كوبا تستورد السكر بعد سنوات من تصدر قائمة البلدان المنتجة
بعدما تصدرت كوبا لفترات طويلة قائمة أكبر البلدان المنتجة للسكر بالعالم، اضطرت هافانا لاستيراد كميات كبيرة منه من فرنسا
بعدما تصدرت كوبا لفترات طويلة قائمة أكبر البلدان المنتجة للسكر في العالم، اضطرت هذه الجزيرة الكاريبية لاستيراد كميات كبيرة منه من فرنسا للمرة الأولى في تاريخها بعد موسم حصاد كارثي هذا العام.
وتحمّل الحكومة الكوبية المسؤولية عن هذا الوضع المتردي إلى الحظر الأميركي المعمول به منذ 1962، والذي يمنع استيراد المعدات الزراعية والصناعية اللازمة.
وصدّرت فرنسا 40 ألف طن من السكر إلى كوبا بين صيف 2017 وآب/أغسطس 2018 بحسب بيانات السلطات الجمركية، على ما أفادت وكالة "فرانس أغريمير" العامة الفرنسية المعنية بالمسائل الزراعية والبحرية.
هذه المعلومة كشفتها مدونة "14 إيميديو" الكوبية مشيرة إلى أن الجزيرة اضطرت سابقا لاستيراد السكر من البرازيل.
في هافانا، انتشر الخبر سريعا بين السكان الذين باتوا فجأة يحصلون مع الحصص الغذائية التقليدية على كميات سكر أكثر نعومة ولمعانا من العادة. ففي فرنسا يستخرج السكر من الشمندر السكري فيما تنتجه كوبا من القصب.
وتقول فيليثيا نافارو وهي ربة منزل في الأربعين من العمر "السكر الذي سُلم إلينا لذيذ جدا وهو يتمتع بميزات تضاهي السكر الكوبي مع فارق وحيد في اللون؛ إذ إنه أكثر بياضا مقارنة مع السكر الكوبي.
وتشير "فرانس أجريمير" إلى أن هذه المرة الأولى تاريخيا التي تستورد فيها السكر الفرنسي بكميات لا يستهان بها". فقد استوردت الجزيرة 5 آلاف طن من السكر الأبيض في حزيران/يونيو و25 ألفا في تموز/يوليو و10 آلاف في آب/أغسطس، بالمقارنة مع ثلاثة أطنان فقط بين 2001 و2017.
ويعاني قطاع إنتاج السكر أزمة كبيرة في كوبا بعدما كان لسنوات طويلا أحد مداميك الاقتصاد المحلي.
وحتى العام 1989، كانت كوبا أحد أبرز مصدّري السكر في العالم وبقيت الولايات المتحدة أكبر زبائنها حتى العام 1960، وخلفها الاتحاد السوفياتي الذي كان يشتري السكر بأسعار تفضيلية.
وتراجع الإنتاج من ثمانية ملايين طن سنويا حتى مطلع التسعينيات إلى حوالي مليونين اعتبارا من العقد الماضي.
كذلك تقلصت حصة السكر في صادرات الجزيرة من 73 % في الثمانينيات إلى 13 % في 2015 ولم تعد تشكل سوى حصة بسيطة من المنتجات المصدّرة إلى جانب التبغ والنيكل خصوصا.
كذلك تضرر موسم الحصاد 2017-2018 بدرجة كبيرة جراء مرور الإعصار إيرما وما أعقب ذلك من تساقط للأمطار لفترة طويلة.