الإنترنت يفاقم أزمات الجفاف.. "واشنطن بوست" تكشف التهديد الغامض
تعتمد أهم مميزات الإنترنت في عصرنا الحالي على كميات ضخمة من البيانات التي يجري تخزينها وتسهيل تبادلها عبر تقنيات متقدمة عادة ما تتركز في "مراكز البيانات".
مراكز البيانات الضخمة هذه، والتي عادة ما تشيدها شركات الإنترنت العملاقة، أضحت من مصادر التهديد الكبرى للمناخ من خلال دورها في مفاقمة أزمات الجفاف، وفقا لتحقيق أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وحسب الصحيفة، فإن مراكز حفظ البيانات التابعة لشركات الإنترنت الكبرى، تحتاج إلى كميات هائلة من المياه، لضمان عمل أنظمة التبريد بكفاءة، والحفاظ على سلامة الأجهزة من درجات الحرارة المرتفعة.
وبشكل عملي، يتضح تهديد شركات الإنترنت للمدن الصغيرة بالجفاف، في مدينة "ميسا" على سبيل المثال، وهي مدينة صحراوية صغيرة تابعة لولاية أريزونا" الأمريكية وتضم نصف مليون نسمة، وتعتبر معقلا للعديد من مراكز حفظ البيانات لشركات غوغل وأبل، وقريبا تنضم لهذه القائمة، شركة ميتا التي تريد تشييد مركزا لحفظ البيان تابعا لها في هذه المدينة أيضا.
وهذه المدينة الأمريكية الصغيرة تعتبر واحدة من ضمن العديد من المدن والقرى في منطقة الغرب الأمريكي، التي تعاني من انتشار في إنشاء مراكز حفظ البيانات التابعة لشركات التكنولوجيا العملاقة.
وخلال سنوات مضت، كانت أزمة النشطاء في مجال البيئة مع هذا النوع من مراكز حفظ البيانات هو ما تتسبب به من نسبة انبعاثات ضارة تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، والآن تتسبب هذه المراكز في أزمة جديدة وهي تهديد المدن بالجفاف، وحرمانها من مصادر مياه الشرب.
وتقول بيانات نقلتها "واشنطن بوست" إن مدينة تدعى "ذا داليس" تابعة لولاية أوريغون الأمريكية، تحتضن مركزا للبيانات تابعا لغوغل يستهلك وحده ما يزيد عن ربع مخزون مياه المدينة.
وتقول إحصائية إن ما يزيد عن 30% من مراكز حفظ البيانات على مستوى العالم، تتمركز في الولايات المتحدة، وأن الطاقة اللازمة لتشغيل هذا الكم من مراكز حفظ البيانات، تستهلك 2% من إجمالي ما تنتجه أمريكا من طاقة كهربائية.
وفي الوقت الذي تتعاظم به ظاهرة الاحتباس الحراري، من نقص في مخزون المياه العالمي، تأتي هذه المراكز لتصبح مصدرا إضافيا يهدد مصادر مياه الشرب.