بالصور.. إعادة إحياء معالم تراثية بقبرص تضررت عبر التاريخ
الاتحاد الأوروبي يمول الجزء الأكبر من المشروع بالتعاون مع منظمات محلية وأخرى غير حكومية، وبلغت مساهمة الاتحاد الأوروبي 14,7 مليون يورو
يسعى مواطنون من جزيرة قبرص إلى إعادة إحياء عشرات المعالم المسيحية والمسلمة والتراثية التي تضررت نتيجة النزاعات عبر التاريخ.
وتنوّعت المعالم الأثرية والدينية التي رممتها اللجنة الفنية المشتركة للإرث الثقافي في قبرص خلال 10 سنوات بين كنائس أرثوذكسية وأخرى مارونية وأرمينية، مساجد ومآذن، حمامات عامة، حصون وأسوار، طواحين وقنوات لجرّ المياه، وبلغ عددها أكثر من 50 أثرا في كل أنحاء الجزيرة، وتم الترميم تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقالت تيزيانا زينارو، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في قبرص، في لقاء عُقد، الأربعاء، لعرض إنجازات اللجنة منذ تأسيسها في عام 2008: "خلال السنوات الماضية جمعت مشروعات الترميم مئات القبارصة، هذا نموذج ملموس للدور المهمّ الذي يمكن أن يؤديه التراث الثقافي في تعزيز هوية مشتركة والمساهمة في إرساء السلام وبناء الثقة".
في فاماجوستا، المدينة الواقعة في الشطر الشمالي من الجزيرة، ترى الشاعرة روحسان إسكيف أوجلو "34 عاما"، أن المشروع "يخلق تواصلا، والتواصل يعني أن نفهم بعضنا بعضا وتفكير الآخر ومعتقداته".
ويقع عدد كبير من المعالم التي شملها الترميم في فاماجوستا التي أُسست بين عامي 285 - 247 قبل الميلاد، بحسب مؤرخين، وعرفت حضارات عديدة على مرّ العصور جعلت منها متحفا في الهواء الطلق.
عند أحد مداخل المدينة الرئيسية "لاند جايت"، يتجوّل سياح في حصن "رايفلن" الذي أُعيد افتتاحه في يونيو/حزيران الماضي بعد ترميمه، وهو واحد من مجموعة حصون تشكل جزءا من أسوار المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن الـ14، وقد تضرّر الحصن عام 1571 خلال الحروب العثمانية. ثم سقط في غياهب النسيان.
وتشرف على مشروع الترميم الضخم اللجنة الفنية المشتركة المؤلفة من 12 عضوا، 6 من بينهم يُعينهم الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، و6 آخرين يُعينهم الزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي.
ويمول الاتحاد الأوروبي الجزء الأكبر من المشروع، وتشارك في التمويل مؤسسات محلية ومنظمات غير حكومية، وبلغت مساهمة الاتحاد الأوروبي حتى الآن 14,7 مليون يورو.
وانتهت مؤخراً في فاماجوستا أعمال ترميم كنيسة سانت آن "القديسة حنّة" المارونية ومسجد الدباغين، ويعود تاريخ الكنيسة إلى أوائل القرن الـ4، وهي في الأصل كنيسة كاثوليكية لاتينية.