"سكتة قلبية" صنعت مجد إسبانيا في كأس العالم
كيف تسببت سكتة قلبية في قيادة أندريس إنييستا نجم منتخب إسبانيا السابق لصناعة مجد الماتادور في كأس العالم 2010؟
كثيرا ما تأتي الإنجازات من رحم المعاناة، وهذا ما قد يكون حدث مع منتخب إسبانيا في كأس العالم 2010، عندما قاده نجمه السابق أندريس إنييستا، القائد الأسبق لفريق برشلونة الإسباني، للتتويج باللقب الغالي وقتها للمرة الوحيدة في تاريخه، رغم معاناته حينها من الاكتئاب.
أندريس إنييستا، أيقونة برشلونة لأكثر من 15 عاماً، خرج مجددا ليتحدث في تصريحات جديدة لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية (الأحد) عن معاناته من الاكتئاب، الذي كان مريضا به لما يقرب من عام بسبب وفاة صديقه داني جاركي ظهير فريق إسبانيول السابق عام 2009، عقب معاناته من سكتة قلبية"
وأكد إنييستا أنه كان يعاني من هذا الاكتئاب خلال المونديال، وكان يتمنى صنع إنجاز من أجل إهدائه لروح صديقه الراحل، وهو ما تحقق له في المباراة النهائية للبطولة أمام منتخب طواحين هولندا.
وكان إنييستا صاحب هدف تتويج الماتادور بلقب كأس العالم الوحيد في تاريخه، في الدقيقة 116 من المباراة النهائية، وبعد الهدف رفع قميصه ليظهر تحته قميص يحمل اسم صديقه الراحل داني جاركي، مع عبارة "معنا دائماً"، ليتحقق لقائد برشلونة ما أراد، ويصبح هذا الهدف سببا في إنهاء اكتئابه.
هدف الشفاء
وقال إنييستا (36 عاما) لصحيفة "بيلد آم سونتاج" إن الهدف الذي سجله في الوقت بدل الضائع أمام المنتخب الهولندي في نهائي بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا كان بداية تحسن حالته مع الاكتئاب، بعدما حقق ما كان يسعى إليه.
وقال لاعب برشلونة السابق إن وفاة صديقه جاركي كانت السبب في مرضه خلال تلك الفترة، موضحا أنه كان من الجيد للغاية الحصول على مساعدة وعلاج متخصص، مؤكداً أن هذه المرحلة أصبحت جزءا من الماضي، مضيفا :"مرحلة جعلتني شخصا أقوى وأفضل، واليوم أشعر بأنني أتمتع بالامتياز ولديّ عائلة رائعة".
قصة جاركي
وكان داني جاركي في السادسة والعشرين من عمره في الثامن من شهر أغسطس/ آب 2009 في مدينة فلورنسا الإيطالية.
والغريب أنه رغم صغر سنه فقد حمل شارة قيادة فريق إسبانيول الكتالوني قبيل وفاته، التي حدثت بشكل مفاجئ خلال رحلة استعداد للموسم الكروي الجديد، بسبب سكتة قلبية.
وأوضحت الصحافة الإسبانية وقتها أن السكتة القلبية هاجمت جاركي وهو يتحدث على الهاتف مع صديقته خلال تواجده بفندق إقامة الفريق.
تخليد الراحل
جاركي كان أحد أبناء منتخب ناشئي إسبانيا بطل أوروبا تحت 19 سنة في 2002، وهو جيل ذهبي تكون منه أغلب لاعبي الفريق الذي أحرز ثلاثية كأس العالم 2010 وكأسي أمم أوروبا 2008 و2012، من أمثال إنييستا وسيسك فابريجاس وفرناندو توريس وخوسيه أنطونيو رييس.
وبالتالي قام لاعبو هذا الجيل بالاحتفاء بزميلهم أكثر من مرة، بعيداً عن إنييستا الذي خلع قميصه عند التسجيل في نهائي كأس العالم 2010 ضد هولندا ليظهر اسم جاركي، ومعه عبارة "داني جاركي.. معنا دوماً"، فإن لاعبين آخرين قاموا بأشياء مشابهة، حيث كان الكثيرون منهم يسعون لصنع إنجاز لإهدائه لزميلهم الراحل.
وقام سيسك فابريجاس عندما كان لاعباً في أرسنال في 15 أغسطس 2009، في أول لقاء بعد وفاة جاركي، بإهداء هدفه الثاني في الفوز 6-1 على إيفرتون، عبر رفع قميصه رقم 21.
أما نادي إسبانيول فقد قام بإطلاق اسم جاركي على ملعب تدريب الفريق الرديف بالنادي.