لماذا يبحث المصريون عن "الصبارة الراقصة"؟.. السر في التسويق
تحولت لعبة "الصبارة الراقصة" التي شغلت عقول المصريين خلال الأيام القليلة، وأصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي إلى ظاهرة اجتماعية.
يأتي ذلك خاصة وأن كافة الطوائف العمرية قد انجذبت إليها بشكل ملحوظ رغم وجود ألعاب كثيرة شبيهة بها تباع في الأسواق.
هروب مطلوب
وحللت الطبيبة النفسية بمستشفى إمبابة بمحافظة الجيزة المصرية، خلال حديثها لـ"العين الإخبارية" تلك الظاهرة، مؤكدة أن اندفاع الناس تجاه الترفيه بوجه عام يرجع إلى أسباب عديدة أهمها البحث عن الفرحة وتغير النمط السائد في الحياة، سيما وأن ضغوط الحياة تدفع الناس إلى السعي وراء الترفيه للخروج من أي ضائقة نفسية مرهقة.
وتعتقد الأدهم أن سبب نجاح "الصبارة الراقصة" تحديداً عن غيرها من الألعاب الشبيهة بها، ترجع في المقام الأول إلى أن صانعيها لعبوا على وتر دقيق ومهم وهو يشغل بال الأغلبية العظمى من الناس بعد انتشار مواقع التواصل الاجماعي، وهو عنصر التفاعل، حيث يشكو الكثيرون خلال الفترات الماضية من غياب الرفيق أو الونيس، وبالتالي جذبت اللعبة العديد ممن يشعرون بالتفاعل مع اللعبة الناطقة.
وأكدت الأدهم أن المورث المعروف عن الصبار في أذهان الناس من أنها تشير إلى البيئة الصحراوية أو تذكرهم بالصبر، ثم يجدونها راقصة وناطقة خلق نوعاً من التناقض الجذاب لأنها ربما توفر البدائل المباشرة للفرحة والاستمتاع.
وأشارت إلى أن الناس يحتاجون بشكل كبير إلى الهروب من حالة الحزن والاكتئاب، ولهذا ركزوا اهتمامهم بشكل كبير إلى تلك اللعبة، التي خاطبت أكثر من شعور لدى العديد منهم بذكاء واحترافية من صانعيها.
التبذير حرام
السيد سليمان من علماء الأزهر الشريف قال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن اهتمام الناس بلعبة الصبارة الراقصة بشكل كبير لا يمثل مخالفة شرعية، إلا أن الإسراف والتبذير وشراء الأشياء بأكثر من قيمتها وبشكل مضاعف يعتبر فقهاً محرماً، لأنه يدخل تحت بند التبذير حتى ولو كانت الأشياء بطبيعتها مباحة وغير محرمة.
كذلك يرى أن فكرة شراء اللعبة بسبب انتشارها للتباهي والتفاخر بها أمر منهي عنه طبقاً لصحيح الدين، ولا يليق بالشخص أن يحرص على اقتناء الأشياء التي لا حاجة له بها، إلا لو كانت في سبيل اللهو المباح دون تفاخر أو تبذير، مشدداً في الوقت نفسه على أن التبذير حمال أوجه فلا يكون المرء مبذرا إذا كانت حالته المادية تسمح بذلك.
عرض وطلب
تجاريا، قال إياد ياسين صاحب أحد المحال التجارية المتخصصة في لعب الأطفال بمصر، لـ"العين الإخبارية" إن الإقبال على الصبارة الراقصة زاد خلال الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ، ومع نفاد السلعة من الأسواق قرر تجار الجملة زيادة سعرها، وبالتالي بات مفروضا على أصحاب محال الهدايا بيعها بالسعر الجديد بعد ارتفاع سعرها مجددا، والأمر في النهاية متروك للعرض والطلب.
ياسين أكد أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوراً بارزا في التسويق للعبة خاصة وأن هناك عشرات الألعاب موجودة وتؤدي تقريباً نفس ما تؤديه الصبارة لكن لم تحصل على التسويق الذي تم للصبارة الراقصة، وبات الزبائن يقدمون للسؤال عنها تحديداً دون غيرها.
وأنهى ياسين حديثه بأن جميع الأعمار السنية تتفاعل مع اللعبة بشكل كبير والسيدات يملن لها أكثر من الرجال، ومع ذلك يقدم الكثير من الشباب على الشراء لتقديمها كهدايا لمن يرتبطون بهم عاطفياً.