"عودة الأمانة" الليبية تتهم "الدبيبة" بخداعها للتمسك بالسلطة
ضربات متتالية يتلقاها رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايته، عبدالحميد الدبيبة أحدثها استقالات من لجنة تبناها لإجراء الانتخابات.
ووجهت لجنه تعرف بـ"عودة الأمانة" للشعب، والتي أعلن عنها الدبيبة لصياغة مقترح قانون الانتخابات، اتهامات قوية للأخير.
وكان الدبيبة وعد بإعلان خارطة طريق جديدة، سيكون موضحا بها مواعيد الانتخابات الرئاسية الجديدة في يونيو/حزيران المقبل، لكنها لم تتحقق.
وتقدم ٤ أعضاء من لجنة "عودة الأمانة"، باستقالتهم، اليوم الإثنين، بشكل جماعي، في ضربه جديدة للدبيبة، وسط اشتباكات متتالية في غرب ليبيا.
وقال المستقيلون، للدبيبة، "نحن كأحرار، لن نقبل أن نستخدم كختامة... فأنتم لم تكونوا جادين في نواياكم عندما حاولتم استخدام أسمائنا كأعضاء في اللجنة".
وأضاف الأعضاء في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، "وبعد أن حاولنا معكم كثيرا تبين لنا بأنكم غير جادين لإعادة الشرعية للشعب الليبي".
ومن جانبه، أكد عضو لجنة "عودة الأمانة للشعب"، سامي الأطرش، تقديم أربعة من أعضاء اللجنة استقالتهم بشكل جماعي.
وأرجع الأطرش الاستقالة إلى استمرار تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية ووصولها إلى نقطة باتت تشكل خطرا كبيرا على استمرار وحدة الوطن وشعبه.
ووقع على بيان الاستقالة كل من سامي سالم الأطرش، وفيروز عبدالرحيم النعاس، وعبدالرحمن حسين قدوع، وعبدالحميد الكزة، وذلك بتاريخ 21 مايو/أيار الجاري. وجرى توجيه الاستقالة بشكل رسمي إلى كل من رئيس اللجنة أشرف بلها، ورئيس الحكومة المنتهية ولايته، عبدالحميد الدبيبة.
واعتبر بيان الاستقالة أن كافة القوى السياسية "عجزت لعقد من الزمان عن تحقيق حالة الاستقرار المنشود ابتداء من مشروع الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات، مرورا بالنتائج السلبية لخارطة الطريق نحو تعديل الاتفاق السياسي عبر مفاوضات تونس في أواخر شهر ديسمبر/كانون أول 2017، مرورا بمرحلة الهروب إلى الإمام عبر ما سمي بالملتقيات المباشرة بين الليبيين بداية باللقاء الوطني الجامع في غدامس".
وتشكلت لجنة "عودة الأمانة"، في 30 مارس/آذار الماضي، وضمت 19 عضوا بالإضافة إلى رئيسها، وكان من مهامها "دعم تنفيذ الانتخابات، والتواصل مع كافة مكونات الشعب من أجل نشر التوعية بأهمية إجراء الانتخابات في أقرب وقت وذلك لكي يتولى الشعب اختيار من يمثله بشكل مباشر.
ويرى رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبية يوسف الفارسي، أن اللجنة قفزت من القارب الآن رغم معرفتها السابقة بغرض الدبيبة.
وأضاف الفارسي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد تدهورت بسبب تعنت رئيس الحكومة الأسبق.
وتابع "البلاد وصلت إلى نقطة ما تحت الصفر في جميع الأصعدة بسبب التدخل الأطراف الخارجية في الشأن الداخلي الليبي".
وأشار إلى أن "اللجنة مشكلة برئاسة رئيس وزراء مغتصب للسلطة ومنتهي صلاحيته"، موضحا أن "الاستقالات محاولة منهم لتلميع وجوهم بعد نجاح حوار القاهرة وذهاب البلاد للأسوأ".