نقاد عن فيلم "فينوم" بعد تصدره لشباك التذاكر العالمية: "سيء ومحض هراء"
"فينوم" هو ألد أعداء البطل الخارق سبايدر مان، ونتاج فشل تجربة معملية حولته إلى كائن طفيلي شرير هدفه السيطرة على بشري.
واجه فيلم "فينوم Venom" منذ طرحه في دور العرض انتقادا كبيرا، وكشف كثير من النقاد عدم انبهارهم بالفيلم الذي طال انتظاره، بينما اتهم البعض صناعه بالإساءة لأفلام مارفل السابقة لأنه يمثل تراجعا عن المستوى الذي تعود عليه الجمهور من استوديو مارفل، الذي سبق وقدم مجموعة من أهم أفلام الأكشن مثل "بلاك بانثر" وسلسلة أفلام "أفنجرز".
وتمادى بعض النقاد ليصفوا الفيلم بأنه "محض هراء" ولا يقدم قصة على الإطلاق، وهو أمر من الصعب تفهمه في ظل اكتساح الفيلم لشباك التذاكر العالمية فور طرحه، لكن موقع "هوليوود ريبورتر" يستعرض أسباب الهجوم الموسع على الفيلم.
"فينوم" هو ألد أعداء البطل الخارق سبايدر مان، ونتاج فشل تجربة معملية حولته إلى كائن طفيلي شرير هدفه السيطرة على بشري ليدفعه إلى الامتثال لأوامره وخططه الشريرة.
وقع الاختيار على الصحفي إيدي بروك (توم هاردي) الذي يجد نفسه محاصرًا بين نواياه الطيبة وبين الكائن الطفيلي الذي يسيطر على جسده ويهاجم الأبرياء، ويشارك "هاردي" البطولة الممثل ريز أحمد في دور "كارلتون دريك"، والممثلة ميشيل ويليامز التي تؤدي شخصية "آني" حبيبة "بروك" السابقة.
ورغم أن الفيلم الذي يمثل تعاونًا مشتركًا بين مارفل وسوني من الأفلام التي كان الجمهور متشوق لرؤيتها، بعد ظهور شخصية فينوم في الجزء الثالث من فيلم "سبايدر مان"، والذي قام ببطولته توبي مكجواير، لكن الناقد توم مكارثي لم يشارك الجمهور الحماس نفسه، بل رأى أن الممثل توم هاردي المعروف بكونه ممثل متميز يختار أدواره بعناية وسبق وقدم أفلام أكشن نالت رضا الجمهور والنقاد على السواء، خذل جمهوره بهذا الدور الذي يعد الأسوأ في مسيرته.
ورأت الناقدة لورا بردم من موقع IGN أن مشكلة "فينوم" أكبر من مجرد فشل توم هاردي، مضيفة: "الفيلم بأكمله ظهر بشكل فوضوي وعكس حيرة صناعه من أول المؤلفين جيف بينكر وسكوت روزنبرج ومرورًا بالأبطال وحتى المخرج روبن فليشر، فلا الفيلم نجح في أن يقدم كوميديا سوداء مثل فيلم (ديدبول) الذي كان مصنفا للكبار فقط، ولا هو نجح في الحفاظ على تصنيف مارفل العائلي وفي الوقت نفسه تكرار تجربة نجاح سلسلة (أفنجرز) و(أيرون مان)".
واستنكرت "بردوم" السيناريو الضعيف للفيلم، وفشله في كتابة قصة محكمة لشخصيات محورية مثل ميشيل ويليامز وريز أحمد، ورأت أن هناك لحظات قليلة جيدة في الفيلم يرجع الفضل فيهم جميعًا إلى توم هاردي، فهي ليست أول مرة يقوم بدور مزدوج، فقد سبق وقدم هذه الشخصية في فيلم Legend عام 2015، مضيفةً أن الفيلم كان ليحقق نجاحا أكبر لو وجد "هاردي" توجيها أذكى من المخرج والمؤلف.
وحظي الفيلم بآراء بعض النقاد الذين راقهم الفيلم، ومن ضمنهم مايكل نوردين من موقع "إندي واير" الذي استمتع بمشاهدة الفيلم وتجسيده العلاقة المضطربة بين إيدي بروك و"فينوم" وصراع الشر والخير، ومحاولة تقبل البطل حقيقة أن هناك كائن يسيطر على جسده ويأكل الأشرار في سبيل تحقيق العدالة، وفي الوقت نفسه حافظ الفيلم على جانب لا بأس به من الكوميديا بين فينوم و"بروك".
أما الناقد كريس ناشاوتي من موقع "إنترتاينمنت ويكلي" فقد حاول الحفاظ على موقف متوازن تجاه الفيلم، معتبرًا أن الفيلم ليس بالسيئ ولا الجيد؛ فهناك بعض اللقطات الجيدة فيه، لكنه في مجمله فيلم متواضع ويمكن نسيانه بعد مشاهدته بساعات قليلة، وبالتالي لن يعلق في أذهان الجمهور ولن يفوز بمركز في أفضل أفلام هذا العام.
ووجه ناقد موقع "ذا فيرج" برايان بيشوب، نقدا حادا للفيلم، واصفا إياه بالمهزلة، فهو أقرب للحطام منه لفيلم متماسك، فهو يجمع بين مجموعة من العناصر المتناقضة، في حبكة غريبة ومنفرة ولا يمكن أن تقنع طفل صغير حتى، ورغم ذلك أشاد "بيشوب" بأداء البطل توم هاردي، على الرغم من عدم تلقيه أي مساعدة من المخرج أو المؤلف لكن أداءه ظل ممتعًا ويمكن مشاهدته، خاصة الأجزاء التي تظهر الصراع بين شخصية "إيدي" الصحفي الطيب، و"فينوم" الشرير الخارق الذي يسيطر عليه، ومع ذلك يظل الفيلم في مجمله سيئا للغاية مقارنةُ بسلسلة أفلام "باتمان" التي أخرجها كريستوفر نولان وأدرك بها الجمهور أن أفلام الأبطال الخارقين يمكن أن تجمع بين الدراما والأكشن.
ويبدو أن وضع فيلم "فينوم" في مقارنة مع أفلام الأبطال الخارقين بشكل عام وأفلام مارفل بشكل خاص لن يكون في صالحه، فالفيلم لم يكن على قدر التوقعات، فالناقد جوشوا روثكوف من مجلة "تايم أوت" منحه نجمتين، وأوضح أن السبب في هذا التقييم المنخفض هو تصنيفه العائلي، الذي أضر بالمشاهد الكوميدية، لكنه التمس العذر للصناع بعد تصريحات "هاردي" الأخيرة عن حذف 40 دقيقة من أحداث الفيلم، مرجحا أن الحذف كان سببا في ضياع تماسك الحبكة.