هل تعجل زيدان وضع كريستيانو رونالدو في فئة "العواجيز"؟
أتم البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم يوفنتوس الإيطالي، عامه الـ36 مطلع شهر فبراير/شباط الجاري، إلا أنه يشارك باستمرار دون توقف.
ويقضي "الدون" ثالث مواسمه مع اليوفي بعد رحيله عن ريال مدريد الإسباني في صيف 2018، وذلك مقابل 112 مليون يورو في صفقة هي الأغلى في تاريخ الدوري الإيطالي.
وبات أفضل لاعب في العالم 5 مرات، على مقربة من الوصول إلى مئويته الأولى على الصعيد التهديفي مع البيانكونيري، إذ سجل حتى الآن 90 هدفا، فيما صنع 21 أخرى.
ويعد رونالدو ركيزة أساسية في تشكيلة اليوفي منذ انضمامه لصفوف الفريق قبل نحو عامين ونصف، حيث يحظى بفرصة اللعب أساسيا باستمرار رغم بلوغه 36 عاما.
ومنذ بداية الموسم الحالي، شارك رونالدو في 19 مباراة بالكالتشيو، سجل خلالها 18 هدفا وصنع اثنين، ليعتلي صدارة قائمة هدافي الدوري حتى الآن، إذ لم يغب سوى عن 3 مباريات، اثنتين منها بسبب إصابته بفيروس كورونا، فيما حصل على راحة مرة واحدة.
ورغم كون رونالدو أحد اللاعبين الكبار سنا في اليوفي، إلا أنه لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية لفريقه، حيث يعول عليه مدربه الحالي أندريا بيرلو طالما كان جاهزا، بخلاف ما كان يحدث معه في فترته الأخيرة بقميص ريال مدريد.
عجوز بعد الـ30
أمضى رونالدو آخر عامين بالنادي الملكي تحت قيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، الذي ربطته علاقة قوية بالهداف التاريخي للميرينجي، وهو ما انعكس على أرض الملعب.
وبدأ رونالدو موسمه قبل الأخير (2016-2017) بعمر 31 سنة، لكن زيدان تعامل معه كعجوز لا يستطيع مجاراة نسق المباريات وكثرتها، ما دفعه لمحاولة إراحته كلما سنحت الفرصة بإبعاده عن قائمة فريقه في الدوري الإسباني.
وشهد موسم 2016-2017 ظهور رونالدو في 29 مباراة فقط، ليغيب عن 9 لقاءات أخرى، حيث أراحه زيدان في 5 منها، رغم غيابه عن 4 أخرى بسبب الإصابات.
وحرم المدرب الفرنسي لاعبه من المنافسة بقوة على سباق هداف الدوري الإسباني "البيتشيتشي"، ليكتفي الدون بإنهاء الموسم برصيد 25 هدفا، إلى جانب صناعته 6 أخرى.
وفي الموسم التالي والأخير للأسطورة البرتغالي مع ناديه السابق، ظهر في 27 مباراة فقط بالليجا، فيما غاب عن 11 لقاء، إذ حصل على راحة في 5 مواجهات، فيما تعرض للإيقاف في 4 أخرى بداية الموسم، وعانى من الإصابة التي أبعدته عن مباراتين.
وفي موسمه الأخير، زاد رونالدو رصيده التهديفي في الليجا عن العام الذي سبقه بوصوله إلى 26 هدفا، فيما صنع 5 أخرى.
هل أخطأ زيدان؟
وصل رونالدو إلى يوفنتوس بعمر 33 عامًا، وهو ما يجعل أي مدرب يفكر في إراحته كثيرا بعد تقدمه في العمر فعليا، لكن هذا لم يحدث بالشكل الذي انتهجه زيدان بمجرد تجاوز "الدون" حاجز الـ30.
الموسم الأول لنجم اليوفي في ملعب أليانز كان تحت قيادة الإيطالي ماسيميليانو أليجري، وظهر خلاله في 31 مباراة بالدوري الإيطالي، فيما غاب عن 7 فقط.
ولم يرح أليجري الوافد الجديد سوى في 3 مباريات، فيما أجبرته الإصابة على الابتعاد عن 3 مواجهات أخرى، وجلس بديلا في لقاء وحيد حتى نهايته.
وأسهم رونالدو في 30 هدفا آنذاك بالكالتشيو، حيث سجل 21 هدفا وصنع 9 أخرى.
وفي الموسم التالي (2019-2020)، وصل المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري إلى يوفنتوس، ليسير على خطى سلفه أليجري بعدم إراحة رونالدو في الكثير من المباريات، بعكس ما كان يفعله زيدان.
الموسم الماضي شهد مشاركة رونالدو في 33 مباراة بالدوري، وهو الأعلى له منذ موسم 2015-2016، الذي لعب فيه بقميص الريال تحت قيادة رافا بينيتيز وزيدان بعد ذلك، حيث ظهر خلاله في 36 مباراة.
ولم يغب رونالدو تحت قيادة ساري سوى عن 5 جولات، 2 منها بسبب الإصابة، فيما أراحه المدرب الإيطالي في 3 مباريات فقط، وهو ما أسفر عن إسهامه في 37 هدفا لليوفي، عبر تسجيل 31 هدفا بنفسه وصناعة 6 أخرى.
ورغم تقدم رونالدو في العمر حاليا وبلوغه 36، إلا أن اللاعب لا يستريح في مباريات الدوري الإيطالي مثلما كان يحدث معه آخر عامين في إسبانيا تحت قيادة زيدان، وهو ما لا يبدو متأثرا به، وذلك في ظل تصدره قائمة هدافي الكالتشيو حتى الآن، مما يفتح باب التساؤل حول ما إذا كان مدرب الريال الحالي قد تسرع في اعتبار "الدون" أحد العواجيز الواجب إراحتهم باستمرار، أم كان على حق بتوفير طاقته لمواجهات دوري الأبطال؟.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA==
جزيرة ام اند امز