قمة مصر واليونان وقبرص .. تعاون سياحي وربط موانئ
اليونان وقبرص ومصر يتفقون على تفعيل الربط بين موانئ مصر وقبرص واليونان وزيادة التعاون السياحي.
اتفقت اليونان وقبرص ومصر اليوم الثلاثاء على تفعيل الربط بين موانئ مصر وقبرص واليونان وزيادة التعاون السياحي، في إطار التعاون المشترك وحسن الجوار وتعزيز الشراكات في المجالات المختلفة.
واجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس في العاصمة القاهرة اليوم، لعقد قمة ثلاثية، هي الرابعة من نوعها.
وقال الرئيس السيسي، في بيان ألقاه خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد عقب القمة الثلاثية، إن "هناك تواقفاً كبيراً في الرؤى فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي وضرورة الإسراع في تنفيذ المشاريع المشتركة في مختلف المجالات ومنها الطاقة والزراعة والسياحة من أجل توفير المزيد من فرص عمل للشباب".
وشدد على ضرورة التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين وفق منهج شامل ومتوازن والتركيز على البعد الأمني للمهاجرين غير الشرعيين.
وأوضح الرئيس المصري أن المباحثات تطرقت إلى "سبل الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة في عدد من المجالات منها تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة وتنميتها واستخدامها لصالح شعوبنا والحفاظ عليها باعتبارها ملكاً للأجيال القادمة ومصدراً لتأمين الطاقة لها، إلى جانب المحافظة على البيئة في البحر المتوسط وتفعيل الربط بين موانئ دولنا، بالإضافة للمشروعات المشتركة التي يتم إقامتها في مجالات الزراعة والسياحة بهدف فرص العمل لشبابنا وضمان حياة كريمة ومستقبل آمن لهم".
وعلى المستوى السياسي والدولي، تطرقت المناقشات، بحسب السيسي، إلى العلاقات الممتدة التي تربط بين مصر والاتحاد والأوروبي، حيث أكدت أن أساس تلك العلاقة هو التعاون الذي يتأسس على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة فضلاً عن الرغبة المشتركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط وشرق المتوسط من توتر.
كما بحثت القمة "الأوضاع الإنسانية المتدهورة في كل من سوريا وليبيا واليمن مع التأكيد على ضرورة إنهاء معاناة تلك الشعوب ومحاولة استعادة الاستقرار في المنطقة اتساقاً مع القواعد الراسخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وكذلك القضية الفلسطينية وأهمية التوصل لحل عادل وشامل لها يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأعرب الرئيس المصري خلال المباحثات عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة، ويراعي حقوق جميع القبارصة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال أناستاسياديس بعد الاجتماع، إن مصر وقبرص واليونان تواجه تحديات ومشاكل مشتركة، لافتاً إلى أن النجاح قد تحقق في إطار هذه الآلية الثلاثية، وذلك في مجال "الطاقة والبحر والزراعة والتكنولوجيا والسياحة" وكثير من المجالات الأخرى.
وأضاف الرئيس القبرصي، لقد قمت بإبلاغ الرئيس السيسي ورئيس الوزراء اليوناني بتطورات مسيرة حل المشكلة القبرصية، وشرحت لهم نقاط التقارب والاختلاف وهي موضوعات هامة إذا لم يتم مناقشتها لن نصل إلى حل للمشكلة.
وتابع الرئيس القبرصي "اكتشاف احتياطيات في منطقة شرق البحر المتوسط من الممكن أن يؤدي إلى القيام بدور حاسم وتحقيق الرخاء والاستقرار في بلادنا، كما يوفر آفاقاً مستقبلية للتعاون مع أوروبا.. لقد ناقشنا أيضاً تشكيل لجنة وزارية تختص بموضوع الاقتصاد البيئي، ومواضيع التدريب وحماية البيئة".
وعبر الرئيس القبرصي عن تطلعه إلى استقبال الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليونان بحفاوة خلال مؤتمر القمة الخامس المقرر عقده العام القادم في نيقوسيا.
من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، إن هذا التعاون بالنسبة لليونان يعد اختياراً إستراتيجياً من أجل الدفع بالسلام والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة في هذه المنطقة الحساسة".
وشدد المسؤول اليوناني على ضرورة تعميق التعاون في مجال الطاقة بين البلدان الثلاثة ونقل الغاز الطبيعي من حقول في مصر وقبرص إلى أوروبا، فضلاً عن ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة.
ونوه بأهمية التعاون في مجال تنمية مصادر الطاقة المتجددة، مضيفاً أنه تم الاتفاق على عقد لقاءات دورية مشتركة بين الوزراء المعنيين في الدول الثلاث.
وقال تسيبراس: "إنه تم تبني تصريح مشترك من أجل حماية البيئة ومن أجل التعاون في مجال النقل البحري وتنمية الموانئ"، موضحاً أنه تم مناقشة إمكانية مزاولة نشاط شركات يونانية في مجال النقل البحري.
وأضاف، تم خلال المباحثات الحديث عن الإمكانيات الرائعة في مجال السياحة وأيضاً في مجال شبكات النقل والمواصلات، وكذلك التعاون فيما بيننا في مجال نقل المعرفة التقنية لإنشاء وصيانة شبكات الطرق وسلامة الطرق، بالإضافة إلى التعاون في مجال الابتكارات والمعلومات والتكنولوجيا والمؤسسات التعليمية.
وتستمر القمة غدًا، وهي الرابعة من نوعها بين زعماء الدول الثلاث في إطار آلية التعاون الثلاثي، وهو ما اعتبرته الحكومة اليونانية دليل على استمرارية القمة ومدى الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها على المستوى الإقليمي، واصفة هذا التعاون بالنموذج الذي يحتذى به في مجال التنمية وفي تكوين شراكات مماثلة في المنطقة.