6 أعوام من حصد رؤوس الإرهاب.. "العمود الفقري" للحوثي يتهاوى
تعيش مليشيا الحوثي حالة فراغ غير مسبوق في مستوياتها القيادية، وذلك إثر تهاوي أهم رؤوس الإجرام من القيادات العقائدية في بنية التنظيم الهرمي طيلة 6 أعوام مضت.
ولطالما أمضت طهران وحزب الله الإرهابي أكثر من عقدين في إعداد هذه القيادات العسكرية والميدانية والأمنية ودربتها على شتى الأساليب، إلا أنها لم تنجُ من عمليات تحالف دعم الشرعية باليمن والتي كتب مارس/آذار 2015 بداية لنهاية قائمة طويلة من القيادات الحوثية.
وخلال الانقلاب الحوثي، دفعت المليشيات بقياداتها العقائدية لقيادة العمليات الميدانية العسكرية والأمنية كونها الأكثر ثقة وتمثيلاً للمشروع الإيراني ببعده الطائفي والعسكري وهي أسماء تغيب خسائر أرقامها وثقلها عن الكثيرين داخل وخارج اليمن.
وتعتبر هذه القيادات التي جهزت بشكل سري للمهمات المتعددة أكثر خطورة من تلك التي تصدرت المشهد من قيادات الصف الأول وهي التي سبق ظهورها كواجهة قيادية، كون القادة العقائديين هم من يوكل لهم زعيم المليشيات العمليات عسكريا وأمنيا وميدانيا.
وما يكشف فداحة الخسائر التي مني بها الجهد الإيراني لإعداد وتأهيل صف قيادي متكامل لإدارة المشروع الحوثي في المنطقة، مشاهد مصورة ومعلومات وثقتها المليشيات وبثتها على وسائلها الإعلامية عقب مصرع هذه القيادات، والتي طالت الصف الأول والثاني والثالث.
كما حصلت "العين الإخبارية"، على أرقام ومعلومات تثبت تهاوي كبار القيادات الحوثية الميدانية والتي تعد بمثابة "عمود فقري" للتنظيم الإرهابي، مما قلص كثيراً خيارات زعيم المليشيات في إسناد المهام وتعيين من يقود المعارك.
الصف الأول ميدانيا.. الأخطر
وفاقمت بالفعل الخسائر التي عصفت بقيادات الصف الأول ميدانيا حالة الفراغ أوساط المليشيات وكذا التباين الكبير في قدرات القيادات التي دشنت الانقلاب والحرب أواخر 2014 والتي توجد اليوم على أرض المعركة.
وتشير التقديرات إلى أن مليشيا الحوثي فقدت نحو 80% من حجم القيادات الميدانية من الصف الأول منذ مارس/ آذار 2015، فيما يعيش 10% وضعا صحيا لا يسمح لهم بالعودة إلى الميدان إثر الإعاقة الدائمة أو الإصابات الحرجة.
وكشفت مصادر خاصة أن زعيم مليشيا الحوثي عبد الملك الحوثي أعاد القلة المتبقية من هذه القيادات الميدانية التي دربها الحرس الثوري الإيراني باكرا وغالبيتهم من رفاقه إلى معقل المليشيات الأم بصعدة منهم من يعمل ضمن دائرته الأمنية الخاصة ويدفع بهم إلى معارك محددة للأوضاع الحرجة.
ووفقا لأرقام ومعلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر خاصة، فإن عدد القيادات العسكرية من الصف القيادي الأول بشكل عام بلغ نحو 6 آلاف قائد ما بين عسكري وميداني، بينهم نحو 1800 قيادي عقائدي.
والتهمت معارك تحرير جنوب وغرب وشرق اليمن والتي شاركت فيها قوات التحالف العربي بضربات ساحقة بجانب الجيش اليمني والقوات المشتركة والمقاومة الجنوبية غالبية هذه القيادات الحوثية، فيما تم القضاء على ما تبقى من قادة عسكريين وأمنيين بعمليات جوية خاصة.
وكشف مصدر حكومي مفاوض في ملف الأسرى لـ"العين الإخبارية" عن وجود قائمة لدى مليشيا الحوثي بأكثر من 300 قيادي حوثي مفقودين ضمن قائمة إجمالية تزيد على 5 آلاف فرد من عناصر المليشيات فقدوا بصورة نهائية.
وأكد المصدر أن هذه العناصر والقيادات لا توجد بالفعل ضمن جثث وأسرى المليشيات الحوثية لدى قوات الحكومة المعترف بها دوليا.
الخسائر الحوثية في صفوف قياداتها التي كانت تنتمي للجيش اليمني السابق وانضمت للانقلابيين هي أيضا تعد ضربة موجعة لما حصلت عليه من تأهيل عسكري في أكاديميات وكليات عسكرية محلية وخارجية.
وتشير حصيلة رسمية وثقتها وزارة الدفاع اليمنية والقوات المشتركة في الساحل الغربي إلى مقتل نحو 3 آلاف ضابط في صفوف المليشيات الحوثية خلال الـ3 أعوام الأخيرة فقط، وهي ممن تحمل رتب عسكرية كبيرة كـ"لواء وعميد وعقيد" وغالبيتهم من خريجي الكليات العسكرية، ومنتمون لشجرة السلالة الحوثية العنصرية.
قائمة المطلوبين تضيق
وتعتبر أول ضربة قاصمة تلقتها المليشيات الحوثية هي مقتل أكبر قيادتها الأمنية المدعو "طه المداني" بقصف جوي في الضالع مطلع يونيو/حزيران 2015، وهو المسؤول الاستخباراتي الأول وله حضور قوي كقائد عسكري ميداني منذ حروب صعدة الست وحتى في بنية وهيكل التنظيم.
وثاني أكبر قيادات الصف الأول التي لقيت مصرعها في عمليات نوعية للتحالف العربي هي تلك التي أطاحت برئيس مجلس الحكم السياسي للمليشيات الانقلابية الإرهابية "صالح الصماد"، ثاني أخطر المطلوبين على قائمة التحالف الصادرة 2018.
كما تمت الإطاحة في عام 2018، بالمطلوب 19 والذي كان يشغل قيادة ما يسمى بـ"سلاح الجو" المدعو "إبراهيم الشامي"، ثم امتدت القائمة لتشمل "حسن زيد" (مطلوب 14) وزكريا الشامي (مطلوب 4) ويحيى الشامي (مطلوب 11).
وبجانب القيادات العليا للمليشيات التي لقيت مصرعها بعمليات أخرى هي مقتل "حسن زيد" وشقيق زعيم الحوثيين وكبير قيادات الأمن الوقائي "إبراهيم الحوثي".
وأحدث العمليات العسكرية هي التي أطاحت قبل أيام بصاحب السجل المخزي المدعو "سلطان زابن" مع 4 آخرين لازالت المليشيات تتكتم عن هويتهم.
وبثت مليشيا الحوثي مؤخرا مشاهد لمراسيم جماعية بمشاركة العشرات من اتباعها لدى تشيع "زابن"، بجانب عديد صناديق من قتلى آخرين لم تكشف عن هويتهم في تطابق مع ما نشرته "العين الإخبارية" في وقت سابق عن سقوط "زابن" مع 4 من كبار قادة الصف الأول وسط تكتم شديد للانقلابيين.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز