كوبا تواجه توقف الدراسة خلال العزل بدروس تلفزيونية
الجزيرة التي يسكنها 11,2 مليون نسمة، لن تتمكن من تقديم دروس عبر الإنترنت إذ إن 110 آلاف أسرة فقط تتصل بشبكة الإنترنت بالمنزل
أرغم وباء "كوفيد-19" كوبا على إغلاق مدارسها، وهو أمر لم يحصل منذ 60 عاما، إلا أن السلطات عوضت ذلك سريعا من خلال حصص تعليمية عبر التلفزيون الذي استحال قاعة صف افتراضية.
حلول الإنترنت محل المدارس لضمان استمرار التدريس خلال الأزمة أمر غير وارد في هذه الجزيرة التي يصل تعدادها إلى 11,2 مليون نسمة، إذ إن 110 آلاف أسرة فقط تتمتع بنفاذ إلى شبكة الإنترنت من المنزل، أما التلفزيون فهو موجود في كل مكان.
ويقدم حصص التدريس أساتذة على الهواء من داخل استوديو تلفزيوني، وتنقلها قنوات "كانال إيدوكاتيفو" و"تيليريبيلدي" العامة.
وتشير نائبة وزيرة التعليم، دانيا لوبيس، لوكالة فرانس برس إلى أن التلفزيون "لا يتيح تقديم حصص بالمعنى الكامل على المستوى المنهجي، إنما يتيح مساحات متلفزة لمدة 30 دقيقة لإجراء تمارين وتعزيز المعارف المكتسبة"، بهدف "توجيه العائلات لتمكينها من مساعدة أطفالها".
رتّبت أنا ماريا ديلغادو لابنها روي ألميدا، وهو تلميذ في سن السابعة، طاولة صغيرة للجلوس أمام شاشة التلفزيون، ومع استغنائه عن الزي المدرسي الإلزامي، يشعر روي براحة أكبر لتحمل درجات الحرارة المرتفعة من خلال ارتداء قميص "تي شيرت" وسروال قصير.
أنا ماريا، وهي مغنية في الأساس، تشير إلى أن "التدريس عبر التلفزيون يمثل مصدر دعم وإرشاد" لكن "يجب العمل مع الأطفال يوميا".
وتحيط حصص التدريس المصورة هذه بشتى المواد والمستويات التعليمية، بما يشمل الحساب وعلوم الأحياء والجغرافيا.
وتشير المدرّسة أمالفي ريفيرو، البالغة 54 عاما، إلى أن هذه الحصص التعليمية تشكل "تحديا كبيرا" إذ إن "عدم وجود التلميذ مباشرة في قاعة التدريس يحول دون طرح الأسئلة من جانب المدرّسين والتلامذة".
وبعد التشديد طوال أسابيع في الصحافة الرسمية على أن كوبا لم تغلق يوما مدارسها منذ ثورة العام 1959، اضطرت الحكومة إلى التسليم بالأمر الواقع في 23 مارس/آذار بمواجهة تفشي الوباء في الجزيرة.
وكان مقررا أن يستمر هذا الإغلاق حتى 20 أبريل/نيسان، لكن جرى تمديده لفترة غير محددة، وأوضحت وزيرة التربية إينا إلسا فيلاسكيس أنه "من الضروري الاستمرار باحترام تدابير العزل المعتمدة".
وقد جرت تجربة مشابهة في البيرو حيث تتيح الحصص التلفزيونية بلوغ التلاميذ المقيمين في المناطق النائية في جبال الأنديز.
وفي فنزويلا أيضا، ستستكمل الدروس عبر التلفزيون والإذاعة، غير أن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي جراء الأزمة الاقتصادية يعقد العملية.