لولا دا سيلفا يلتقي تميمة الأمازون.. «كوروبيرا» تجسد روح الغابات في COP30
في مشهد رمزي لافت، ظهر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب «كوروبيرا»، التميمة الرسمية لمؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ COP30، التي تجسد روح الأسطورة المدافعة عن الغابات في الثقافة الأمازونية.
يمثل هذا اللقاء بين الزعيم البرازيلي و«كوروبيرا» تلاقي الأسطورة بالواقع، إذ ينظر إلى لولا على أنه “أسطورة حية” في التاريخ السياسي للبرازيل؛ رجل خرج من الفقر في شمال شرق البلاد، وصل إلى سدة الرئاسة، سقط، ثم عاد ليصبح رمزا يتداول في الكتب والأغاني والنقاشات العامة.
سبق أن كشفت البرازيل عن «كوروبيرا»، تميمة المؤتمر، التي تجسد شخصية أسطورية في الفلكلور البرازيلي كحارس للغابات والحيوانات، وتعد رمزا حيا لالتزام البرازيل بحماية البيئة واستدامة غابات الأمازون المطيرة.
تتميز «كوروبيرا» بعناصر فريدة: شعره المشتعل وقدماه المقلوبتان، التي تستخدمان في الأسطورة لإرباك من يحاول تعقبه في الغابة، بينما يعكس زيه المستوحى من أوراق الغابات والألوان الطبيعية الترابط العميق بين الإنسان والطبيعة، ويبرز ارتباط التميمة بالثقافة الأصلية للأمازون، بما في ذلك لغة التوبي‑غواراني التي تعود إليها تسميته.

اختيار التميمة يأتي ضمن الهوية البصرية للمؤتمر، لتصبح عنصرا بصريا وتعليميا يربط الرسالة البيئية بالثقافة المحلية، مع تركيز خاص على الشباب والمجتمعات الأصلية.
ويؤكد المنظمون أن التميمة ليست شعارا تجريديا، بل جسرا ثقافيا يسلط الضوء على الدور الحيوي للأمازون في التوازن البيئي العالمي.
وشددت السلطات البرازيلية على أن تصميم التميمة جاء بتنسيق بين خبراء الثقافة المحلية والبيئة، لضمان انعكاس قيم الغابات والطبيعة الرمزية، بعيدا عن أي طابع تجاري.

وتعد هذه الخطوة جزءا من استراتيجية المؤتمر لتعزيز الوعي المجتمعي وتشجيع التعاون بين الدول لمواجهة تغير المناخ، وفق المفهوم التقليدي الأصلي المعروف باسم "موتيرون" (Motirõ)، أي العمل الجماعي لمصلحة الجميع.
وتحمل رئاسة COP30 هذا العام شعارا مستلهما من مفهوم “موتيرون”، داعية دول العالم لتوحيد جهودها في مواجهة الأزمة المناخية، ويصادف انعقاد المؤتمر الذكرى العاشرة لاتفاق باريس للمناخ، ويهدف إلى تعزيز الالتزامات الدولية بخفض الانبعاثات وحماية التنوع البيولوجي واستدامة الحياة على الأرض.

ويعد مؤتمر COP30، المقام في بيليم شمال البرازيل عام 2025، أول مؤتمر مناخ يستضاف في منطقة الأمازون الغنية بالغابات المطيرة، ما يمنحه رمزية خاصة لتسليط الضوء على دور الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية في حماية البيئة ومكافحة إزالة الغابات.
ويشارك في الحدث قادة من أكثر من 190 دولة، إلى جانب منظمات دولية وشركات كبرى، لمناقشة سبل تسريع التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

وتراهن الحكومة البرازيلية على أن يكون المؤتمر منعطفا تاريخيا في الجهود الدولية لإنقاذ الأمازون، أكبر غابة استوائية في العالم، والمعروفة بـ"رئة الكوكب".
وتسعى البرازيل، تحت قيادة لولا، لاستثمار الحدث لإعادة تأكيد مكانتها كقوة بيئية عالمية، وإقناع الدول الصناعية الكبرى بزيادة التمويل المخصص للدول النامية لمواجهة آثار تغيّر المناخ، خاصة في مجالات التكيف، والحفاظ على الغابات، والتنمية المستدامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز