أزمات اقتصادية وبؤر صراعات في عدة قارات تتوسع يوما بعد يوم في كوكبنا، الذي يعاني الأمرّين اقتصاديًّا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فبراير الماضي.
وخاصة بعد ما تبع هذه العملية العسكرية من ارتفاع فلكي في أسعار السلع الغذائية والوقود، ولا مجال لفتح بؤر صراعات جديدة في عالمنا الحالي، فالدول النامية لن تتحمل أي صدمات جديدة، في ظل اقتصاداتها الرخوة وشعوبها الفقيرة.
عالمنا المأزوم يواجه تحديات غير مسبوقة، فالحرب الروسية الأوكرانية متواصلة، ولا تلوح في الأفق أي مؤشرات على قرب انتهائها، لا سيما مع استمرار الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في تقديم دعم عسكري متواصل أسهم بشكل ملحوظ في إحراز القوات الأوكرانية تقدمًا على الأرض، بحسب الجانب الأوكراني.
الخطر الأكبر من استمرار المعركة هو تعرض عالمنا لكارثة نووية جديدة، ستجعلنا جميعًا على حافة الهاوية، ولعل أبرز وأحدث تلك التصريحات ما أدلى به الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف المقرب من روسيا، السبت الماضي، حيث قال إن البشرية على وشك الدخول في صراع نووي، بعد قيام الولايات المتحدة بدفع أوروبا إلى مواجهة عسكرية مع روسيا على أراضي أوكرانيا.
بؤر صراع أخرى تتجدد على فترات، فالحدود بين أرمينيا وأذربيجان تشهد توترًا مستمرًا، والجولة الأخيرة من الصراع الحدودي أوقعت مئات القتلى وفقًا لمسؤولين في البلدين، وكل دولة منهما تدعمها قوى إقليمية أخرى، ما ينذر بعمليات عسكرية أكبر بين الطرفين في المستقبل.
كما أن توترًا آخر بين قيرغيزستان وطاجيكستان بدأ يلوح في الأفق خلال الأيام الماضية، وإن كان بدرجة أقل من الصراع الأرميني الأذري.
نتمنى أن تسهم اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في تخفيف حدة تلك التوترات العالمية، والوصول إلى مقاربات بين أطراف النزاع في مختلف قارات المعمورة، وبذل كل ما هو ممكن للسيطرة على الأزمات الاقتصادية في كثير من دول كوكبنا، وتوفير الغذاء، لا سيما لأبناء القارة السمراء والشرق الأوسط، والتوسع في تنفيذ اتفاق إسطنبول لتصدير السلع الغذائية قبل أن نقع في فخ الجوع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة