قبرص.. القصة الكاملة لـ 4 عقود من الصراع مع تركيا؟
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يشرف الاثنين المقبل في سويسرا، على انطلاق مفاوضات سلام بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك.
يشرف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الاثنين المقبل في سويسرا، على انطلاق مفاوضات سلام بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك بهدف إنهاء تقسيم هذه الجزيرة المتوسطية.
وتتصدر جدول أعمال المباحثات ملفات شائكة كحقوق الملكية، أو وجود قوات تركية على الأراضي القبرصية.
قصة الجزيرة
من الناحية العرقية، تنقسم جزيرة قبرص، ثالث كبرى جزر البحر المتوسط حجما، إلى قبارصة من أصل تركي بالشمال وقبارصة من أصل يوناني في باقي أنحاء الجزيرة، حتى عام 1974، حين قام الجيش التركي باحتلال قسم من الجزيرة، وأعلنت تركيا حينها قيام "جمهورية شمال قبرص التركية"، ولم يعترف بها سوى أنقرة.
أسفر الاحتلال التركي عن فرار 200 ألف شخص بين ليلة وضحاها، القبارصة اليونانيون إلى الجنوب والقبارصة الأتراك إلى الشمال، تاركين ممتلكاتهم ومنازلهم وأراضيهم.
ومنذ ذلك الحين، صارت الجزيرة مقسمة سياسياً، وبات يقيم قبارصة أتراك أو مستوطنون أتراك أو أجانب في عدد من المنازل التي تعود إلى قبارصة يونانيين.
الوضع الراهن
في جنوب الجزيرة، تشرف الحكومة على المنازل العائدة إلى القبارصة الأتراك وخصص بعضها للاجئين قبارصة يونانيين، وبنيت بنى تحتية كمطار لارنكا على أراض تعود إلى قبارصة أتراك.
ويطالب الأصحاب الشرعيون للممتلكات إما باستعادتها أو بالحصول على تعويضات.
وازداد عدد القبارصة اليونانيين الذين يشعرون باليأس من استعادة ممتلكاتهم في يوم من الأيام، أو الذين يحتاجون إلى المال، فيستعينون باللجنة التي شكلتها تركيا لدفع تعويضات لهم.
وأثار هذا الإجراء استياء السلطات القبرصية اليونانية؛ لأنها ترى في ذلك استسلاما من خلال التخلي عن الأملاك المصادرة.
المستوطنون الأتراك
تقدر جمهورية قبرص بأكثر من 160 ألفا عدد المستوطنين الذين أتوا من أفقر المناطق في تركيا، آملين في الحصول على مساكن وأراض وباتوا يقيمون في الجزيرة ويشكلون أكثرية بين سكان الشمال.
وأظهرت الإحصاءات التي أجرتها السلطات القبرصية التركية في 2011 أنه من أصل 286 ألف نسمة، 118 ألفا (40%) من الأتراك.
وهذه الأرقام لا تأخذ في الاعتبار القوات التي تنشرها أنقرة، وتقدر حاليا بـ30 ألفا وفقا للسلطات القبرصية التركية.
فاروشا مدينة الأشباح
في 1974، عندما فر القبارصة اليونانيون من فاروشا، نشر الجيش التركي حول المدينة أسلاكا شائكة مانعا العودة إليها منعا باتا، وهذا المنتجع السياحي الضخم بفنادقه تحول إلى مدينة أشباح لا تزال راسخة في ذاكرة سكانها السابقين الـ40 ألفا.
وبسبب الحظر المفروض على "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها سوى أنقرة، التجارة مع الخارج أمر مستحيل.
فلا يمكن للسفن استخدام ميناء فاماجوستا (شرق) والطائرات مطار ارجان الواقع تحت إشراف جمهورية شمال قبرص، وعلى الركاب والبضائع المرور عبر تركيا.
واقترح الزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي إمكانية إعادة فاروشا مقابل تشريع ميناء فاماجوستا ومطار ارجان.
الألغام
أعلنت الأمم المتحدة في 2010 نزع معظم الألغام من المنطقة العازلة التي تديرها منذ تقسيم الجزيرة في 1974.
لكن عدم توفر خرائط مفصلة عن المناطق المزروعة بالألغام قبل 1974 منع الأمم المتحدة من إنهاء عملية نزع الألغام في باقي الجزيرة.