استهداف "الأحزاب والإعلام".. مليشيات الدبيبة "تكمم الأفواه" غرب ليبيا
تستمر مليشيات العاصمة الليبية طرابلس في سياسة تكميم الأفواه التي لم ينج منها لا الأحزاب السياسية ولا الإعلاميين.
مليشيات طرابلس، لم تكتف بالتصعيد المتكرر الذي يهدد أمن العاصمة، فاعتدت على حلفاء الأمس من الأحزاب التي باتت الآن تؤيد رئيس الحكومة الليبية الجديد فتحي باشاغا.
ويشهد الغرب الليبي توترا أمنيا عقب قيام رئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة بإجراء تغييرات على مستويات عليا بجهاز الاستخبارات العسكرية، وأخرى بجهاز المخابرات العامة، عقب محاولة رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا دخول طرابلس، لممارسة مهامه منها.
وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا تعرض عدد من الأحزاب والتيارات والكيانات السياسية لاستهداف مقراتها بطرابلس والتحريض عليها، وكذلك عدد من الإعلاميين والصحفيين والمدونين على أساس مواقفهم وخلفياتهم وآرائهم السياسية من خلال التحريض عليهم والإساءة لهم، معربة عن قلقها من هذه الاعتداءات.
ورصدت اللجنة، في تقريرها الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، وقائع "تهديد ومضايقة لعدد من الصحفيين والإعلاميين، ما يُعد انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان والمواطنة، وتعدياً فجا على حرية الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير، ولحق الانتماء السياسي، ومصادرة للحقوق والحريات".
وحذرت من "خطورة المساس بالحقوق والحريات المدنية والسياسية، والتي تُعد من أهم المكتسبات الدستورية والقانونية التي تحققت للشعب الليبي".
وقالت إن "هذه الممارسات المشينة والخارجة عن القانون تُشكل جرائم جنائية يُعاقب عليها القانون، وتُمثل انتهاكاً جسيما للحقوق والحريات التي كفلها الإعلان الدستوري المؤقت والمواثيق والأعراف الدولية، والتي في مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدّولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".
ودعت كافة الجهات الرسمية الحكومية والأمنية، إلى "أهمية ضمان احترام ودعم وحماية عمل الأحزاب والكيانات السياسية والصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، ومنع الأعمال التعسفية والتجاوزات التي تطالها".
حرب الشائعات.. سلاح حكومة الدبيبة للاستمرار في السلطة
وأشارت إلى أن "الأحزاب والتيارات والكيانات السياسية، إحدى أهم ركائز العملية الديمقراطية وأساس الحياة السياسية، ومن أبرز دعائم بناء وتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة دولة القانون والمؤسسات".
وطالبت اللجنة الجهات الأمنية والقضائية المختصة بـ"فتح تحقيق شامل في ملابسات هذه الوقائع وضمان ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة".
يأتي ذلك في الوقت الذي أصبحت فيه العاصمة الليبية طرابلس محور الاهتمام خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد محاولة رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا دخول العاصمة طرابلس والاشتباكات التي اندلعت بين المليشيات المسلحة، والتي كان آخرها أحداث مدينة الزاوية غربي ليبيا، ومحاولة تكميم أفواه الإعلاميين والسياسيين والصحفيين لفرض استمرار الدبيبة في السلطة بالأمر الواقع والقوة بعد عزله من البرلمان وتعيين فتحي باشاغا رئيسا للحكومة بدلاً منه".
aXA6IDEzLjU4LjIwNy4xOTYg جزيرة ام اند امز