حطّت الإمارات رحالها في عالم استثماري جديد، إذ أرادت أن تكون سبّاقة في طرحه عبر إطلاق منصة "إنفستوبيا" لتقديم هندسة اقتصادية جديدة حول فرص الاستثمار طويلة الأمد.
وقد أطلقت منصة "إنفستوبيا" للاستثمار قمة حواراتها العالمية لعام 2022 بمشاركة ما يزيد على 90 متحدثا و1000 شخصية من صنّاع القرار من دولة الإمارات والمنطقة ودول العالم، ورؤساء المؤسسات والشركات الاستثمارية والخبراء، وذلك لمشاركة الأفكار وتشكيل ملامح الفرص وتعزيز الاستثمارات المستقبلية.
وتسعى "إنفستوبيا" لتعزيز التعاون بين أصحاب مصالح الأعمال، وتحقيق الرخاء للأجيال القادمة عبر خلق مساحات جديدة ومبتكرة لتوليد فرص استثمارية قادرة على تحقيق النمو بصورة أكثر فعالية، حيث تأتي "إنفستوبيا" ضمن الحزمة الأولى من مشاريع الخمسين، التي أعلنتها دولة الإمارات، بهدف تعزيز مكانتها كمركزٍ عالمي لجذب رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية في المجالات كافة، على أن يكون هذا الاستثمار مستدامًا وطويل المدى.
التركيز سيكون على تعزيز إمكانية الاستثمار في التحول الرقمي والثورة التكنولوجية، خصوصًا في التجارة والخدمات وسلاسل الإمداد الرقمية، ودراسة التحول في نماذج العمل عن بُعد والتعلم عن بُعد، وهو ما ينتج مساحة أوسع للذكاء الاصطناعي والروبوتات وخدمات الجيل الخامس للاتصالات، التي ستكون لها أولوية، لضمان استقرار حياة الأفراد والشركات والحكومات مستقبلا.
ومن أبرز ما توفره "إنفستوبيا" أكبر قاعدة بيانات لفرص وحوافز وتسهيلات الاستثمار من مختلف دول العالم، وتهدف هذه القمة إلى رسم رؤية مستقبلية لدولة الإمارات في ظل التحديات العالمية، وهي تعتبر ركيزة لبناء اقتصاد قائم على توظيف أحدث التقنيات في المجالات الحيوية كافة.
وربْطًا بموضوع الشراكة وتبادل الخبرات بين الشركات والمؤسسات تم توقيع اتفاقية تعاون بينsalt investment partners وinvestopia في نيويورك هذا الأسبوع.
وتعمل "سولت"، التي يقع مقرها في هيوستن بولاية تكساس، في مجال الاستثمار، وتقوم هذه الشركة باستثمار رأس المال في الشركات ذات السوق المتوسطة الموجودة بشكل أساسي في تكساس ولويزيانا وساحل الخليج، وتسعى للحصول على فرص متخصصة وتركز على الصناعات، التى تتمتع فيها بخبرة الخدمات المالية والرقمية والخدمات الصناعية، حيث سيتم من خلال هذه الاتفاقية تبادل الخبرات بين "إنفستوبيا" و"سولت".
كما حددت الإمارات في القمة، التى أطلقت عبرها "إنفستوبيا"، الهدف الوطني من هذه المنصة، حيث تنوي استقطاب 550 مليار درهم من الاستثمار الأجنبي حتى 2030، وتريليون درهم بحلول 2051.
وقد حققت دولة الإمارات مبلغا تراكميا للاستثمار الأجنبي في آخر عشر سنوات بلغ 20 مليار درهم، بمتوسط نمو يصل إلى 10%.. كما تأمل من هذه القمة تحقيق وتيرة نمو اقتصادي بين 5% و6% من هذا العام، بعد أن أصبح العالم قيد التعافي من جائحة كورونا، التي كبّلت الاقتصاد العالمي وكبّدته خسائر موجعة، على أن تستمر نسبة النمو المرجوة في التحقق في الأعوام القادمة للإسهام في مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2031.
وقد أكد محمد الزعابي، الرئيس التنفيذي لإنفستوبيا، في حديثه لي في قمة "سولت 2022" في نيويورك أن رؤية "إنفستوبيا" تتمحور حول المستقبل والاقتصادات الجديدة، وعلى الدور الأساسي للميتافيرس في حياة الأجيال المقبلة، وأن إطلاق "إنفستوبيا" عبر الفضاء الرقمي الميتافيرس لأول مؤتمر صحفي عالمي يثبت جاهزية العالم لهذا النوع من التطور على الصعيد الدولي.
مما لا شك فيه أن دولة الإمارات تعمل بشكل مستمر على الاستثمار في القطاعات المستقبلية الجديدة وتجذب وتحتضن أبرز المواهب من جميع أنحاء العالم ليكونوا شركاء في مسيرتها النهضوية الاقتصادية القائمة على المعرفة والتكنولوجيا، والتي تستوفي شروط النمو المستدام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة