بعد تسلم مقرات الشرق والجنوب الليبي.. هل يستسلم الدبيبة؟
تحركات كبيرة تقودها حكومة ليبيا ورئيسها فتحي باشاغا لإنهاء أزمة الحكومتين بالبلاد وإعادة المشهد السياسي لمسار الاستقرار.
وتسلم نائب رئيس الوزراء الليبي عن المنطقة الجنوبية، سالم الزادمة مقر ديوان رئاسة الحكومة بمدينة سبها، اليوم الثلاثاء.
ورافق نائب رئيس الوزراء المكلف من مجلس النواب عن المنطقة الشرقية علي القطراني وعدد من الوزراء بالحكومة.
ونشر المكتب الإعلامي لحكومة فتحي باشاغا صورا لمراسم تسليم واستلام ديوان الحكومة الليبية في الجنوب.
حظر شرقي جنوبي
وعلى صعيد متصل، أصدر باشاغا، منشوراً موجهًا لرؤساء المؤسسات والمصالح والشركات العامة وعمداء البلديات بمنع تنفيذ أي قرارات أو تعليمات تصدر عن حكومة السابقة.
وبموجب المنشور يمنع منعا باتا تنفيذ أي قرارات أو تعليمات صادرة عن حكومة تصريف الأعمال المنتهية ولايتها القانونية، كما حظر إجراء أي تعديل أو تغيير كلي أو جزئي بالمراكز القانونية والإدارية في هذا الشأن.
ودعا القرار رؤساء ومدراء الدوائر والمكاتب بالوحدات والجهات الإدارية إلى الامتناع عن إصدار أي محررات رسمية، اعتبارا من تاريخ صدور قرار مجلس النواب، مشيرا إلى أن كل من يخالف أحكام هذا المنشور يقع تحت طائلة المسؤولية القانونية الكاملة ويعرض نفسه للمساءلة التأديبية والجنائية.
وأكد محللون ليبيون أن تلك مؤشرات داخلية وخارجية تسرع قرب انتهاء أزمة "تعنت" رئيس الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة في تسليم السلطة و نهاية الأزمة.
ويرى المحلل السياسي أحمد أبوعرقوب، أن خطوة استلام مقرات الشرق الجنوب مهمة لتأكيد عزلة الحكومة السابقة وتفتيت قدرة رئيسها عبد الحميد الدبيبة.
وأضاف أبوعرقوب، لــ" العين الإخبارية"، أن تلك الخطوة تؤكد عدم قدرة حكومة الدبيبة في العمل من الشرق والجنوب وأن السيطرة أصبحت لحكومة فتحي باشاغا على كافة المقرات الحكومة مما يجعل الغرب في عزلة ويدعوه للتسليم بالسلمية.
وأكد المحلل الليبي أن باشاغا حريص على اتمام التسليم والتسلم بسلمية، حتي لا تعود الحرب جديدا للبلاد، مبينا أنه "يتصرف بحكمة فيما يخص عدم انجراره للحرب، ورغبته دخول طرابلس بالسلام لا بقوة السلاح".
ولفت إلى أنه باشاغا ينتظر التعاون مع مبادرات المجتمع الدولي ليسلم الدبيبة الحكومة بسليمة تامة، مؤكدا أننا سوف نرى قريبًا اعترافات دولية بحكومة باشاغا ومساعدتها للسير بالبلاد إلى طريق الانتخابات.
التحدي الصعب
واتفق مع أبو عرقوب، المحلل السياسي الليبي، أحمد بو الخنة، الذي شدد على أنه برغم استلام مقرات الشرق والجنوب يظل التحدي الصعب هو مباشرة الحكومة عملها من العاصمة وهذا الامر يتوقف على اتفاقات دولية.
ولفت "بو الخنة" لــ" العين الإخبارية" إلى أن الصراع في ليبيا هو دولي وتصفية حسابات وضمان مصالح ، وفقا لرؤيته، مبينا أن "رئيس الحكومة فتحي باشاغا يستطيع كسب الاعترافات الدولية و المحافظة على سيادة ليبيا".
وأشار إلى أن "الدبيبة لا يقود دولة وخاصة بعد استقالة أاغلب وزراء حكومته وتكليف "وزراء" بمهام آخرين لسد الشواغر والتي كان آخرها تكليف وزير العمل والتأهيل علي العابد، بتولي حقيبة وزارة الخدمة المدنية خلفا لعبد الفتاح خوجة الذي استقال من منصبه.
وتابع أن "الدبيبة الذي يماطل بشكل أو بآخر في تسليم الوزارات بالعاصمة،رأصدر قرارات مؤخرًا بإنفاق أموال الشعب على المليشيات المسلحة داخل العاصمة التي فقد جزء كبير منها للبقاء في منصبه".
وحول وجود قوات مساندة لرئيس الحكومة الليبية في العاصمة، أوضح المحلل السياسي الليبي، أن فتحي باشاغا يملك قوة كبيرة من القوات النظامية، لكن لا يريد دخول العاصمة بقوة السلاح.
وأكد أن" الأمر شبه محسوم الآن فهي مسألة وقت وستفرض قوة القانون نفسها على هذه العصابات وستباشر الحكومة مهام عملها في أقل من أسبوعين من الآن".
aXA6IDMuMTQ1LjY2LjEwNCA= جزيرة ام اند امز