قطاع السيارات في أوروبا على حافة الانهيار.. تقرير صادم من «ستيلانتيس»

يواجه مستقبل قطاع إنتاج السيارات التجارية الخفيفة في أوروبا خطرًا وجوديًا، ما لم تبادر المفوضية الأوروبية إلى تخفيف قواعد الانبعاثات الكربونية الصارمة التي تُفرض على هذا القطاع الحيوي.
وفي تصريح أطلقه من مصنع "ستيلانتيس" في مدينة أوردان (شمال فرنسا)، حذّر جان فيليب إمباراتو، المدير العام لمنطقة أوروبا الموسعة في مجموعة "ستيلانتيس"، من أن "الأمر واضح جدًا: نحن على بُعد أشهر فقط من كارثة حقيقية"، بحسب صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.
وأكّد أن استمرار التشدد الأوروبي بشأن تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والذي يُلزم الشركات بأن تكون 20% من مبيعاتها من المركبات الكهربائية بحلول نهاية عام 2025، سيقود حتمًا إلى إغلاق مصانع أوروبية لتجميع الشاحنات الخفيفة.
وفي الوقت الحالي، لا تتجاوز حصة المركبات الكهربائية من مبيعات "ستيلانتيس" التجارية 9% فقط، أي أقل بكثير من المطلوب. وبحسب إمباراتو، فإن الاستمرار في هذا المسار دون تعديل أو تأجيل في الأهداف، يعني أن "المصانع ستنهار، وهذا أمر محسوم".
وأوضح أن المجموعة قد تُضطر إلى دفع غرامات تصل إلى 2.6 مليار يورو خلال ثلاث سنوات إذا فشلت في تحقيق الأهداف البيئية، وهو مبلغ سيفرض تقليص الإنتاج وتسريح العمال.
مصنع تحت التهديد
يُعدّ مصنع "أوردان" من أنجح منشآت المجموعة، إذ يُنتج يوميًا حوالي 650 شاحنة تجارية متوسطة الحجم من فئة KO، لصالح خمس علامات تابعة لـ"ستيلانتيس" (بيجو، ستروين، أوبل، فيات، فوكسهول)، بالإضافة إلى "تويوتا"، وقريبًا شركة "إيفيكو".
وتشكّل هذه الشاحنات العمود الفقري لأرباح المجموعة، حيث تمثّل أكثر من 40% من أرباحها الصافية، بحسب تصريحات إمباراتو. لكن بالرغم من النجاح التقني والإنتاجي، قد يُجبر المصنع، الذي يعمل به نحو 2600 موظف موزعين على ثلاث ورديات، على إلغاء إحدى الورديات نتيجة الضغوط البيئية القادمة من بروكسل.
وتتصاعد الدعوات داخل الأوساط الصناعية الفرنسية والأوروبية لمراجعة السياسات البيئية التي تهدد مستقبل عشرات الآلاف من العمال، مع التأكيد على أهمية نهج أكثر واقعية وتدرّجًا في تطبيق التحولات الخضراء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز