الكونغو الديمقراطية: حريصون على نجاح مفاوضات سد النهضة
أكدت الكونغو الديمقراطية حرصها على نجاح مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا رغم إعلان القاهرة والخرطوم فشل لقاءات كنشاسا.
وقالت الرئاسة الكونغولية في بيان نشرته عبر موقعها، إنها حريصة على نجاح مفاوضات سد النهضة في إطار استراتجية أفريقية بجعل القارة السمراء خالية من النزاعات والأزمات.
ونشر الموقع البيان المشترك للمفاوضات المنعقدة على مدار اليومين الماضيين بالعاصمة الكونغولية كنشاسا، دون تحقيق أي تقدم، واكتفى باستعراض ما دار بالمفاوضات دون التطرق لمواقف الدول الثلاث والأسباب التي أدت لفشل المفاوضات وانتهائها دون نتائج تذكر.
وقال البيان: "بمبادرة من الرئيس فيليكس تشيسكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس الاتحاد الأفريقي، استضافت كنشاسا الاجتماع الوزاري حول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المنعقد من الأحد إلى الثلاثاء".
وأضاف أن تشيسكيدي افتتح الاجتماع فيما قادت المفاوضات وزيرة خارجية البلاد ماري تومبا نزيزا.
ولفت إلى أن الاجتماع شهد مشاركة كل من وزير الخارجية المصري سامح حسن شكري، والإثيوبي دمقلى مكونن، والسوداني مريم الصادق المهدي، كما شارك أيضا السفير بانكول أديوي، مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلم والأمن ممثل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن "جولة المفاوضات التي عقدت في كنشاسا حول سد النهضة الإثيوبي يومي الأحد والإثنين لم تحقق تقدما ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات".
وأرجع البيان ذلك إلى "رفض إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأس الاتحاد الأفريقي للتوسط بين الدول الثلاث".
كما رفضت إثيوبيا خلال الاجتماع - بحسب البيان- كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية، لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
بيان وزارة الخارجية قال أيضا إن "إثيوبيا رفضت مقترحاً مصرياً تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري ودعمه السودان بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونغولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة".
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت مصر والسودان فشل مفاوضات سد النهضة المنعقدة على مدار اليومين الماضيين في كنشاسا، وألقى الطرفان باللوم على الجانب الإثيوبي، وفق بيانات وتصريحات صادرة من القاهرة والخرطوم.
وأضاف البيان أن مصر والسودان قدما "قدرا من المرونة والمسؤولية، وأكدا رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات".
واتهم البيان الجانب الإثيوبي "بغياب الإرادة السياسية للتفاوض بحسن نية وسعيه للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية".
ومن الجانب السوداني، قال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير منصور بولاد لـ"العين الإخبارية"، إن "مفاوضات كنشاسا لم تحدث أي تقدم في ملف سد النهضة الإثيوبي".
وأوضح السفير بولاد أن "إثيوبيا رفضت مقترح السودان الخاص بآلية التفاوض لتكون رباعية تضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة"، معتبرا أن أديس أبابا "لا تريد التقدم أو حدوث اختراق في التفاوض الجدي خوفا على مصالحها، وترفض منهجية التفاوض المباشر".
ولم يتسن الحصول على رد فوري من الجانب الإثيوبي حول ما أثاره الطرفان المصري والسوداني، والذي طالما أكد على أن سد النهضة لن يضر بمصالح دولتي المصب وأنه منفتح على المفاوضات لحل يرضي جميع الأطراف.