احتواء أزمة البحر الأحمر.. أولوية قناة السويس «القصوى»
لا تزال أزمة هجمات البحر الأحمر تُلقي بظلال وخيمة على حركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب، مع تعطل سلاسل الإمداد والتوريد.
وأدت الهجمات التي يشنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر منذ أسابيع إلى تعطل حركة الشحن في قناة السويس، وتوقف عدد كبير من المصانع عن العمل.
- صواريخ البحر الأحمر تشعل أسعار النفط.. البرميل يقفز 1%
- التجارة العالمية في مأزق.. هجمات البحر الأحمر تقطع سلاسل التوريد
وتشكل قناة السويس جزءًا لا يتجزأ من حركة التجارة العالمية؛ حيث يمر بها 12% من حجم التجارة العالمية و25% من تجارة الحاويات العالمية.
وتفرض الأوضاع الراهنة تحديات على سلاسل الإمداد العالمية، مع زيادة مدة الرحلة وارتفاع التكاليف التشغيلية، مما يؤثر على الأسعار ويعيق وصول السلع في الوقت المحدد.
وفي إطار ذلك، تسعى هيئة قناة السويس المصرية لتدارك هذه الأزمة، وأعلن الفريق أسامة ربيع، عن جاهزية الهيئة وترساناتها للتعامل مع الأعطال والمواقف الطارئة التي قد تتعرض لها السفن العابرة.
وكشف ربيع أن شركة ترسانة السويس البحرية، التابعة للهيئة، تولت أعمال إصلاح سفينة الصب الجاف اليونانية "ZOGRAFIA"، وأن أعمال الإصلاح تشمل بدن السفينة والأجزاء المتضررة باستخدام كوادر وخبرات الشركة.
وتم استقبال سفينة "ZOGRAFIA" في حوض الصيانة بتعاون مستمر مع ملاك السفينة، وتم تسليكها بواسطة قاطرات تابعة للهيئة.
وكانت سفينة "ZOGRAFIA" تعرضت لأضرار خلال رحلتها عبر البحر الأحمر نتيجة هجوم قد تعرضت له.
وبعد انتهاء أعمال الإصلاح والصيانة الضرورية لبدن ومكونات سفينة الصب الجاف اليونانية "ZOGRAFIA" بشركة ترسانة السويس البحرية، استأنفت رحلتها عبر قناة السويس ضمن القافلة المتجهة شمالًا.
وتضمن برنامج الإصلاح العاجل إحلال وتغيير بعض أجزاء الحديد من بدن السفينة، وتغيير الحديد التالف والمتضرر بعنابر الشحن، بالإضافة إلى القيام ببعض الإصلاحات بمواسير الاتزان الرئيسية، وإصلاحات أخرى لمواسير التحكم الهيدروليكية، وذلك في وقت قياسي خلال 4 أيام فقط في ضوء تكثيف شركة ترسانة السويس أعمال الإصلاح على مدار الساعة طوال أيام العمل.
وفي سياق متصل، استقبل الحوض العائم بشركة ترسانة السويس البحرية ناقلة الوقود "CORAL I" التي ترفع علم ليبريا لإتمام أعمال الصيانة والإصلاح اللازمة لتجديد شهادات صلاحية الإبحار.
وأوضح الفريق ربيع أن قناة السويس تعمل على تقليل تأثير الأوضاع الحالية على حركة التجارة العالمية، من خلال تقديم خدمات ملاحية وبحرية تشمل التزويد بالوقود، وخدمة الإسعاف البحري، وخدمات الإنقاذ البحري ومكافحة التلوث، بالإضافة إلى خدمات إصلاح وصيانة السفن في ترسانات الهيئة.
وقبل أيام، اجتمع الفريق أسامة ربيع، مع أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية "IMO"، عبر تقنية الفيديوكونفرانس لمناقشة آليات التعاون والعمل المشترك لتقليل تأثيرات الأزمة على سلاسل الإمداد العالمية وحركة الشحن البحري.
وأشار رئيس الهيئة إلى دور قناة السويس في خفض الانبعاثات الكربونية بمعدل 55.4 مليون طن خلال عام 2023، مؤكدًا استمرار حركة الملاحة بالقناة وتقديم خدمات ملاحية مميزة، وشدد على جهود الهيئة في دعم عملائها لتقليل تأثير الأوضاع الراهنة.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن الهيئة ستظل على تواصل مستمر مع عملائها لتقديم كافة الخدمات الملاحية والبحرية اللازمة للمساهمة في تقليل تأثير الأوضاع الراهنة في البحر الأحمر وباب المندب.
وأشار إلى أهمية التعاون الدولي للتصدي لتأثيرات الأزمة وتقليل تأثيرها على حركة التجارة العالمية.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg
جزيرة ام اند امز