السودان.. معارك «كسر عظم» شرقا وغربا والفاشر تفجر الاحتمالات
من ولاية شمال دارفور، غربا، إلى سنار، شرقا، تتمدد شرارة المعارك في السودان، لتشعل الجبهات وتفاقم الآهات.
مراسل "العين الإخبارية" في السودان، أفاد بتمدد القتال داخل الأحياء السكنية، خصوصا في قلب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
معارك خلّفت عددا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية والمياه والكهرباء في مناطق القتال، ما فاقم معاناة السكان.
محور ولاية سنار
باتجاه محور جنوب مدينة سنار (جنوب شرقي السودان)، وجنوب غرب منطقة "مايرنو" نحو مدينة "النورانية"، حاولت قوات الجيش التقدم لكنها واجهت خطوط نيران كثيفة من قوات "الدعم السريع"، التي تسيطر على المنطقة، بحسب ما ذكرته مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية".
وحسب المصادر فإن المواجهات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف طرفي القتال.
وذكرت المصادر أن قوات "الدعم السريع" دمّرت عربتين قتاليتين تتبعان للجيش السوداني، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
ولفتت إلى أن قوات الجيش السوداني، تراجعت إلى داخل منطقة "مايرنو" تحت وطأة كثافة النيران.
وأكدت المصادر العسكرية، أن الطيران الحربي التابع للجيش قصف منطقة "جبل مويا"، دون وقوع أي مواجهة عسكرية على الأرض مع قوات "الدعم السريع"، التي تسيطر على المنطقة.
أزمة إنسانية
في هذه الأثناء، أفادت مصادر طبية لـ "العين الإخبارية"، بأن المعارك في محور مدينة سنار، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في ظل النقص الحاد في المستشفيات والطواقم الطبية.
كما أفاد شهود عيان "العين الإخبارية"، بأن مدينة سنار تعاني أزمة حقيقية في نقص الخدمات الضرورية في ظل الحصار الطويل للمدينة.
وتقول المواطنة، آمال عمر: "المدينة تعاني من الانقطاعات المستمرة في الكهرباء والمياه والاتصالات"، موضحة في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن "عمليات النزوح من المدينة مستمرة، هربا من القصف العشوائي، وانعدام الخدمات الضرورية".
وتصاعدت العمليات العسكرية في ولاية سنار منذ 24 يونيو/ حزيران الماضي، عندما هاجمت قوات "الدعم السريع" مواقع الجيش في مناطق "جبل مويا" وسيطرت على الموقع الاستراتيجي الرابط بين ولايات سنار والجزيرة والنيل الأبيض.
وفي 29 من ذات الشهر، التفت "الدعم السريع" على قوات الجيش، في مدينة سنار، وتوغلت لعمق أكثر من 60 كيلومترا عبر الطرق الترابية الوعرة لتسيطر على مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار.
كما سيطرت قوات "الدعم السريع" على قيادة الفرقة 17 مشاة، رئاسة الجيش بمدينة سنجة، ما أتاح للأولى التمدد شرقا وغربا وجنوبا لتسيطر على مدن الدندر والسوكي وأبو حجار وود النيل ومناطق الدالي والمزموم.
محور ولاية شمال دارفور
ومع تسارع وتيرة القتال، أبلغت مصادر عسكرية "العين الإخبارية"، أن قوات "الدعم السريع"، في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر (عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان)، خاضت معركة عنيفة مع الجيش والقوات المشتركة (التي تشكلت من بعض الجماعات المسلحة المنضوية في اتفاق سلام جوبا، الذي وقعته الحكومة مع تلك الجماعات في العام 2019)، في المحور الجنوبي الشرقي.
ووفق المصادر العسكرية، سيطرت قوات "الدعم السريع"على المستشفى الجنوبي داخل مدينة الفاشر.
وقال المواطن محمد آدم: "مدينة الفاشر تعيش أسوأ حالاتها، بسبب المعارك اليومية، والقصف العشوائي الذي دمر المساجد والمستشفيات ومنشآت الكهرباء والمياه".
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية": "المعارك أصبحت تدور داخل الأحياء السكنية، بعد أن توغل عناصر الدعم السريع إلى عمق المدينة".
وحذر محمد الذي يعيش في الفاشر، من أن "الأوضاع تمضي نحو الأسوأ، ومفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل تحليق الطيران الحربي والقصف العشوائي والرصاص المتطاير فوق الرؤوس".
ومع تصاعد القتال خلال اليومين الماضيين، قصفت المقاتلات الحربية التابعة للجيش السوداني عن طريق الخطأ، موقعا استراتيجيا داخل مقر الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، ما أدى إلى مقتل 5 من عناصر القوات المشتركة وإصابة 9 آخرين.
ووفق بيان صادر عن القوات المشتركة، فإن التشويش العالي من عناصر "الدعم السريع"، تسبب في قصف الطيران الحربي قيادة الفرقة السادسة مشاة عن طريق الخطأ بقذيفتين.
وتسعى قوات "الدعم السريع" للسيطرة على الفاشر كونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وخلفت الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة، فضلا عن أزمة إنسانية خانقة.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز