معارك ضارية في الفاشر.. المدينة السودانية تئن تحت القصف المتبادل
دون بوادر حل في الأفق تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان تحت وطأة تجدد الاشتباكات المسلحة بين طرفي الصراع.
تجددت المعارك الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، اليوم الجمعة، واستخدم طرفا الصراع المسيرات والصواريخ والمدفعية الثقيلة والطيران الحربي، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وتأتي الاشتباكات بعد مرور يوم واحد على الهجوم واسع النطاق الذي نفذته قوات الدعم السريع، واستهدف مناطق في شمال وجنوب المدينة، بعد أن دفعت بتعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى المنطقة.
- «الدعم السريع» وحصار الفاشر.. مكاسب الأمتار الأخيرة قبل محادثات سويسرا
- معاناة السودانيين تحت المجهر.. مجلس الأمن يطالب بإنهاء «حصار» الفاشر
وأفادت مصادر عسكرية وطبية لـ"العين الإخبارية" بأن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني استهدف مواقع قوات الدعم السريع، في المدينة وأطرافها. وشددت على أن الفاشر تعاني ويلات المعارك والقصف العشوائي.
غارات للجيش السوداني
وأوضحت المصادر أن قوات الدعم السريع قصفت بشكل مكثف المناطق الجنوبية، والشرقية بمدينة الفاشر، بالتزامن مع قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، مواقع الدعم جنوبي شرقي المدينة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد جراء القصف العنيف.
بدورها قالت قوات الدعم السريع على حسابها على منصة "إكس" إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، قصف مرة أخرى مدينة مليط، التي تقع على بعد نحو 60 كيلومترا شمالي الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وحسب البيان فإن سلاح الجو التابع للجيش استهدف المواطنين والأعيان المدنية في مدينة مليط.كما شن طيران الجيش غارات استهدفت مواقع الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
في السياق، ذكر بيان الدعم السريع، أن غارة جوية استهدافت مساء الأربعاء (الماضي)، حي الشرقي في ولاية سنار، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، أغلبهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى إصابة آخرين بجروح خطيرة. وخلال 48 ساعة الماضية، شنت طائرات الجيش هجمات إضافية على مناطق مثل الضعين وملّيت، وكوكو شرق النيل، حيث أُلقيت البراميل المتفجرة عشوائيًا على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان.
وتقع مدينة الفاشر في غرب السودان على ارتفاع 700 متر (2296 قدما) فوق سطح البحر على مسافة 802 كيلومتر غرب العاصمة الخرطوم، و195 كيلومترا عن مدينة نيالا باتجاه الشمال الشرقي.
وأسفر القتال المتواصل منذ أشهر، بين أطراف النزاع المسلح بمدينة الفاشر عن سقوط مئات القتلى والجرحى فضلا عن تشريد عشرات الآلاف، إذ أصبحت المنطقة "ثكنة عسكرية" مع انقطاع الخدمات الضرورية من الكهرباء والمياه والمرافق الطبية.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بشأن المسؤولية عن ارتكاب "جرائم حرب" في الولاية الشمالية.
مقتل العشرات في الهجوم
وأبلغ شهود عيان أن المدينة شهدت على مدار يومي أمس الخميس واليوم الجمعة معارك دامية بين الدعم السريع وعناصر الجيش السوداني وحلفائه من القوات المشتركة، في أحياء الوحدة، والإنقاذ، والسلام باستخدام جميع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وذكر المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله، في تصريحات إعلامية، أن "القوات المسلحة والقوة المشتركة بمدينة الفاشر سطرت يوم الخميس ملحمة جديدة بدحر هجوم كبير شنته قوات الدعم السريع على المدينة، وكبدتها خسائر كبيرة في الأفراد والمركبات".
وبدوره، قال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى إن "قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة تمكنت من صد هجوم الدعم السريع على الفاشر، وأعلن مقتل أكثر من 80 من عناصر القوة المهاجمة وتدمير أكثر من 20 مركبة عسكرية، بجانب الاستيلاء على 10 مركبات قتالية بحالة جيدة".
فرض السيطرة الكاملة
ولم تتلق "العين الإخبارية" تعليقا فوريا من الدعم السريع حول معارك الفاشر، لكن صفحات إعلامية موالية لها نعت القائد الميداني عبدالرحمن المعروف على نطاق واسع بلقب"قرن شطة" وآخرون، الذي تواترت أنباء عن مقتله أمس الخميس في الهجوم على المدينة.
ويعتبر "قرن شطة" من أبرز القيادات الميدانية في صفوف قوات "الدعم السريع"، منذ بدء الصراع في 15 أبريل/نيسان 2023، وشارك في معظم المعارك في العاصمة الخرطوم والجزيرة وسنار قبل الانتقال إلى محور مدينة الفاشر.
وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر، لكونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لسيطرتها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg جزيرة ام اند امز