دراسة مثيرة للجدل: الكمامة لا تحمي من كورونا
خلصت دراسة دنماركية مثيرة للجدل ومردود عليها، إلى أن الأقنعة الواقية لا تحمي مرتديها من عدوى فيروس كورونا المستجد.
وألزمت الحكومات في كثير من دول العالم، مواطنيها بارتداء الكمامات الواقية في الأماكن العامة من أجل مواجهة وباء "كوفيد- 19"، لكن السؤال الذي سأله للخبراء المسؤولين عن الدراسة الدنماركية، هل تحمي الأقنعة الواقية حقاً من عدوى كوفيد-19؟.
يقول العلم إن ارتداء الأقنعة الواقية أفضل من لا شيء لأنها على الأقل تمنع خروج زفير أو استنشاق بعض الفيروسات من قبل مرتديها.
لكن الدراسة الدنماركية العشوائية التي نُشرت الأربعاء الماضي في مجلة "Annals of Internal Medicine حوليات الطب الباطني" (مجلة طبية أكاديمية تنشرها الكلية الأمريكية للأطباء) من قبل علماء من جامعة كوبنهاجن، لم تجد أي دليل إحصائي يوفر أي حماية، وفقاً لموقع "blitzquotidiano" الإيطالي.
في الربيع الماضي، جند خبراء كوبنهاجن 6 آلاف متطوع في الدنمارك من أبريل إلى يونيو وقسموهم إلى مجموعتين، نصفهم يرتدون كمامات واقية في الأماكن العامة ونصفهم بدونها، وبعد شهر تم مسح المتطوعين الذين ارتدوا الكمامة وقورنت النتائج بالمجموعة التي لم ترتدها.
وأظهرت النتائج أنه بعد شهر أصيب 1.8% ممن ارتدوا الكمامات بالفيروس التاجي، بينما أصيب 2.1% من الأشخاص في المجموعة التي لم ترتد الأقنعة الواقية.
وقال الباحثون إن نتائجهم تتعارض مع الافتراضات القائلة، إن الأقنعة الواقية يمكن أن تقلل من فرصة الإصابة بـ COVID-19 بنسبة 50%.
كما أضافوا: "قد تشير النتائج إلى درجة حماية أكثر اعتدالاً تتراوح بين 15 و20%، ومع ذلك، لا تستبعد الدراسة أن الأقنعة لا توفر أي حماية".
ومع ذلك، يجادل خبراء آخرون بأن الدراسة أجريت عندما كان انتشار الفيروس التاجي أقل نسبياً في البلاد وأن اختبار الأجسام المضادة للمشاركين لا يمكن أن يقيس بشكل موثوق ما إذا كان لديهم الفيروس خلال وقت الدراسة.
وتعليقاً على الدراسة قال المؤلف الرئيسي هينينج بوندجارد لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "نعتقد أنه يجب عليك ارتداء قناع للوجه على الأقل لحماية نفسك، ولكن يجب عليك أيضاً استخدامه لحماية الآخرين، فحتى الحد الضئيل من المخاطر الذي توفره الأقنعة الواقية، مهم للغاية، اعتباراً أنه مرض يهدد الحياة".
وعلى الجانب الآخر، اختلف بعض الخبراء تعليقاً على هذه الدراسة، وأوضحوا أن هناك نقاط ضعف بها، على سبيل المثال، لم يتحقق المؤلفون بشكل مستقل من استخدام الأقنعة أو ما إذا كان المستخدمون ارتدوها بشكل صحيح أم لا.
في حين كرر هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، التأكيد على أهمية القناع الواقي لاحتواء انتشار الفيروس وبالتالي تجنب الإغلاق، كما تعترف الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، التي تمنح جوائز نوبل في الفيزياء والكيمياء، بالكمامة كأداة أساسية لتقليل عدوى الفيروس التاجي.