«توت الآساي» يخطف الأضواء في COP30.. من الغابة المطيرة إلى موائد «بيليم»
مع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الثالث والثلاثين (COP30) في بيليم، البرازيل، قد يفاجأ الزوار عند تذوقهم توت الآساي، الفاكهة الشهيرة عالميا التي تقدم هنا بطريقتها التقليدية.
في أطباق الآساي المحلية، يقدم التوت خاليا من السكر ومحضرا بدرجة حرارة الغرفة، مستوحى من جذور الغابات المطيرة حيث يعتبر طبقا رئيسيا، وليس مجرد عصير أو حلوى، كما هو شائع في بلدان أخرى.
البعض وجد الطعم مختلفا عن النسخ المثلجة والمحلاة التي تعودوا عليها، حيث قالت كاثرين برنارد، زائرة فرنسية تبلغ 70 عاما لوكالة أسوشيتد برس: "أقدر أهميته الثقافية، لكنه مختلف عن النسخة التي أحبها، ربما لو أضفنا قليلا من العسل والموز".
يعتبر سكان الأمازون، حيث يزرع التوت منذ قرون على يد السكان الأصليين، الأساي جزءا أساسيا من وجباتهم اليومية. لا يضاف السكر أو المكسرات أو الجرانولا، ويرش أحيانا بدقيق التابيوكا، ويقدم في وعاء تقليدي يسمى "كوييا".

تهدف المبادرات المحلية إلى رفع الوعي بالفوائد الغذائية لتوت الآساي وحماية الأشجار من التغيرات البيئية والرسوم الجمركية، لضمان استمرار إنتاج الفاكهة التي تعتمد عليها العديد من مجتمعات الأمازون اقتصاديا.
تقول الناشطة تاينا ماراجورا، مالكة أحد المطاعم: "آساي السكان الأصليين هو طعامنا اليومي. ليس مشروبا أو إضافة، بل طبق رئيسي. الأساي هو الدم الذي يجري في الغابة".

في جناح مؤتمر COP30، يقدم الطبق بسعر 25 ريالا برازيليا (نحو 5 دولارات)، مماثلا للأسعار في مناطق أخرى، بينما تباع المنتجات الصناعية المثلجة والمحلاة عالميا.
تعد ولاية بارا، وعاصمتها بيليم، المصدر الرئيسي لتوت الآساي في البرازيل بنسبة 90% من الإنتاج، حيث يستهلك جزء كبير من المحصول داخليا وتصدر الكميات الأكبر، خاصة إلى الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مستورد للفاكهة.
يجمع التوت يدويا بواسطة "بيكونهايروس"، العمال الذين يتسلقون الأشجار العالية لجمع السلال بعناية، وسط ظروف صعبة، فيما تبلغ قيمة الصندوق المحلي حوالي 50 دولارا، وقد تتأثر الأسعار بانخفاض الصادرات الأمريكية بسبب الرسوم الجمركية.
إلى جانب الطعم الفريد، يسعى السكان المحليون لحماية أشجار الآساي من التعرية والتلوث، معتبرين أن صحة الغابات المطيرة مرتبطة مباشرة بصحة توت الآساي، وباستمرار هذه الفاكهة كجزء من الثقافة الغذائية للمنطقة.