تحقيقات أمريكية تكشف شبكة تمويل داعش عبر "إيباي"
محققون أمريكيون يكشفون عن شبكة مالية عالمية يديرها أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي عبر الموقع التجاري الشهير "إيباي".
كشف محققون أمريكيون عن شبكة مالية عالمية يديرها أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي قامت بنقل أموال إلى شخص في الولايات المتحدة يشتبه بأنه أحد العناصر التابعة للتنظيم، وذلك عن طريق صفقات وهمية عبر موقع المزادات "إيباي - eBay".
- كيف يجذب داعش النساء والفتيات في أوروبا للانضمام للتنظيم؟
- "داعش" يتحالف مع المافيا الإيطالية لتهريب البترول
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، يقول إن الشخص الذي تلقى تلك الأموال مواطن أمريكي في بداية الثلاثينيات، واعتقل العام الماضي في ولاية مريلاند بعد عملية تحقيقات مطولة للمكتب، والتي اكتشفت الدليل الأول على الشبكة المشتبه فيها.
وقالت الحكومة في قرار الاتهام الصادر عام 2016، إن المشتبه به الأمريكي يدعى محمد الشناوي، وقد تعهد بالولاء لتنظيم داعش، وتظاهر ببيع طابعات كمبيوتر على موقع "إيباي" كغطاء لتلقي الأموال عبر الموقع التجاري "باي بال"، والتي قد تستخدم في تمويل الهجمات الإرهابية.
وأشار تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يتم تقديمه بالمحكمة الفيدرالية في بالتيمور، إلى أن الشناوي كان جزءاً من شبكة عالمية تمتد من بريطانيا إلى بنجلادش، وأن الشبكة استخدمت مخططات مماثلة لتمويل داعش، وكان يديرها سيفول سوجان أحد قادة داعش في سوريا، الذي قتل خلال غارة لطائرة بدون طيار في ديسمبر 2015.
وتابع أن الشناوي قال للمحققين إنه طُلب منه استخدام الأموال "لأغراض تنفيذ العمليات" في الولايات المتحدة، مثل: الهجمات الإرهابية المحتملة، ودفع بأنه غير مذنب في أمر دعم التنظيم الإرهابي. والشناوي حالياً قيد الاحتجاز الفيدرالي انتظاراً للمحاكمة. ورفض محاميه التعليق على الأمر.
وتشير القضية إلى نقطة مهمة ألا وهي محاولات تنظيم داعش لاستغلال الثغرات الموجودة في النظام المالي الإلكتروني الشاسع لتمويل الإرهاب خارج حدوده.
كما تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى ركزت لعدة سنوات منذ أحداث 11 سبتمبر، على الأنظمة المصرفية الدولية الرسمية التي قد تستخدمها الشبكات الإرهابية لنقل الأموال إلى الإرهابيين المحتملين.
ومن جانبه، قال متحدث باسم "إيباي" إن الشركة لا تتسامح مطلقاً مع الأنشطة الإجرامية التي تجرى عبر منصاتها السوقية، وإنهم يعملون مع جهات إنفاذ القانون في هذه القضية.
أضاف أن الشركة تستثمر وقتاً وموارد هائلة في العمل على منع الأنشطة الإرهابية عبر منصاتها، مؤكداً أنهم يبلغون استباقياً عن الأنشطة المشبوهة، ويستجيبون بسرعة للطلبات القانونية لوكالات إنفاذ القانون دعماً لعملهم.
وأشار التقرير الفيدرالي إلى أنه تم إلقاء القبض على كثير من العناصر الأخرى المشتبه فيها ضمن الشبكة في بريطانيا وبنجلادش، مما يجعلها إحدى أهم شبكات تمويل داعش المشتبه فيها ولم يتم الكشف عنهم بعد.
وطبقًا للتقرير الفيدرالي، فإن بعض الأطراف الأساسيين في الشبكة، تم القبض عليهم أو قتلوا خلال عملية مسح عالمية في ديسمبر 2015.
وأوضح التقرير أن الشبكة المالية كانت تعمل من خلال شركة تكنولوجيا بريطانية مولها سوجان، الذي كان مدير العمليات الحاسوبية لداعش، وكان لدى شركته مكتب في بنجلادش، كما أسس فرعاً في تركيا، هذا فيما لم يتضح توقيت مغادرة سوجان للانضمام إلى التنظيم في سوريا.
وأوضح مكتب التحقيقات الفيدرالي، خلال التقرير، أن شركة سوجان أنفقت 18 ألف دولار لشراء معدات مراقبة عسكرية من شركة كندية يمكن استخدامها في الاستهداف الجوي، كما أمرت بإرسال معدات إلكترونية من شركة أمريكية إلى تركيا.
وتلقى الشناوي ما قيمته 8.700 دولار من أفراد مرتبطين بداعش، بينها 5 مدفوعات عبر "باي بال" من شركة سوجان.
وقال الشناوي لمكتب التحقيقات الفيدرالي إنه علم أن الأموال كانت ستستخدم في شن هجوم إرهابي في الولايات المتحدة، لكنه أوضح أنه لم يخطط أبداً لتنفيذ أية هجمات.