الفيلم الهندي "كروان".. كوميديا تعيد اكتشاف عرفان خان
النجم الهندي عرفان خان يشارك في فيلم كروان بدور كوميدي، وتدور أحداثه حول شاب من ولاية بنجلور يعيش حياة روتينية حتى يتوفى والده.. ماذا حدث؟
الفيلم الهندي كروان هو آخر أفلام النجم عرفان خان الذي أصيب مؤخراً بورم خبيث في المخ، ويخضع الآن للعلاج في أحد مستشفيات لندن مع مؤشرات تؤكد تحسن حالته الصحية علي الرغم من أن المرض في مرحلة متقدمة.
وتم طرح الفيلم بدور العرض ٣ أغسطس/آب الجاري، ومصنف "كوميدي اجتماعي"، ويشارك عرفان خان بطولته كل من دولكوير سلمان وميثيلا بالكير.
تدور أحداث الفيلم حول شاب من ولاية بنجلور يعيش حياة روتينية ويفقد الإحساس بالحياة "سلمان" حتى يأتيه خبر وفاة والده إثر حادث في إحدى ولايات الهند، مما سيتطلب إرسال جثة والده إليه عبر إحدى شركات الشحن.
ودون إحساس حقيقي بالحزن أو الفرح لفقدان والده يطلب من صديقه المقرب "عرفان خان" أن يساعده في مراسم استلام وحرق جثة والده حسب تقاليد الديانة الهندوسية ولكن تم تبديل جثة والده بجثة أخرى لسيدة كانت في نفس الحادث، ويقوم الشاب بالتواصل مع ابنة تلك السيدة التي تعيش في مدينة كيرلا، ومن هنا يبدأ الشاب وصديقه رحلة تبديل الجثث وسط مواقف وأحداث كوميدية وإنسانية في الوقت ذاته، خاصة بعد أن تنضم لهم في تلك الرحلة حفيدة تلك "الجثة" البنت المراهقة التي تعيش بعيداً عن أسرتها بسبب ظروف دراستها، وترتكب الكثير من الأخطاء الطائشة تحت شعار حب الحياة.
الجزء الأول من الفيلم يظهر بعض الجوانب الغامضة للشخصيات الثلاثة الشاب أفيناش الذي يتذكر من آن لأخر مواقف سلبية جمعته بوالده، وكيف تسبب في ضياع حلمه أن يصبح مصور من أجل مستقبل الوظائف الثابتة.
كذلك يظهر صديقه شوكت (النجم عرفان خان) ذلك الشاب المسلم الذي يقف بجانب صديقه ويساعده، بل ويحزن علي والد صديقه أكثر منه، لكن هذا لا يمنعه من أن يكون كوميدي تلقائي طوال الوقت.
الجزء الثاني انقسم إلى مرحلة المواجهة بين الشخصيات الثلاثة، بينهم وبين أنفسهم أيضا حول كل السلبيات والأخطاء التي يرتكبونها في حق أنفسهم وحق المقربين منهم. ومن بعدها تبدأ مرحلة جديدة لكل شخص منهم في حياته مع نهاية تلك الرحلة والقيام بمراسم الجنازة للجثتين معا.
شوكت عاش قصة حب قصيرة مع فتاة قابلها في إحدي المستشفيات بعدما تعرض للضرب علي يد بلطجية بسبب رفضه لسداد ديونه، وبعد أن وقع في حب الفتاه اكتشف انها متزوجة، لكنه يقرر الهرب معها بعدما طلقت زوجها المسن، وتعتبر تلك القصة من أغرب قصص الحب التي قدمت في بوليوود وأكثرهم كوميدية.
مشهد الجنازة كان من أكثر المشاهد المؤثرة في الفيلم حيث اكتشف أفيناش أنه كان يحب والده رغم كل الخلافات بينهما، وأنه لم يكن بهذا السوء حتي وإن كان حرمه من حلم التصوير.
المشهد الأخير هي النهاية السعيدة التي فاز بها كل من الشخصيات الثلاثة بعدما وجدوا الأمل في الحياة و استفادوا من أخطاء الماضي التي انتهت بعد المواجهة، فيظهر افيناش بعدما بدأ يشعر ويتجاوب مع الناس بصحبة الفتاة التي كان معجب بها في الماضي ويخشى حتي التحدث إليها ويظهر شوكت بعدما تزوجت بطلة قصة حبه وتظهر الفتاة المراهقة بصحبة والدتها بعدما أصبحت أكثر نضجا ومسئولية، ويحتفل الجميع بأول معرض تصوير لأفيناش الذي حقق حلمه اخيرا.
عرفان خان قدم شخصية شوكت بعبقرية شديدة، فهذا النجم العالمي الذي قدم العديد من الأدوار المعقدة والجادة سواء في هوليوود أو بوليوود قدم دور الشاب البسيط الكوميدي بتلقائية وعفوية جعلت المشاهدين في السينما يواصلون الضحك حتي بعد إنتهاء المشهد ولم يمنعه هذا في أن يتسبب في بكائهم أيضا في مشهد الجنازة.
دولكوير سلمان قدم شخصية أفيناش الشاب المضطرب الانطوائي بشكل بسيط ونجح في اجتياز مراحل تطور الشخصية من السلب الي الإيجاب بصورة غير مفتعلة.
الفنانة الصاعدة ميثيلا بالكير كانت الإختيار الأمثل للدور حيث قامت بدور الفتاة المستهترة التي تظن أنها الأذكي من الجميع ولكنها في الوقت ذاته تتمتع بخفة ظل وجاذبية تجعل الجميع يتقربوا منها ويحبونها.
مخرج الفيلم أكروش كورانا أعاد اكتشاف النجم عرفان خان في هذا الدور الكوميدي، ورغم أن الفيلم يخلو من مشاهد ضخمة الإنتاج إلا أن المخرج برع في أن يعوض ذلك من خلال زوايا التصوير الخاصة بمشاهد طبيعة الهند التي قدمها بشكل ساحر و مبهج بالاضافة إلي تركيزه علي الجانب الفني لأداء فريق العمل بداية من عرفان وحتي أصغر الأدوار.