاف عن موارد الطاقة في قبرص محل نزاع مع تركيا التي احتلت الثلث الشمالي من الجزيرة في 1974 بعد انقلاب بإيعاز من اليونان.
مطالبات من إيني
وكان كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة إيني قال مطلع الشهر الجاري إن أوروبا بحاجة إلى أن تدرج الغاز الطبيعي في خطتها الانتقالية الطويلة الأجل من أجل تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية وإنتاج الوقود اللازم لضمان أمن الطاقة وخفض أسعار الوقود.
وأضاف ديسكالزي أن تحديد سقف لأسعار الغاز لن يكون حلا نهائيا لأزمة الطاقة في أوروبا، ورفض فكرة أن التكتل يمكنه الاعتماد فقط على مصادر الطاقة المتجددة لسد احتياجاته من الطاقة.
وأوضح ديسكالزي خلال إحدى الفعاليات "علينا أن نشمل الغاز في عملية الانتقال المتعلقة بالطاقة على المدى الطويل إلى جانب حلول أخرى، فالطاقة المتجددة هي الحل الأول وكذلك إزالة الكربون من الغاز الذي يصعب معالجته".
طفرة في مصر
وخلال ذات الشهر، أعلن وزير البترول المصري طارق الملا اليوم عن اكتشاف حقل كبير للغاز في منطقة النرجس بالبحر المتوسط.
وأضاف الوزير في إفادة أمام لجنة برلمانية أن الاكتشاف في مرحلة التقييم الآن لتحديد حجم الاحتياطيات.
والنرجس واحدة من أربع مناطق استكشاف بحرية تمتلك فيها شركة شيفرون امتيازات تشغيلية في مصر إلى جانب شركة ثروة للبترول، وفقا لموقع شيفرون على الإنترنت.
وأفادت نشرة ميدل إيست إيكونوميك سيرفي هذا الشهر بأن حجم البئر الجديدة يبلغ 3.5 تريليون قدم مكعبة من الغاز.
ورفض مسؤولون مصريون تأكيد تفاصيل الاكتشاف.
ويمكن أن يوفر هذا الاكتشاف دفعة لجهود مصر لتحويل نفسها إلى مركز للطاقة في شرق البحر المتوسط، بعد الإعلان في عام 2015 عن اكتشاف شركة إيني حقل ظهر العملاق للغاز.