الطلب الضعيف يهوي بأسعار الغاز الأمريكية.. ما علاقة المناخ؟
تراجعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في نيويورك بأكثر من 8% خلال تعاملات الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع توقعات الطقس الأقل برودة.
طقس أقل برودة
وأثارت التوقعات بطقس أقل برودة من التقديرات السابقة على مدى الأسبوعين المقبلين في الولايات المتحدة، مخاوف المستثمرين بشأن ضعف الطلب على الغاز لأغراض التدفئة.
كما تضررت أسعار الغاز الطبيعي من الشكوك حول استئناف عمل محطة "فريبورت" لتصدير الغاز المسال بحلول نهاية العام الجاري، بعد أن توقفت في يونيو/حزيران الماضي بسبب حريق.
وهبطت العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم شهر يناير بنسبة 8.6% مسجلة 6.03 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في الساعة 1524 مساءً بتوقيت جرينتش.
هبوط حاد لأسعار الغاز
وكانت أسعار الغاز الطبيعي قد تراجعت بشكل حاد خلال تعاملات اليوم الإثنين 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بسوق العقود الفورية الأوروبية ليبلغ 36.1 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بنسبة انخفاض4% بحسب مؤشر TTF الهولندي.
وفي وقت سابق من اليوم، وافق وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، على سقف لأسعار الغاز يمكن تفعيله إذا قفزت أسعار الغاز القياسية إلى 180 يورو لكل ميجاواط/ ساعة.
وأظهرت وثيقة تورد تفاصيل اتفاق وزراء الاتحاد الأوروبي أن سقف أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي سيبدأ إذا تجاوزت الأسعار 180 يورو/ ميجاواط في الساعة لمدة ثلاثة أيام. وقالت الوثيقة إنه يمكن بدء الحد الأقصى من 15 فبراير/شباط 2023 فصاعدًا، وفق رويترز.
وقال متحدث باسم جمهورية التشيك على تويتر، اليوم الاثنين، إن وزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي وافقوا على حد أقصى لسعر الغاز الروسي.
ويأتي الاتفاق بعد محادثات على مدى أسابيع بشأن الإجراء الطارئ، الذي أحدث انقساما في الرأي بين دول التكتل في الوقت الذي تسعى فيه إلى مواجهة أزمة الطاقة.
وخاضت دول الاتحاد الأوروبي جدلا منذ شهور، حول ما إذا كانت ستضع حدا أقصى لأسعار الغاز، لكنها لم تسد الفجوة في وجهات النظر المتباينة حتى الآن.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا هذا العام بعد أن خفضت روسيا شحنات الغاز، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الوقود ونمو التضخم.
وفي أول تعليق له على القرار، قال الكرملين إن السقف الأوروبي لأسعار الغاز "غير مقبول ويشكل اعتداء على أسواق الطاقة".
توقعات صعودية في 2023
بينما اعتبر محللون إن سوق الغاز الطبيعي كان أحد أقوى الأسواق في عام 2022؛ حيث تفوق بشكل كبير على السلع الأخرى بالإضافة إلى فئات الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات، وفق ما ذكر موقع "كابيتال"، ونقلته جريدة "اليوم" السعودية.
وقال الموقع، إن أسعار الغاز الطبيعي صعدت بشكل كبير منذ بدء الصراع في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وتسبب هذا الحدث في اندلاع أزمة طاقة كارثية في أوروبا طوال فصل الصيف، والتي أثرت على الأسواق العالمية ولم يتم حلها بعد.
ووصلت أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة إلى ارتفاعات كبيرة، بنسبة تصل إلى 170% مرتفعة من سعر 3.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أوائل يناير/كانون الأول 2022 إلى 9.97 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس/آب الماضي، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2008، لكنها تراجعت بنسبة 40% بين ذروة الصيف وأوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، من حوالي 70 يورو لكل ميجاواط/الساعة قبل بدء الحرب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 350 يورو لكل ميجاواط/ساعة في أغسطس قبل أن تنخفض إلى 130 يورو لكل ميجاواط/ساعة في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2022.
واعتبارًا من الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2022، بلغت الزيادة منذ بداية العام حتى تاريخه في أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة نسبة 51.2%، وهي أعلى زيادة سنوية منذ عام 2016، بأكثر من النسبة السابقة البالغة 47% المسجلة في عام 2021.
كما ارتفعت أسعاره في الاتحاد الأوروبي بنسبة 92.7% على أساس سنوي، ولكن أقل من الأداء البالغ 262% الذي شهده العام السابق 2021.
وعندما ينتهي الشتاء في أوروبا، في نهاية الربع الأول من عام 2023 تقريبًا، قد تؤدي الحاجة إلى تجديد احتياطيات الغاز إلى زيادة الطلب الموسمي على الغاز الطبيعي من الموردين الآخرين، مثل الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وآسيا.
ومع تضاؤل احتياطيات الغاز الأوروبية، قد يؤدي الطلب الموسمي إلى ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا قبل الصيف.
ومع ذلك، فإن الركود في الولايات المتحدة قد يثقل كاهل الطلب على الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، مما يجبر الأسعار على الانخفاض، ولكن من المتوقع وجود علاوة سعرية أكبر من فترة ما قبل الحرب الأوكرانية لفترة أطول في هذا السوق.