فوضى الاقتصاد التركي.. ضبط محتال جديد في سوق العملات المشفرة
بعد ساعات من فضيحة "ثوديكس"، ضبطت السلطات التركية صاحب منصة "فيبيتكوين" لتداول الأصول الرقمية وأوقفت أنشطتها.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن منصة تركية ثانية لتبادل العملات المشفرة أعلنت وقف عملياتها، واحتجزت الشرطة الرئيس التنفيذي لها.
وأرجعت المنصة قرارها إلى وجود العديد من المشكلات المالية، وقالت المنصة إنها "ستفي بجميع اللوائح والمطالبات"، وذلك عقب احتجاز الشرطة للرئيس التنفيذي لها.
وبعد ذلك بساعات، أوقف مجلس التحقيق في الجرائم المالية حسابات الشركة في تركيا، طبقا لما ذكرته وكالة "ديميرورين" الخاصة للأنباء.
وقال التقرير إن الشرطة احتجزت الكير باس، الرئيس التنفيذي لمنصة "فيبيتكوين" في شقته في مدينة موجلا في بحر إيجه أمس الجمعة.
- قصة احتيال كبرى في تركيا.. فرار مؤسس Thodex للعملات المشفرة بملياري دولار
- ترنح الاقتصاد يهوي بمؤشر ثقة المستهلك بتركيا
وكانت تركيا قد احتجزت 62 مشتبها بهم في وقت سابق كجزء من تحقيق بشأن منصة "ثوديكس" وهي منصة أخرى محلية للعملات المشفرة، التي يخشى مستخدموها، البالغ عددهم حوالي 400 ألف شخص من خسائر في الاستثمارات بعد هروب الرئيس التنفيذي لها من البلاد.
تأتي المشكلات لدى المنصات الرقمية بعد أسبوع من حظر البنك المركزي التركي استخدام العملات المشفرة للشراء والخدمات، مستشهدا بمخاطر المعاملات.
فرار مؤسس Thodex
وحاليا تجتاح تركيا حالة من الذعر بعد قصة احتيال كبيرة، بطلها هروب مدير منصة تداول العملات الرقمية "Thodex" فاروق فاتح أوزور.
ومنصة "Thodex" هي بورصة للعملات الرقمية، تأسست في عام 2017، ومقرها في تركيا، ومنذ تلك الفترة عوملت بموجب ترخيص "FinCen MSB" في الولايات المتحدة، وكانت مفتوحة للمستخدمين في أنحاء العالم كافة.
لكنها ومنذ يوم 20 من أبريل الحالي أغلقت موقعها عبر الإنترنت، ونشرت بيانا أعلنت فيه أن المستخدمين لن يتمكنوا من استخدام الموقع لمدة 6 ساعات أولا ثم لمدة 4 إلى 5 أيام، على أساس أنها تجري إجراءات تخص "شراكة جديدة".
وتحدث مستثمرون في المنصة إنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم "بأي شكل من الأشكال، منذ ثلاثة أيام مضت".
وأوضح أحد المستثمرين في سياق حديثه: "نواجه تحذيرات ورسائل تنبيه في أثناء محاولة التدخل للحسابات، وأيضا عند محاولة الدخول لموقع المنصة. نحن في حالة ذعر ومعنا مئات آلاف المستثمرين".
لماذا الذعر؟
لم يرتبط ذعر وتخوف المستثمرين بإغلاق موقع المنصة فقط، بل بإغلاق مديرها فاروق فاتح حساباته على موقع التواصل "تويتر" و"أنستقرام"، منذ يوم 20 من أبريل الحالي.
والأهم من ذلك التقارير الإعلامية، وفي مقدمتها تقرير موقع "هبر تورك"، والتي تحدثت عن سفر فاتح أوزور خارج البلاد منذ يومين إلى جهة غير معلومة، وهو الأمر الذي تم ربطه باختفاء ما قيمته 2 مليار دولار من العملة الرقمية، من 391 ألف حساب على المنصة.
وذكر موقع "هبر تورك" نقلا عن محامي المستثمرين في المنصة، أوغوز إيفرين كيليش، قوله: "ربما ذهب فاتح أوزو إلى تايلاند"، مضيفا: "thodex واجهت مشكلة في تحويل الأموال لبضعة أيام، وتم إغلاق موقعها مؤخرا، وهنا بدأ الذعر بين المستثمرين".
وتابع المحامي في تغريدة له منذ ساعات عبر "تويتر": "من الآن فصاعدا تبدأ عملية صعبة جدا وطويلة.. الله يعطي الصبر للجميع".
أشار إلى أن بعض المستثمرين بدءوا برفع شكاوى جنائية إلى النيابة العامة في المحافظات التي يتواجدون فيها.
بيان باهت
في المقابل أصدرت منصة "Thodex" بيانا جديدا جاء فيه: "نود أن نعلمكم أن الأخبار السلبية لا تعكس الحقيقة، وأن شركتنا تواصل أنشطتها بشكل أقوى، وأنه لا يوجد موقف يدعو للقلق بشأن وجود مستخدمينا، نحن نعمل مع شركاء أقوى لمواصلة خدمتك مع بنيتنا التحتية الآمنة".
لم يقنع بيان منصة العملات الرقمية المستثمرين الأتراك، وهو ما بدا عبر تفاعلهم في موقع التواصل "تويتر".
وحسب ما رصد موقع الحرة فقد تصدر ترند باسم "Thodex"، وأجمع غالبية المشاركين فيه على أن ما حصل يعتبر "قضية احتيال"، مستبعدين أن يعود الحال كما كان سابقا.
وأشار المستثمرون إلى أن "القضية" وفي حال أثبتت فإنها تمس حسابات ما يقارب 391 ألفا منهم.
ووفقا لموقع criptogecko ، الذي يفحص أحجام بورصات العملات الرقمية المختلفة، فقد بلغ حجم التداول اليومي في "THODEX" 1.2 مليار دولار، وذلك اعتبارا من 16 أبريل الحالي.
وصرح محامي المستثمرين في المنصة أوجوز إيفرين كيليش أن أولئك الذين لديهم أموال في المنصة "يجب أن يقدموا شكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام، ويمكن أن تستغرق العملية القانونية سنوات".