وسط يأس الناخبين.. انتخابات في قبرص بلا مفاجآت
في ظل أجواء من الغضب وتملّك اليأس، توجّه الناخبون القبارصة اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع، لاختيار ممثليهم في السلطة التشريعية.
وتجري الانتخابات البرلمانية في ظل أجواء من الغضب على خلفية فضيحة "جوازات السفر الذهبية" التي تعصف بالجزيرة المتوسطية.
واستغل القوميون المتشددون الساعون إلى استثمار المزاج العام المناهض للمؤسسة التقليدية القلق المرتبط بملف الهجرة، وهي مسألة يزداد التركيز عليها في البلد العضو في الاتحاد الأوروبي.
وكالعادة، ستقتصر الانتخابات على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة؛ إذ يستثنى الثلث الشمالي من الجزيرة المنفصل، حيث يحكم "القبارصة الأتراك".
وشارحا أجواء اليأس في الانتخابات التشريعية؛ قال أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة نيقوسيا، هوبرت فاوستمان: "هناك قاعدة انتخابية غير راضية إطلاقا، فاض بها الكيل من النخبة السياسية والبرلمان".
وحول أسباب الغضب الشعبي في قبرص، أضاف الأكاديمي ذاته: "سئم الناس من الفساد في الحياة العامة".
وتخلّت قبرص نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن برنامجها لجوازات السفر مقابل الاستثمار، بعد توثيق تقارير إعلامية تسلم وسطاء سريين لرشى، مقابل مساعدة رجل أعمال صيني، يسعى للحصول على جواز سفر قبرصي بغض النظر عن سجّله الإجرامي.
وتم تصوير رئيس البرلمان ديميترتيس سيلوريس ونائب معارض بشكل سري، وهما يحاولان تسهيل عملية الحصول على جواز السفر للمستثمر الهارب.
كما تشكّل مسألة الهجرة قضية أخرى ذات أهمية في الانتخابات؛ إذ لدى قبرص أعلى معدّل لطالبي اللجوء في التكتل مقارنة بعدد السكان، وفق وكالة "يوروستات" الإحصائية.
وفي خضم ذلك، ذكرت الحكومة أن قبرص تشهد "حالة طوارئ" جرّاء تدفّق المهاجرين من سوريا وغيرها.
وعلى غير العادة، لم تلعب مسألة الانقسام العائدة لعقود بين القبارصة اليونانيين والأتراك دورا كبيرا في الحملات الانتخابية هذا العام.
وانهارت آخر جولة من المحادثات الرامية لتوحيد الجزيرة والمدعومة من الأمم المتحدة عام 2017، بينما فشلت قمة للأمم المتحدة عقدت في جنيف الشهر الماضي في التوصل إلى اتفاق بشأن استئناف المحادثات.
ولا ينتظر أن تحدث مفاجأة في الانتخابات الجارية، إذ من المرجح أن يبقى حزب "ديسي" المحافظ الأكبر في البرلمان، لكن من دون أغلبية، ما سيجبر الرئيس نيكوس أناستاسيادس على مواصلة الحكم من خلال حكومة أقلية.
ويعد نظام الحكم في قبرص تنفيذيا؛ إذ يتم انتخاب الرئيس بشكل منفصل، لكن الاقتراع سيعد مقياسا لشعبية أناستاسيادس الذي تنقضي مدة ولايته في 2023.