من هم "الإخوان المطرودون" من السودان؟
السودان كشرت عن أنيابها بطرد عناصر الإخوان الإرهابية من أرضها وفقاً لتقارير إعلامية، لكن هل هناك قوة عددية للجماعة الإرهابية؟
السودان تكشر عن أنيابها وتطرد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية من أرضها وفقاً لتقارير إعلامية، لكن هل هناك قوة عددية للجماعة الإرهابية إلى الحد الذي تشكل به خطرًا على الأمن السوداني، ما يدفع الحكومة لاتخذا قرار بطردهم؟
يقول سامح عيد، الباحث المتخصص في شأن جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية، إن عناصر الجماعة الذين فروا إلى السودان عقب عزل نظام محمد مرسي في مصر لا تتجاوز أعدادهم الـ 1000 شخص من طلبة الجامعات المصرية المفصولين إثر تظاهراتهم الداعمة للإرهاب في مصر و الأعمال التخريبية التي شاركوا فيها وشجعوا عليها في إطار محاولات التنظيم الإرهابي لإرهاق الدولة المصرية وإسقاطها، وهي المحاولات التي باءت بالفشل.
وأوضح عيد في تصريحات خاصة لـ"العين" إن كثيراً من الطلبة سافروا إلى تركيا، والعدد المذكور يزيد عنه قليلاً أو يقل قليلاً، اختاروا السودان مقراً لإكمال دراستهم بجامعة الخرطوم التي قدمت لهم منحاً في ذلك الوقت، وأكد أن المجموعة بها 100 على الأكثر يقودونها، وكل الإخوان المصريين بالسودان تابعين للقيادة التاريخية الأكبر الممثلة في محمد البحيري، من أتباع محمود عزت.
واستبعد عيد أن يسلمهم الرئيس السوداني عمر البشير إلى السلطات المصرية، حيث لا يرغب في دخول حرب جديدة مع الإرهاب، ويكفيه الصراعات متعددة الجبهات داخل بلاده.
معسكرات إخوانية
ويؤكد أحمد بان، الباحث في شؤون الجماعة والتنظيمات الإرهابية، في تصريحات لـ"العين" إن هؤلاء الشباب الذين رحلوا للسودان نتيجة الصدام مع الأمن المصري عقب فض اعتصام الجماعة الإرهابية في ميداني رابعة و النهضة بمصر معظمهم مطلوبون أمنياً ومسجلون على قوائم الإرهاب، واحتمالات تسليم المتبقين منهم للسلطات المصرية قائمة وإن كانت نسبتها ضئيلة.
وأضاف أن في تصريحات خاصة لـ"العين" أن هؤلاء دفعوا أيضاً ثمن الخلاف الذي ظهر بين جناحيّ الجماعة محمود عزت ومحمد كمال، فلم يعد يصلهم الدعم الذي يعينهم على البقاء هناك، فبعضهم حاول الخروج من السودان وعشرات آخرين حاولوا التكفل بإعاشة أنفسهم، وعندما احتدم الخلاف بين الجناحين المذكورين وزادت حالة الاستقطاب حاولت كل قيادة تجميع العناصر التابعة لها في معسكرات، ويبدو أن الأمر شكل إزعاجاً للسلطات السودانية، أدى لطردهم في النهاية.
و كانت التقارير الإعلامية التي بثت نبأ طرد السلطات السودانية للإخوان، نقلت قول القيادي السابق في الجماعات الإسلامية محمد ياسين، إن الحادثة تعود إلى منتصف شهر ديسمبر الماضي، حيث أبلغت مجموعة كبيرة من أعضاء الجماعة المتواجدين على أراضيها والمطلوبين في قضايا داخل مصر، بأن وجودهم غير مرغوب فيه.
وأضاف ياسين في تصريحات إعلامية له، أن المطرودين من السودان توجهوا مباشرة لتركيا وماليزيا خوفاً من تسليمهم للسلطات المصرية التي أدرجت كثيراً منهم ضمن قوائم المطلوبين دولياً.
وتابع ياسين، أن باقي العناصر التي لم يتم إبلاغهم بالطرد يدرسون الآن الرحيل عن السودان بعد إجراءات الحكومة الأخيرة التي مثلت تهديداً لوجودهم هناك.