"الدعشنة".. السيناريو الأقرب للإخوان المطرودين من السودان
بعد أزمات متتالية ضربت صفوفهم أبرزها مخاوفهم من الطرد والتسليم
الانقسامات الداخلية تعصف بتنظيم الإخوان الإرهابي الأمر الذي يطرح سؤالا .. ما هي الخطوة المقبلة للتنظيم؟
"شاب انتمى فكريًا لجماعة تكفر المجتمع، معتقدًا أنها ستوصله للجنة، ثم وصلت هذه الجماعة للحكم لكن سرعان ما فشلت تجربتها وأسقطها الشعب، ليجد هذا الشاب نفسه منبوذا شعبيًا ومطاردا أمنيًا بعدما أصبح محرضًا كإخوانه على العنف بل وشريكًا فيه، فيهرب إلى السودان، غير أنه لم يعد مؤمنًا بها، بعدها امتدت الانقسامات الداخلية التي تشهدها جماعته إلى هناك فتضيق عليه الجماعة ماديًا.. تُرى ما هي خطوته المقبلة؟ السؤال الذي طرحته بوابة "العين" الإخبارية على مصادر مطلعة وخبيرين في الحركات الإسلامية.
الخطوة التالية، بحسب خبيرين في الحركات الإسلامية، شملت 3 سيناريوهات، أبرزها الانضمام لمجموعات إرهابية في مقدمتها تنظيم "داعش" الإرهابي، فيما كانت السيناريوهات الأخرى العودة إلى مصر أو الانتقال لدول أخرى مثل تركيا، موضحين أن الإخوان المؤيدين لجبهة محمد كمال هم من يشملهم تلك السيناريوهات، فيما يستبعد منها المنتمون لجبهة محمود عزت.
ويواجه تياران بعضهما داخل جماعة الإخوان الإرهابية، الأول هو تيار يتزعمه القيادي محمود عزت، ويتبنى قدرا من النقد للمواقف السابقة، ولا يمانع في عقد تسوية مع السلطة، يقابله التيار الثاني وهو مجموعة القيادي محمد كمال عضو مكتب الإرشاد (أعلنت الداخلية المصرية مقتله في 10 إبريل/نيسان الماضي في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن).
وتقول مصادر مطلعة على ملف الإخوان المسلمين بالخارج، إن الإخوان الهاربين للسودان يواجهون انقسامات داخلية، في سيناريو مشابه لما يحدث لإخوان مصر، حيث انشق عشرات الشباب عن الجبهة التاريخية التي يتزعمها قيادات الجماعة الإرهابية وتدعى جبهة محمود عزت، موضحة أن سبب الانشقاق يرجع إلى أن القيادات التاريخية متمسكة بالمناصب وهو ما يجعل الشباب لا يشعرون بالشفافية.
وترى جبهة محمود عزت ضرورة إبعاد شباب الإخوان عن العنف، وهو النهج الذي تتبناه جبهة محمد كمال، ما دفعها إلى فرض ما يشبه العقوبات على هؤلاء الشباب الهاربين إلى السودان، بدعوى "فرض نماذج تربية"، كان من أبرزها إبعاد بعض منهم عن المساكن المتواجدين فيها، وهي المخصصة لشباب الإخوان الهاربين.
"أحمد بان"، الخبير في الحركات الإسلامية، والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان، قال لبوابة "العين" الإخبارية إن هناك مجموعتين، إحداهما من المنوفية (شمال) والأخرى من الفيوم (وسط)، يتراوح عددهم بـ 47 إخوانيا متواجدين في السودان بعد فترة عزل محمد مرسي، قاما في نهاية ديسمبر/كانون أول بمبايعة جبهة محمد كمال، وهو ما ترتب عليه طرد جبهة محمود عزت لهم".
ويصف "بان" جبهة محمود عزت والمنتمين لها في السودان بأنها "مستوعبة داخل بنية الدولة خاصة أن صيغة الحكم قريبة من الإخوان، لكن المؤيدين للتيار الآخر (جبهة محمد كمال) سيكونون عرضة لملاحقات الحكومة السودانية وتسليمهم إلى مصر، وبالتالي يجدون أنفسهم أمام 3 سيناريوهات أبرزها التوجه لطريق مجموعات مثل داعش أو الرجوع إلى مصر حتى لو كان مصيرهم السجن، فيما يبقى سيناريو ثالث هو التوجه لدول أخرى مثل تركيا وماليزيا.
رواية "بان"، تطابقت مع حديث مصادر رفضت الكشف عن هويتها، ومطلعة على ملف الإخوان بالخارج، حيث أوضحت أن هناك أزمتين تواجهان شباب الإخوان الهاربين للسودان من المؤيدين لتيار محمد كمال، الأولى والأعظم تتعلق بالتمويل، لاسيما بعد التضييق المالي عليهم لاستمرار الأزمة قرابة 4 سنوات، وبالتالي لم تعد المبالغ الشهرية التي يحصلون عليها نفسها، خاصة بعد تبني عدد كبير لتيار كمال.
الأزمة الثانية تتعلق بتمدد الانقسامات واتساعها داخل صفوف الإخوان داخل وخارج مصر، ما يهدد الشباب ويجدد مخاوفهم من الملاحقات الأمنية في السودان، والتي اقتصرت طوال الأشهر الماضية على تفتيش مساكنهم كإجراء روتيني، إلى جانب عدم قدرة معظمهم على الانتقال لدول مثل ماليزيا وقطر في الوقت الراهن، بسبب التعثر المادي والاعتماد على الإعالات التي تقدمها الجماعة.
وعبر إبراهيم الزعفراني القيادي الإخواني المنشق والخبير المتخصص في الحركات الإسلامية عن مخاوفه من اتخاذ شباب الإخوان المؤيدين لجبهة محمد كمال، اتجاه مزيد من العنف عبر تنفيذ العمليات الإرهابية، من خلال الانضمام لداعش، موضحًا أن "طبيعة شباب الإخوان المتواجدين في السودان يصعب التنبؤ بخطواته المقبلة، لاسيما في ظل الانقسامات التي وصلت حد الانشقاقات داخل صفوف الجماعة".
وعلى غرار "بان"، قال "الزعفراني" لبوابة "العين" الإخبارية: إن السيناريو المتوقع مزيد من الانقسام داخل صفوف شباب الإخوان وانشطارهم إلى أقسام صغيرة، من بيها مجموعة ستجد في تنظيم "داعش" الإرهابي مبتغاها، أما المجموعة الأخرى فستفكر في اللجوء لدول في جنوب شرق أسيا.
وأضاف "الزعفراني" أن شباب الإخوان اعترضوا منذ هروبهم للسودان على مفهوم السمع والطاعة الذي يتبناه القيادي الإخواني محمد البحيري والذي يتولى شؤون إخوان مصر بالسودان، وموالٍ للتنظيم الدولي للإخوان الموالي لجبهة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، فضلًا عن أن هناك مخاوف من بدء السلطات السودانية ترحيلهم لصالح السلطات المصرية وجبهة محمود عزت المناوئة لهم.
ورغم نشر تقارير إعلامية، أنباء عن طرد الحكومة السودانية للعشرات من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية الهاربين من مصر، وتوجهم لدول مثل تركيا وماليزيا، غير أن المصادر المطلعة على الملف قالت لـ "العين" إن انتقال البعض إلى هذه الدول كان خيارًا فرديًا ولم يكن بسبب طرد الحكومة السودانية.