كيف يجذب داعش النساء والفتيات في أوروبا للانضمام للتنظيم؟
تقرير جديد يكشف تفاصيل وسياسة تنظيم داعش في إقناع النساء والفتيات بالانضمام إلى صفوفه.
أفاد تقرير جديد بأن النساء والفتيات ينضممن إلى تنظيم داعش الإرهابي بعد إغرائهن بعروض الجماعات الإرهابية بنسخة ملتوية من "التمكين".
ونقلت صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن بحث أجراه المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، أن الأسباب التي دفعت مئات النساء للسفر من أوروبا إلى أراضي داعش "معقدة".
وقالت إيميلي وينتربوثام، المؤلف المساعد في إعداد تقرير البحث، أن استخدام مصطلح "العروس الجهادية" لوصف عضوات داعش من النساء كان مختزلًا.
وأوضحت إيميلي قائلة: "يظهر بحثنا أن القصص أثرت على تصورات الناس بشأن التطرف النسائي؛ معظم من أجرينا معهم مقابلات يعتقدون أنه تم استدراج النساء إلى داعش من قبل الرجال والإعلام الاجتماعي وعروض الزواج، مع إظهار أن الرجال هم الأشرار".
وأضافت المؤلف المساعد: "هناك منطق ضمني بشأن تطرف الرجال لكنه سلبي فيما يتعلق بالنساء؛ فعملية صنع القرار لهؤلاء الأفراد لا تتعلق فقط بالتعرض للتلاعب أو غسيل المخ، بل هناك مبرر واضح".
تم التوصل إلى احتمالات في هذا الشأن تشمل: "رفض النسوية الغربية، والتواصل مع مجندي المقاتلين الذين يعرضون الزواج والمغامرة، والأقران أو تأثير الأسرة، واحترام أيدلوجية داعش، والسذاجة، وفرصة أن تكون جزءًا من شيء جديد ومثير ومحظور".
وأجرت إيميلي وزميلتها إليزابيت بيرسون كبير الباحثين والمؤلف المساعد، البحث في نطاق المملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا.
وتحدثت الباحثتان مع رجال ونساء على صلة بسيدات من مؤيدات داعش أو يعملن ضمن برامج مكافحة التطرف، وتوصلتا إلى أن بعض النساء رأوا في داعش مصدرًا لـ"التمكين" رغم أسلوب التنظيم في إخضاع المرأة والعنف في تطبيق الشريعة وقتل الإيزيديات.
وقال بعض الأشخاص ممن أجريت معهم اللقاءات، إن النساء اللاتي انضممن إلى داعش كن يسعين عمدًا إلى تحدي التقاليد والمعايير الجنسانية الغربية من خلال البحث عن هوية جديدة لأنفسهن.
وأوضح المشاركون في البحث أن ما دفع النساء لذلك كان جزئيًا بفعل "الإقصاء من المجتمع الأكبر"، وتحديدًا في الدول التي تحظر النقاب، مثل: هولندا، وفرنسا؛ حيث شعرت النساء أنه لا يمكنهن ممارسة حريتهن الدينية كما يرغبن.
وعلى غرار الأبحاث التي ركزت على المقاتلين الأجانب الذكور العائدين، وجد التقرير أن التطرف كان مدفوعًا بشكاوى مثل: هجمات الإسلاموفوبيا، والحرمان الاقتصادي.
وقالت إيميلي إن النساء اللاتي يعيشن داخل أسر محافظة قد يتأثرن بالدعاية التي يطلقها تنظيم داعش؛ حيث إنهن يقضين وقتًا أطول في مشاهدة المحتويات المتطرفة عبر الإنترنت مع وجود مساحة ضئيلة من القدرة على السفر خارجًا.
وأشارت المؤلف إلى أن مفهوم "التمكين" يختلف عما تم يمكن تقاسمه بين معظم النساء غير المسلمات في الغرب، حيث يتم النظر إليه من منظور ديني بحت.
وأضافت أن "النساء يقلن إن هذا تمكين بالنسبة لي، لكن المفارقة في أن هذا لن يحدث بمجرد وصولهن هناك".
تنظيم داعش استهدف تجنيد النساء لتهجيرهن إلى أراضيه كجزء من سعيه لبناء "الخلافة" التي تحتاج إلى زوجات وأمهات يلدن الأطفال ليتم تدريبهم ليصبحوا "الجيل الثاني" من الإرهابيين.
وتعتبر النساء البريطانيات من بين أبرز العضوات المتطرفات والقائمات على الدعاية الإلكترونية للتنظيم، ومن بينهن "الأرملة البيضاء" سالي جونز التي أفادت تقارير بمحاولتها الفرار من الرقة، وخديجة داري الطالبة الإسكتلندية السابقة التي تخضع لعقوبات دولية بسبب دورها في تجنيد المقاتلين عبر الإنترنت.
عدد النساء الأجنبيات اللاتي يعيشن تحت سقف ما يسمى بخلافة داعش غير مؤكد، لكن تقرير صدر عام 2014 قدر أن 18% من أعضاء داعش الأوروبيين نساء، ويعتقد أن العدد الإجمالي الآن أكثر من 550.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز