قطر 2022.. المونديال الملعون (2).. تسونامي الفساد القطري يضرب بلاتر وأعوانه
ملف مونديال 2022 منذ الإعلان عن إسناد تنظيمه لقطر والمصائب تتوالى على كل من اقترب منه، اليوم نستعرض مصائب بلاتر وأعوانه بسبب الملف.
لعنة الملف القطري لم تتوقف عند حدود بن همام فقط كما بيّنا أمس وإنما طالت بحسب نظرية الاواني المستطرقة الى كثير من كبار المسئولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، يتقدمهم بالطبع الهامور الكبير جوزيف بلاتر الذي أجبر أولا على التخلي عن منصبه ثم إيقافه 6 سنوات بسبب الفضائح التي رافقت إسناد تنظيم مونديالي 2018 و2022 إلى كل من روسيا وقطر في واقعة غير مسبوقة في تاريخ المؤسسة الدولية لكرة القدم.
اللعنة القطرية طالت اثنين من كبار الحيتان الكروية في الفيفا ظلا لسنوات طويلة في مأمن من الملاحقة رغم سجلهما الطويل في الفساد
كذلك امتدت شرارة الفساد لتلتهم الفرنسي ميشيل بلاتيني رجل أوروبا القوي والخليفة المنتظر لبلاتر في رئاسة الفيفا، ليتم إيقافه هو الآخر في نفس القرار مع بلاتر لنفس المدة 6 سنوات.
اللعنة القطرية طالت اثنين من كبار الحيتان الكروية في الفيفا ظلا لسنوات طويلة في مأمن من الملاحقة رغم سجلهما الطويل في الفساد، هما التريندادي جاك وارنر رئيس اتحاد امريكا الشمالية لكرة القدم (الكونكاكاف) ونائب رئيس الفيفا السابق، الذي قيل ضمن أطرف ما قيل في وصفه، انه لا يوافق على زواج ابنه قبل أن يحصل على عمولة من اسرة العروس!!، والامريكي تشاك بليزر أمين عام اتحاد الكونكاكاف وعضو المكتب التنفيذي السابق للفيفا الملقب في بلاده بـ "مستر 10%" في اشارة الى نسبته في أي معاملات مالية كروية.
فقد عوقب الاثنان بالإيقاف لمدة 3 شهور في مايو 2013 بعد أن اتهمهما الفيفا بمخالفات مالية قبل أن يقررا الاستقالة والاختفاء عن الانظار شكليا، وهو ما لم يلتزم به الامريكي الذي تحول الى عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي (FBI)، وكان له دور اساسي في القبض على 6 من كبار المسؤولين في الفيفا في الأحداث الشهيرة التي انتهت بالإطاحة ببلاتر نفسه.
ويعتقد كثير من المتابعين لأحوال الفيفا أن قرار بلاتر بإيقاف رجليه المقربين سابقا ثم دفعهما للاستقالة لم يكن سوى لعبة من السويسري محترف الالاعيب لإبعادهما عن الصورة وبالتالي تجنب تعرضهما لتحقيقات قضائية مفصلة ستكشف حتما عن تورطه في تلك المخالفات باعتبار أن وارنر وبليزر لم يكونا يعملان وحدهما دون علم ومباركة كفيلهما في الاتحاد الدولي.
المفارقة أن بلاتر نفسه بكل ما يملكه من حيل لم يتمكن من تجنب مصير مساعديه البارزين، ووجد أن عليه في نهاية الأمر المشاركة في دفع جزء من ثمن اللعبة بمناورة الاستقالة التي أعلنها قبل أيام، لتكتمل لعنة ملف مونديال 2022على كل من شارك فيه.
ورغم أن الاتهامات التي تسببت في إيقاف وارنر تحديدا كانت تلقى هدايا مادية وعينية من بن همام مقابل أن يضمن لقطر اصوات ممثلي اتحاد الكونكاكاف الثلاثة في تنفيذية الفيفا، فأن الرجل للأمانة كان صادقا مع نفسه وفيا لعاداته في فرض الاتاوات على كل دولة تريد او حتى تفكر في التقدم لاستضافة المونديال منذ منتصف التسعينات وحتى ايقافه عام 2011، قبل أن يقوده سوء حظه للوقوع في رحى معركة اختلاف اللصوص بين بلاتر وكبار مساعديه الذين ضعفوا أمام إغراءات مادية ورشاوى لا تقاوم من قطر ونسوا أنهم يضعون أياديهم المليئة بالدولارات القطرية في فم أكبر سمكة قرش في العالم الحديث وهي الولايات المتحدة الأمريكية.