دفع للخروج من عنق الزجاجة.. هل تمنع "عراقيل" الدبيبة من حل أزمة ليبيا؟

دعم دولي تزايدت وتيرته الساعات الماضية، لحكومة الاستقرار بليبيا برئاسة فتحي باشاغا، اعتبر مؤشرا على قرب حل الأزمة السياسية.

إلا أن رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة، واجه ذلك الدعم للحكومة الجديدة، بمحاولة وضع "عراقيل" في طريق الاستقرار؛ فوجه خلال اجتماع عقده اليوم الأحد، بما تبقى من وزرائه السابقين، بتشكيل لجنة تضم شخصيات من مختلف مناطق ليبيا، لقيادة حوار وطني بشأن قوانين الانتخابات والقاعدة الدستورية.

هذا التوجيه كشف عن محاولات جديدة للدبيبة لوضع العصي في الدواليب حتى يضمن بقاءه رئيسًا للحكومة، رغم أن الشواهد الحالية تشير إلى نقيض ذلك؛ فحكومة باشاغا تسلمت مقار مجلس الوزراء السابق في شرقي ليبيا، لتكون على موعد خلال الأسبوع الجاري مع تسلم المقار بالجنوب.

ضمان المكاسب

ولم يكن تسلم المقار وحده المؤشر على أن الأمور تمضي ليبيا قدمًا نحو تهيئة الأجواء لحكومة الاستقرار الجديدة لقيادة البلد الأفريقي نحو إجراء الانتخابات، إلا أن الدبيبة يحاول رغم ذلك، الضغط في عدة مسارات لضمان الخروج بأكبر مكاسب ممكنة، قبل تسليمه السلطة، بحسب محللين ليبيين تحدثوا لـ"العين الإخبارية".

مؤشرات وتطورات.. هل تنتهي أزمة الحكومتين في ليبيا؟

إلى ذلك، قال المحلل الليبي محمود زاقوب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن كل خطوات وتحركات الدبيبة تصب وتهدف لضرب الاستقرار، مشيرًا إلى أنه يؤسس ويعمل على كسب أكبر عدد من الأصوات والدعم من كل المستويات.

وأوضح المحلل الليبي، أن حكومة الدبيبة التي تحاول الحصول على الدعم من مؤسسات المجتمع المدني، وحملة السلاح، وأحزاب سياسية، تعمل بسياسة الأمر الواقع.

موقف دولي

تصريحات زاقوب أكدها المحلل الليبي أيوب الأوجلي، والذي قال إن الدبيبة لم يضمن أي شيء لكنه يعول على الموقف الدولي الرافض لاندلاع أي مواجهات مسلحة، ويعمل للاقتراب من الانتخابات حتى تكون ذريعة له للاستمرار، إلا أن المحلل قال إن الوضع على الأرض لا يسمح بذلك.

وحول الاتصالات الغربية المكثفة التي أجريت مع باشاغا خلال الساعات الماضية، قال الأوجلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن المجتمع الدولي دائما ما يدعم الديمقراطية التوافقية والتي تمثلت الآن في حكومة باشاغا.

وأشار إلى أن كل الاتصالات الغرض منها التأكيد على بعض النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها في المؤتمرات الدولية، لضمان أن تسير حكومة باشاغا في ذات النهج الأممي المتفق عليه، مما يعني ضمنيا انتهاء حقبة الدبيبة.

حكومة باشاغا تتسلم مقار الوزارات شرقي ليبيا

وأشار إلى أن تسلم حكومة باشاغا لمقار الحكومة السابقة هي مسألة فقط، لإنهاء الترتيبات الأمنية وضمان عدم اندلاع حرب في العاصمة طرابلس ومحيطها، مؤكدًا أن مسألة تسليم وتسلم السلطة ستكون بضمانات دولية.

وتابع "الدبيبة لا يسعى إلا إلى ضمان عدم محاسبته داخل ليبيا على شبهات الفساد والاختلاسات التي تحوم حول حكومته"، على حد قوله.

ضغط غربي

تصريحات الأوجلي، وافقها المحلل الليبي كامل المرعاش، والذي أكد أن الدول الغربية وبعد لقاءات عقدها رئيس الحكومة الجديد مع بعض من سفرائها أصبحت تميل إلى الضغط على عبد الحميد الدبيبة ليسلم السلطة بشكل سلمي ودون إثارة أي صراعات.

وأوضح المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن ما دفع هذه الدول إلى الاقتناع بالحكومة الجديدة هو الأداء "الكارثي" لحكومة الدبيبة وسياساتها الشعبوية المبنية على "شراء الذمم والفساد المالي"، وعدم قدرتها على مد سلطتها إلى كامل التراب الليبي.

المبادرة الأممية.. شرط ليبي ورسالة أمريكية

وحول قرار الدبيبة اليوم، قال المحلل الليبي، إن رئيس الحكومة السابقة لا يزال يمارس لعبة الهروب للأمام رغم إدراكه التام أنه سيسلم السلطة ولن يستمر في "مسلسل الخداع ودغدغة مشاعر الناس بالأوهام"، مؤكدًا أن الحالة المعيشية والاجتماعية في أدنى مستوياتها في البلاد، رغم "هدر" المليارات التي ذهبت في "بالوعة الفساد"، على حد قوله.

وتساءل المرعاش: "كيف يمكن للدبيبة أن ينظم انتخابات بقوانين من صنعه؟، وكيف يشرف على تنظيمها وهو لا يسيطر إلا على بعض إقليم الغرب الليبي؟، وكيف يمكن تصور القبول بنتائجها من خلال منصة إلكترونية يسيطر هو على مفاتيحها؟.

إجراء غير قانوني

أما عن قانونية الإجراء الذي اتخذه الدبيبة اليوم، فأكد القانوني والحقوقي الليبي جمال عامر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن ما يقوم به رئيس الحكومة السابقة الآن بشأن إصدار قانون انتخابات وقاعدة دستورية، يعد عملا غير قانوني على الإطلاق.

المبادرة الأممية بشأن ليبيا.. مخاوف وآمال

وأوضح الحقوقي الليبي، أن السلطة التشريعية هي وحدها المختصة بإصدار القوانين دون غيرها، لكن الدبيبة لا يزال يحاول ويناور على البقاء والتمسك بالسلطة؛ بحجة أنه يجب إجراء الانتخابات في شهر يونيو/حزيران المقبل، متجاهلا أنه كان أحد معرقليها في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

إرباك المشهد

وأشار إلى أن الدبيبة يعمل على تنفيذ ما يرسمه تنظيم الإخوان من سياسات تزيد من إرباك المشهد وتعمل على الانقسام.

واستدل الحقوقي الليبي على تصريحاته بإغلاق الدبيبة المجال الجوي بين طرابلس وبنغازي للأسبوع الثالث على التوالي، رغم المناشدات العديدة من قبل جهات ومواطنين، لإيقاف هذا الإجراء الذي تسبب في "إرباك" حركة التنقل بين المنطقة الشرقية والغربية من ليبيا.