دارفور يستعد لوداع "يوناميد".. رسالة امتنان لـ"حفظة السلام"
يستعد إقليم دارفور غربي السودان لوداع البعثة الأممية المشتركة لحفظ السلام "يوناميد" بعد 14 عاما أمضتها في الإقليم.
وبحسب قرار مجلس الأمن الدولي، جرى اعتماده رسميا الأسبوع الماضي، فإن مهمة القوات الدولية "يوناميد" تنتهي بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وأعربت حكومة ولاية شمال دارفور، عن شكرها وامتنانها لبعثة "يوناميد" لما قدمته للمدنيين في الإقليم طوال فترة علمها في حفظ الأمن بالإقليم.
وأوضحت، في بيان الأحد، أن قرار إنهاء مهمة "يوناميد"، أتى بناء على التطورات السياسية والأمنية بالبلاد، ونجاح الثورة في الإطاحة بنظام الإخوان، وتبني مشروع الانتقال الديمقراطي والسلام والحرية والعدالة على أساس الوثيقة الدستورية.
وقالت إن "البعثة قدمت خدمات جليلة للشعب السوداني في إقليم دارفور في مجال الحماية ومراقبة الأوضاع والمساهمات الإنسانية والخدمية والتنموية طوال سنوات عملها".
وأضافت حكومة شمال دارفور التي تضم القاعدة الرئيسية ليوناميد: "إذ تغادرنا البعثة الآن فإننا نتشارك مشاعر الامتنان مع أهلنا النازحين واللاجئين ونتقدم إليها بالشكر والتقدير".
وشددت على أن البعثة ساهمت في الأشهر القليلة الماضية في مجالات مختلفة وعملت بتناغم كامل مع حكومة الولاية على أعلى المستويات.
وأوضحت أن سياسة الدولة وحكومة المرحلة الانتقالية ومتطلبات الراهن السياسي، اقتضت دورا جديدا للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ممثله في قوات اليوناميد.
ومن المقرر وصول بعثة الدعم السياسي "يونتامس" للسودان مطلع العام المقبل، لمساعدة البلاد في عملية الانتقال الديمقراطي وبناء السلام.
وقالت حكومة شمال دارفور إن كانت يوناميد التي تدخلت وفقا للبند السابع بهدف حماية المدنيين بالإقليم للمساعدة في الانتقال الديمقراطي وبناء السلام والتنمية، فإن ميلاد البعثة الجديدة "اليونتامس" جاء تعزيزا لمتطلبات المرحلة الجديدة.
وأضاف أن إنهاء التفويض اقتضتها التطورات السياسية الجديدة للدولة السودانية ولا تعبر بأية حال تقييما سلبيا لدور البعثة السابق.
وأشارت إلى أن حكومة السودان وضعت برنامجا واضحا لاستمرار عمل القوات المسلحة والدعم السريع والشرطة والمخابرات وقوات رفقاء الكفاح المسلح وفقا لبرتوكول اتفاقية سلام جوبا في مجال حماية المدنيين ومعسكرات النزوح واللجوء ومحاربة الثغرات الأمنية.
وأعلنت عن تشكيل لجنة فنية برئاسة رئيس الإدارة القانونية بولاية شمال دارفور وعضوية الجهات ذات الصلة لترتيب تصفية البعثة وفق القواعد المعمول بها دوليا.
ونصت اتفاقية السلام المبرمة في جوبا بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية على تشكيل قوة مشتركة قوامها 10 الاف جندي لحماية المدنيين بدارفور.
ورغم ترحيب الحكومة ومكونات في السودان بقرار إنهاء ولاية "يوناميد" إلا أن أهالي دارفور خاصة النازحين يتخوفون من فراغ أمني سيخلفه خروج القوات من الإقليم.
الأحد الماضي، نظم مئات الأشخاص وممثلون لنازحي دارفور، وقفة احتجاجية أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، مطالبين بضرورة الإسراع في تشكيل قوة حفظ السلام التي نص عليها اتفاق جوبا، معربين عن قلقهم تجاه خروج يوناميد في ظل هذه الظروف.
وتم نشر قوات يوناميد في دارفور عام 2007 تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة بعدد حوالي 12 ألف جندي، كثاني أكبر قوة أممية في المنطقة، وذلك بعد تصاعد وتيرة الحرب في الإقليم بين حكومة المعزول عمر البشير وحركات مسلحة.
aXA6IDM1LjE3My40OC4xOCA= جزيرة ام اند امز