"الشعير المستنبت".. تجربة رائدة لإنتاج أعلاف بلا تربة في غزة
3 مزارعات صغيرات يقدن هذه التجربة الاستثنائية
3 مزارعات حديثات السن نجحن في تحقيق الريادة في إنتاج "الشعير المستنبت" بمساعدة مهندسة زراعية أشرفت على مراحل التنفيذ والإنجاز
رغم حداثة سنهن، فإنهن نجحن في خوض تجربة فريدة لإنتاج أعلاف خضراء بطريقة الزراعة المائية "الشعير المستنبت"، ما يضمن توفيرها على مدار العام وليس خلال موسمي الشتاء والربيع فقط.
أبطال الإنجاز
أبطال هذا النجاح الجديد 3 مزارعات حديثات السن، لكنهن رياديات في الأداء، إضافة إلى مهندسة زراعية، أشرفت على مراحل التنفيذ والإنجاز إلى أن خرج المشروع إلى النور.
قالت هدى أبوالندى، المهندسة الزراعية المشرفة على المشروع لـ"العين الإخبارية": "نجحنا في إنتاج أعلاف خضراء بطريقة الزراعة المائية (الشعير المستنبت)، التي تمنح الأسر الريفية أعلافاً خضراء دائمة على مدار العام، بخلاف طريقة زراعة الشعير التقليدية التي لا تتوفر إلا في موسم الشتاء والربيع فقط".
وأشارت إلى أن هذا الإنجاز يأتي ضمن مشروع بناء صمود الرجال والنساء الأشد احتياجا في قطاع غزة، بتنفيذ مؤسسة "أوكسفام" بالشراكة مع مركز العمل التنموي معا، وتمويل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
ودرب المشروع 3 عائلات فلسطينية موزعة في أرجاء قطاع غزة على إنتاج هذا النوع من النبات المخصص للحيوانات، لكن دون حاجة إلى التربة.
طريقة الاستنبات
طريقة الاستنبات تجري داخل حاويات ولا تحتاج إلى تربة، وتخدم جميع الأسر الريفية التي تقتني الحيوانات والطيور الداجنة (الغنم- الماعز- الدجاج- البط) لإنتاج أعلاف خضراء بأقل التكاليف، كما أن الشعير المستنبت يصلح كغذاء للحيوانات الكبيرة بمضاعفة الكميات، وفق أبوندى.
وأشارت إلى أن الفكرة ولدت بعد مجموعة من التحديات التي واجهتهم خلال السنوات الماضية، خصوصا مع تدمير قوات الاحتلال خلال حرب 2014 نحو 4 حاويات علف كبيرة، وهي الحاويات الوحيدات بغزة وتكلفة الواحدة منها 35 ألف دولار، وتنتج الواحدة 350 كيلوجرام علف يوميا.
وأوضحت أن هذه الكميات كانت توفر نحو 40% من تكاليف عملية تغذية الحيوانات التي تصل لنحو 70% من عملية التربية، مشيرة إلى أن الحاوية عبارة عن حديد مجلفن بلاطه كراميكا وكسوته من القماش الخشن، داخلها 5 أرفف مبلطة بالكراميكا.
وأضافت أبوندى: "لا تحتاج الحاوية لكهرباء أو مكيف إنما تكون في الهواء الطلق، ويتم تزويدها ببذور الشعير لينمو بعد 15 يوما في الشتاء و10 أيام في الصيف".
فضلا عن التوفير في تكلفة التغذية، فإن الشعير المستنبت يعطي نتائج إيجابية للحوم العجول، إذ يخفض نسبة الدهون من اللحم، وفق تأكيد أبوندى، مضيفة: "دربت كل أفراد العائلات التي تم اختيارها ميدانيا، وإذ بالطفلات الثلاث يتميزن بتحقيق الإنجاز".
منة تلاحق أحلامها
في منزلها جنوب قطاع غزة، تبدو منة النجار (12 عاما) إحدى المزارعات الصغيرات فخورة بما حققته مع عائلتها بعد خوض هذه التجربة الاستثنائية.
وقالت لـ"العين الإخبارية" إنها تلقت وعائلتها تدريبا على إنتاج هذا النوع من النبات المخصص كطعام للحيوانات حتى أجادته، مضيفة أنها توزع اهتماماتها بين هذا المشروع ودراستها، وتأمل أن تصبح بعد التخرج مهندسة زراعية.
عن آلية العمل، قالت: "نأخذ الكمية المطلوبة ننقعها في الكلور والماء بنسب محددة لمدة 12 ساعة، ثم نزيل المياه ونضعها بحاويات مخصصة وخلال مدة وجيزة (7 أيام تقريبا) يكون لدينا نبات جاهز لإطعام الحيوانات وهو غني بالبروتين 18%، ويوفر علينا، ثم شراء أعلاف مصنعة، فضلا عن إمكانية زراعته على مدار العام".
تبدو منة سعيدة وهي تعتني بالحاويات التي عملت على تجهيزها، وخصصت لها مكانا خاصا داخل منزلها الواقع في منطقة ريفية.
واستعرضت أمام عدسة "العين الإخبارية" جزءا من الأعلاف التي نجحت في إنتاجها، وبدت سعيدة وهي تطعم خرافها بالمحصول الاستثنائي.
مزايا المنتج
يوضح والد منة أن فكرة "الشعير المستنبت" حديثة النشأة، وتهدف إلى توفير الأعلاف الصناعية أو الشعير المنتج تقليديا، بما يضمن توفير أعلاف بها بروتين التسمين.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن التجربة أثبتت نجاحها ووفرت 75% من تكلفة الأعلاف، مشيرا إلى أنهم يستخدمون الشعير البلدي في إنتاج الشعير المستنبت، وكل كمية تزرع بهذه الطريقة تنتج 7 أضعافها خلال 7 أيام فقط وهي غنية بالبروتين.
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز