سوق السيارات المستعملة في المغرب على صفيح ساخن.. موجة غلاء صادمة

تشهد أسواق السيارات المستعملة في المغرب موجة غلاء ملحوظة، أثارت قلق التجار والمستهلكين، وسط اتهامات مباشرة لشركات السيارات الكبرى بالوقوف وراء هذه الزيادات والعمل على «الاستحواذ» على السوق.
وقفزت أسعار السيارات المستعملة في المغرب بشكل صاروخي وفقًا لمصادر وتجار في سوق السيارات المستعملة بمناطق الرباط وسلا والقنيطرة.
وأرجع التجار القفزة الصاروخية في أسعار السيارات المستعملة في المغرب إلى اتجاه أغلب الشركات إلى رفع الأسعار، مما يخلق تأثيراً متسلسلاً يصل إلى سوق المستعمل.
حذر أحمد بنعبد الله، وهو تاجر سيارات بالجهة، وفق موقع "هسبريس" المغربي من أن "الوضع الحالي يهدد أسواق السيارات المستعملة بالاندثار".
وأوضح أن شركات السيارات لا تكتفي برفع الأسعار فحسب، بل "تعمل باجتهاد للاستحواذ على سوق المستعمل عبر تقديم عروض وخدمات لبيع السيارات القديمة"، وهو ما يدفع التجار المستقلين إلى رفع أسعارهم للحفاظ على هامش ربحهم، رغم أن ذلك يؤدي إلى "هجرة الزبائن نحو الشركات".
من جانبه، قدم الخبير الاقتصادي، عمر الكتاني، تحليلاً أعمق للظاهرة، معتبراً أن ارتفاع الأسعار في سوق المستعمل "يعكس تفاقم أزمة الاحتكار من قبل بعض الشركات المسيطرة على القطاع".
وأضاف الكتاني أن هذه الشركات "تتحكم في جميع مراحل سلسلة التوريد والتسويق، مما يمكنها من تحديد الأسعار بشكل أحادي وجماعي يصب في مصلحتها فقط".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هذا الوضع يكشف عن "غياب سياسة اجتماعية فعّالة لحماية المستهلك"، حيث تفتقر السوق لآليات تنظيمية تضمن الشفافية وتكافؤ الفرص. ونتيجة لذلك، يُحرم المستهلك من "حرية الاختيار وحقه في الحصول على منتجات تتناسب مع قدرته الشرائية".
واختتم الكتاني حديثه بالقول: "في ظل هذا الواقع، أصبحت السيارة اليوم مرآة حقيقية للوضع الاجتماعي في المغرب، إذ بات امتلاكها يعكس إلى حد كبير الفوارق الطبقية والاقتصادية المتزايدة داخل المجتمع".
مبيعات غير مسبوقة في 2024
حقق سوق السيارات المستعملة في المغرب طفرة قياسية خلال عام 2024، مسجلاً مبيعات بلغت 775.1 ألف عملية تحويل ملكية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 28.5% مقارنة بالعام السابق.
وتكشف هذه الأرقام، التي تم الإعلان عنها خلال افتتاح الدورة الرابعة من معرض "Auto Occasion" للسيارات المستعملة بالدار البيضاء، عن تحول واضح في سلوك المستهلك المغربي.
ووفقاً للبيانات التي نشرتها مجلة "أوتو نيوز" المتخصصة، فإن هذا النمو مدفوع بشكل أساسي بمبيعات السيارات الخاصة التي استحوذت على 537.3 ألف وحدة، محققة زيادة بنسبة 29% عن عام 2023.
ويأتي هذا الانتعاش في قطاع لا يزال معظمه غير منظم، ليؤكد أن "شراء سيارة مستعملة أصبح خياراً واقعياً واقتصادياً للمستهلكين"، حسبما صرحت ليلى كنانة، رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض.
وأشارت كنانة إلى أن هذا التوجه يعود بشكل كبير إلى التحديات التي تواجه سوق السيارات الجديدة، خاصة مع ارتفاع أسعارها في السنوات الأخيرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز