"شجرة تُخفي غابة".. موجة غضب ضد دعوات "المثلية الجنسية" في المغرب
"امرأتان أو رجلان يمكنهما الوقوع في حب بعضهما، والزواج وتربية طفل وبهذا سيكونان أسرة مثلية الوالدين".. جملة فجرت احتجاجا واسعا بالمغرب
عبارت جاءت في مُقرر دراسي، عُرض للعموم في واحد من أكبر المراكز التجارية في البلاد، ويندرج ضمن المقررات الدراسية لواحدة من مدارس البعثة الفرنسية في البلاد.
تعالت الانتقادات والتنديد بتهديد هذا النوع من المحتوى التعليمي لثقافة المجتمع المغربي والأسس الأخلاقية لأبنائه.
شجرة تُخفي غابة
الكتاب المدرسي، الذي تدخلت السلطات المعنية لحماية الأطفال من خطورة محتواه، لم يكن الواقعة الأولى التي تحاول اختراق الثقافة المغربية، والمس بثوابت الأسر في البلاد، عبر الترويج لـ"المثلية" ومفاهيمها الدخيلة. بل يصفه البعض بـ"الشجرة التي تُخفي الغابة".
فقد دق نشطاء بجمعيات آباء وأولياء التلاميذ ناقوس الخطر بشأن الأفكار التي تزرعها مدارس البعثات الأجنبية في وجدان الأطفال، خاصة على مستوى الثقافة الجنسية والدينية، بالنظر إلى تكرر وقائع، اكتشف فيها ترويج هذه المدارس لأفكار مخالفة للقيم المغربية.
ولا تُبالي هذه المؤسسات الخصوصية الأجنبية بالقوانين والنصوص المُؤطرة للأنشطة التعليمية في البلاد، وأيضاً مختلف المذكرات الوزارية والقرارات الحكومية، التي تُشدد على ضرورة احترام المقررات الدراسية للقيم الوطنية المغربية.
وتتعمد هذه المدارس تدريس مُقررات بها صور وإيحاءات تشير إلى المثلية، بدءاً بصور توحي إلى العلاقات الغرامية بين مثليي الجنس، ومروراً بأشخاص يرتدون ملابس عليها ألوان المثلية، وانتهاء بالترويج المباشر والصريح لفكرة أن "المثلية ممارسة مجتمعية طبيعية".
وقائع متكررة
وعلى الرغم من تحذيرات الجهات الوصية على قطاع التعليم في المغرب، تُسجل بشكل مُستمر تجاوزات أخلاقية من طرف هذه المؤسسات، آخرها الكتاب المدرسي موضوع الجدل.
وفي وقت سابق، تداول آباء وأولياء للتلاميذ، أحد الدروس الموجهة للأطفال في مدرسة تابعة للبعثة الاسبانية، يتحدث للأطفال عن "أنواع الأسر"، ومُفصلاً في كونها أسر تتنوع بين العائلة المركبة والعشيرة، قبل أن يصل إلى "الأسرة المثلية"، موضحاً أنها تتكون من أبوين ذكرين أو أنثيين.
مدارس كندية، بدورها تورطت في الترويج لأفكار تضرب قيم المجتمع المغربي، فمرة تُمجد "الوثنية" وأخرى تطبع مع "الشذوذ الجنسي". إذ لا تخلو مقرراتها، خاصة تلك الموجهة للغة الإنجليزية من دروس موجهة لزرع المثلية في عقول الأطفال وسلوكياتهم.
ومما يزيد صعوبة تعقب هذه المحتويات، اتباع المدارس الكندية نظاما تعليميا لا يعتمد على الكتب والمناهج المدرسية المطبوعة، بل يعتمد دروساً عبر منصات خاصة، متاحة للأساتذة والقيمين التربويين فقط.
وعلى صعيد آخر، تفاجأ آباء وأولياء بحفل مدرسي لإحدى المدارس الكندية، يُروج صراحة للمثلية، عبر لوحات تعبيرية شارك فيها الأطفال، سواء من خلال ألوان لباسهم أو العروض التي يُقدمونها.
يقظة رسمية
جهود أجنبية لتحريف القيم المحلية، تقف السلطات المغربية في مواجهتها إما عبر توجيهها إنذارات للمؤسسات المعنية، أو التدخل العملي وسحب الدعامات التعليمية التي تروج لمثل هذه الأفكار.
مذكرة وزارية عممتها المصالح المركزية على الإدارات الجهوية للتربية والتكوين، أكدت أن بعض مدارس البعثات الرسمية "لا تحترم قدسية الثوابت والقيم الوطنية والدينية لبلادنا" في محتويات مقرراتها.
ونبهت المذكرة إلى أن "النموذج البيداغوجي المعتمد في التعليم المدرسي المغربي يتأسس على مجموعة من المرجعيات الأساسية، وخاصة الثوابت المنصوص علها في دستور المملكة، وأحكام القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي".
وفي هذا الصدد، دعت المذكرة الموقعة من طرف وزير التعليم، شكيب بنموسى، إلى "اتخاذ التدابير الضرورية من أجل ضمان الالتزام الصارم والدائم للمؤسسات التعليم المدرسي التي تقدم برنامجا تعليميا أجنبيا، ضمن برامجها الدراسية وكتبها المدرسية، باحترام الثوابت الوطنية والدينية القائمة على الدين الإسلامي السمح والوحدة الوطنية والترابية والهوية الوطنية الموحدة بانصهار مكوناتها وتحدد روافدها والملكية الدستورية، والاختيار الديموقراطية، وقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية".
بالإضافة إلى "التحلي باليقظة اللازمة، وإعمال آليات التتبع والمراقبة التريوية والإدارية الضرورية، من أجل ضمان احترام الثوابت والقيم الوطنية والدينية ومقدسات الأمة المغربية من طرف المؤسسات المعنية التابعة للنفوذ الترابي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، مع الحرص على التطبيق الصارم، في حق المخالفين، للإجراءات الإدارية والعقوبات المقررة بموجب المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل".
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز