زيارة وفد الجنائية الدولية .. خيبة أمل فلسطينية لعدم بدء التحقيقات
الفلسطينيون يشعرون بخيبة أمل من زيارة وفد المحكمة الجنائية الدولية بعدما اكتشفوا أنه لن يشرع في خطوات عملية للتحقيق في جرائم إسرائيل.
يشعر الفلسطينيون بخيبة أمل من زيارة وفد المحكمة الجنائية الدولية بعدما اكتشفوا أنه لن يشرع في خطوات عملية للتحقيق في جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل، فضلًا عن عدم وصوله إلى قطاع غزة، مسرح العدوان الإسرائيلي.
ووصل الوفد إلى إسرائيل، الأربعاء، في زيارة تستغرق 5 أيام، اشتملت على لقاء مسؤولين إسرائيليين، فيما وصل إلى الضفة الغربية والتقى مسؤولين وحقوقيين فلسطينيين فيها، فيما لم يكن ضمن جدول أعماله زيارة قطاع غزة.
بلا فائدة
وقال عضو اللجنة الوطنية العليا المسؤولة عن المتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية د محمد النحال لـ"بوابة العين": زيارة وفد الجنائية الدولية لن تفيد الفلسطينيين، إذ حددت الهدف منها بتعريف الفلسطينيين بمحكمة الجنائيات وأنظمة عملها وقوانينها".
وأضاف "هذا غير منطقي لأن ما سيقدمونه معروف للفلسطينيين مسبقاً".
وانضمت فلسطين إلى المحكمة في أبريل 2015، وأتاح لها ذلك رفع ملفات أمام المدعية العامة للمطالبة بالتحقيق في جرائم حرب إسرائيلية خلال الحرب على غزة، إضافة إلى ملف عن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.
زيارة تثقيفية
كان مكتب المدعية العامة للمحكمة أعلن أن الغرض من الزيارة يتمثل في القيام بأنشطة تواصل وتثقيف بغية التوعية بالمحكمة، ولتوضيح عملية الدراسة الأولية، مؤكدة أن الوفد لن ينخرط في جمع الأدلة المتصلة بأي جرائم مُدّعى بوقوعها، فالوفد لن يزور أي مواقع، ولن يُقيّم كفاءة الأنظمة القانونية المعنية للنظر في الجرائم التي تدخل ضمن اختصاص المحكمة".
وأثار هذا الموقف تحفظ الفلسطينيين، فقال النحال: "كان المطلوب أن يأتي الوفد في سياق استكمال الفحص الأولي الذي فتحته المحكمة الدولية قبل حوالي سنة".
وأضاف "تقديرنا أن هناك تأثيرات إسرائيلية بتحديد أجندة وفد الجنائية، وإلا لم سمحت اسرائيل لهم بالدخول إلى أراضي الضفة الغربية".
ورغم أن عضو اللجنة الوطنية، رئيس مؤسسة "الحق" شعوان جبارين، أقر أن "سقف الزيارة ونوعها لن يؤثرا على إسرائيل وغير مرتبطين بما يجري الآن بالنسبة للفحص الأولي الذي تجريه المحكمة، إلا أنه دعا إلى استثمار برنامجهم لتصبح عند الوفد إحاطة وإحساس ضمني بما تقوم به إسرائيل على الأرض من جرائم مثل المستوطنات والحواجز والجدار.
بدورها، وصفت حركة "حماس" الزيارة بأنها فارغة المضمون، منتقدة استثناء غزة من جدول زيارات وفد المحكمة الجنائية الدولية للمنطقة.
ألم الضحايا
وقالت حماس في بيانٍ صحفي، إنها "تأسف لاستسلام وفد المحكمة الجنائية لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي وتحكمه بجدول زيارة وفد المحكمة الذي استثنى زيارة الوفد إلى قطاع غزة الذي يعد المسرح الرئيسي للجرائم الإسرائيلية 2014".
ورأت أنه بناء على ذلك فإن "زيارة وفد المحكمة فارغة المضمون ولن يكون لها جدوى"، مؤكدة أنها تسببت في المزيد من الألم لشعبنا وأهالي الضحايا الذين كانوا ينتظرون دورا ًفاعلاً لمحكمة الجنايات الدولية يضمن انصافهم، ويقدم "الإسرائيليين" القتلة إلى المحاكم الدولية.
وتعد هذه الزيارة الأولى لأعضاء من مكتب المدعية العامة إلى فلسطين، منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف 2014، حيث استشهد أكثر من 2200 فلسطيني وأصيب الآلاف، فضلاً عن التدمير الواسع في البنية التحتية.